ملتقى البيئة يدعو لحلول «عاجلة ومتكاملة» لإدارة النفايات في السعودية والخليج

الباز: تأثير الاحتباس الحراري سيكون أسرع من المتوقع

TT

قال البروفيسور فاروق الباز، مدير أبحاث الفضاء «ناسا» لـ «الشرق الأوسط»، إنه لا توجد دولة في العالم بمنأى عن ظاهرة الاحتباس الحراري. موضحا أن الدول التي ليست لديها مساحات صحراوية كبيرة سوف تتأثر بالمتغيرات المناخية بسبب ازدياد هطول الأمطار.

وشدد الباز على ضرورة تحرك الجميع للحفاظ على البيئة ضد التغيرات المناخية في العالم العربي، معتبرا دور الأفراد والمؤسسات المدنية أهم بكثير من دور الحكومات في هذا الصدد.

ورأى الباز، خلال رده على أسئلة لـ «الشرق الأوسط»، أن العمر الزمني المتوقع من قبل العلماء والباحثين لحدوث التغير المناخي في عام 2100 واقعي، مضيفاً «أعتقد أن الأحداث المصاحبة لظاهرة الاحتباس الحراري ستسير بسرعة غير متوقعة، وشخصيا أرى أنها قابلة الحدوث في خلال الـ 20 سنة المقبلة».

وكشف الدكتور الباز أن فشل الحكومات العربية في تحقيق تنمية صناعية في بلدانها يعود إلى فشلها في الاهتمام بالتعليم والمعرفة، قائلاً «المعرفة هي مفتاح الحياة».

إلا أنه ـ أي الباز ـ رأى أن شباب العالم العربي في الوقت الراهن قادر على النهوض بأمته، رابطا الأمر بتقدم الحكومات وقطاعي التجارة والصناعة، على وجه الخصوص، بالبحث العلمي.

كما وصف جميع المبادرات القائمة في العالم العربي للنهوض بمستقبل البحث العربي بالفشل، مضيفا «أنا شخصيا دعيت للعديد من الاجتماعات منذ السبعينات من القرن الماضي، لوضع آليات للنهوض بمستقبل العالم العربي في المجال العلمي، ولكن جميعها لم يكتب لها النجاح والاستمرارية».

وأرجع الدكتور الباز فشل البلدان العربية في النهوض العلمي إلى «البيروقراطية» المتبعة في سياسات البلدان، معبرا عن واقع الأمر ـ بتهكم ـ «الأنظمة العسكرية ربطت كل شيء بها، العلم والمعاهد فحدث ما هو متوقع، ومتى ما تدخلت الحكومة في الجامعات والمعاهد البحثية يتوقع حدوث ذلك».

وعند سؤاله عن ما قدمه هو وغيره من العلماء العرب المهاجرين في الخارج، أجاب بالقول «اكتبوا هذا الاعتراف في صحيفة «الشرق الأوسط» غدا: جيل الفشل».

وأرجع اعترافه إلى فشلهم في واقع الأمر إلى نفع بلدانهم العربية بما وصلوا إليه من علم، معتبرا أن المؤسسات الحكومية التي لا تدعم الأفراد المنتمين لها أو المحيطين بها في المجتمع لن تحقق أي شيء «كون الأفراد هم من يصنعون المؤسسات».

وحذر الدكتور الباز، خلال المحاضرة، من خطورة تأثير الرياح القوي على رفع نسبة التلوث في منطقة الخليج، وأضاف «عند التحدث عن التلوث هناك كميات من التلوث تحدث في الهواء الطلق يوميا، والتلوث ينظر إليه من زاويتين، تلوث في التقنية ثم في الطاقة، والرياح لها دور في نقل التلوث الذي يبقى على سطح الأرض، حيث تنقل الأتربة هنا وهناك بواسطة الرياح».

وأوضح الباز أن الصور المأخوذة عبر الأقمار الصناعية تبين أن العواصف التي تنتقل من مكان إلى آخر هددت مصالح الناس، بحيث إن التلوث الجوي يمكن أن يتجمع بصورة ضخمة ويسبب أضراراً كبيرة، مفسرا الأمر على أنه دليل على تسبب الرياح الناقلة للملوثات، فضلا عن قدرتها على التدمير السريع.

الى ذلك اتفق المشاركون في منتدى البيئة الاول على ضرورة البحث عن حلول عاجلة ومتكاملة لإدارة النفايات في السعودية ودول الخليج تتماشى مع النهضة الحضارية الكبيرة التي قطعتها هذه الدول.

واستعرض الدكتور يوسي يوتيلا الخبير في معالجة التربة الملوثة حراريا تجربة فنلندا في حماية البيئة وقال «هناك مجموعة من المراحل لتجميع النفايات والتخلص منها حسب المواقع المحددة، منها عزل كمية الأوراق والزجاج والبلاستيك ثم البدء بنظام التجميع لهذه المواد المختلفة ومن ثم تدخل في مرحلة إعادة ملء الحاويات التي تحتوي هذه النفايات ومعالجتها وإعادة تدويرها، وتلك المراحل ساعدت على التخلص من النفايات».

وأضاف «هناك طريقة أخرى وهي منع تدوير النفايات وعزلها والتخلص منها في مواقع صحية وإدخال هذه الكميات في الحاويات المطلوبة وإبعادها، ومعظم هذه النفايات تتم معالجتها حسب تدرج النظام والإجراءات المتبعة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه والتخلص مما هو موجود وإعادة تدويرها واستثمارها في الطاقة، وفي حال عدم التخلص منها بطريقة علمية سوف تضر بالبيئة وتساهم في حدوث كارثة حقيقية».

من جانبه قال البروفيسور حمدي عزيز من جامعة سينس في ماليزيا «نحن في ماليزيا والسعودية ما زلنا جديدين في هذا الموضوع، حيث إن معدل النفايات للفرد في الدول النامية يتراوح بين 07 في المائه إلى 1.2 في المائه وتحاول البلديات طمر هذه النفايات، حيث إن نفايات الطعام وصلت إلى 3.5 في المائه وهي نسبة مرتفعة جدا».

وأضاف: «الناس تظن أن إبعاد القمامة عن البيوت تعني التخلص منها، لكن هناك أموراً أخرى تتم في هذا الشأن، حيث إنها تمر بمراحل عديدة لتحليلها والاستفادة من المواد العضوية فيها في زيادة خصوبة الأرض الزراعية، وفي الدول النامية هناك مشكلة في تطبيق المفاهيم واتباع إجراءات التطورات التكنلوجية، وأعتبر أن النفايات تحتل نسبة كبيرة من الهرم مقسمة إلى عدد من الخطوات التسلسلية، حيث تقوم بعض الدول بقلب الهرم وتصبح النفايات هي آخر اهتماماتها».