عضو في بلدية الدمام يتهم الأمانة بتقديم منح من الأراضي لمقربين من مسؤوليها

أمين الشرقية يرد: الأراضي «منح خاصة» وطرحها للإثارة فقط

TT

اتهم نائب رئيس المجلس البلدي بحاضرة الدمام المهندس أحمد الموسى، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمانة المنطقة الشرقية بأنها تمنح أراضي بالخفاء لمقربين من بعض المسؤولين، بينما تدعي أنها لا تملك أراضي كافية لتوزيعها على المواطنين، في حين ردّ أمين المنطقة الشرقية، المهندس ضيف الله العتيبي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأن المنح التي يجري الحديث عنها هي (منح خاصة)، معتبراً أن مثيري هذه القضية (يبحثون عن الإثارة فقط).

وقال الموسى أمس، إن آلاف المواطنين ينتظرون دورهم في الحصول على منح منذ فترات طويلة، بينما يجري إعطاء منح من الأراضي بالخفاء لمقربين من مسؤولين في الأمانة، وأن هذه المنح الخاصة لم تتوقف طوال السنوات الماضية والأمانة بحسب تعبيره تتصرف بانتقائية في إعطاء المنح، مضيفاً أن المواطنين البسطاء يواجهون بعذر عدم وجود أراض لتوزيعها عليهم. وقال الموسى نريد أن نحصل على تفسير من أمين المنطقة حول هذه المنح، متسائلاً كيف يحصل مواطن عمره 18 أو عشرون سنة على منحة بينما هناك آلاف من المواطنين تقدموا بطلباتهم قبل ولادته.

ونفى الموسى أن يكون فتح هذه القضية جاء كتصفية حسابات بين الأعضاء الأربعة الذين وصفهم الأمين في فترة سابقة بأنه غير راض عنهم، وتوقف الأعضاء حينها عن حضور بعض الجلسات فيما تبادل الطرفان التهم بالإخلال بنظام المجلس ودوره الرقابي على عمل الأمانة، إلا أن حالة من المصالحة تمت بهدوء بين الطرفين، مؤكداً أن طلبات تم تقديمها في فترات سبقت النزاع مع الأمين، كانت تهدف إلى ضرورة كشف ملف المنح وحجم الأراضي التي تملكها الأمانة إلا أن الأمانة تجاهلت هذه الطلبات، وأضاف الطلب الجديد لمناقشة المنح الذي تقدم به مع بعض الأعضاء لاقى موافقة جميع أعضاء المجلس.

وأشار الموسى إلى أن أدراج البلدية متخمة بـ 180 ألف طلب منحة، بعضها ينتظر هذه المنحة منذ أكثر من 25 سنة، موضحاً أن الأمانة في الفترة الحالية ليس لديها القدرة على توفير أراض لهذه الطلبات، وأضاف أن الأمانة تحصل على أراض من أرامكو السعودية، وتخصصها كأراض صناعية أو كمرافق بينما المواطن ينتظر طوال هذه السنين، بينما كان بأمكانها الانتهاء من هذا الملف بتخصيص ما نسبته 60 في المائة من هذه المساحات كأراض سكنية. وبين الموسى أن الأمانة حصلت على 24 مليون متر مربع من شركة أرامكو السعودية، خصصتها كأراض صناعية وورش، وموقع للسكراب وسوق للغنم، بينما لو خصصت 10 ملايين متر مربع منها كأراض سكنية كانت حلت جزءا كبيرا من مشكلة المنح.

وقال الموسى إن الأمانة تملك اراضي يمكن أن تقدمها كمنح للتخفيف من فترات الانتظار الطويلة التي يعاني منها المواطنون، مضيفاً أنه ليس صحيحاً ما يردده الأمين أنهم في الأمانة لا يملكون مواقع يمكن أن توزع على المواطنين، وأوضح أن هناك أرضاً مساحتها 6 ملايين متر مربع في العزيزية، تعمل الأمانة على استثمارها وأعضاء المجلس يطالبون بتوزيعها كمنح، مشيراً إلى أن هذه عينة فقط من الأراضي التي تملكها الأمانة.

وقال الموسى إن المهم في هذه القضية ليس استعادة الأراضي التي منحت بالخفاء أو بالمحاباة، ولكن ما يهمنا هو المساعدة على توفير منح لباقي المواطنين، وأشار الى أن فتح هذا الملف كشف هذه المساحات الكبيرة من الأراضي تملكها الأمانة لكنها تحولها إلى استثمارات فيما تتراكم طلبات المواطنين المستحقين للمنح.

أمام ذلك قال أمين المنطقة الشرقية المهندس ضيف الله العتيبي لـ «الشرق الأوسط» أمس، إن المنح التي تم تقديمها خلال الفترة الماضية والتي يدور الجدل حولها في المنطقة الشرقية هذه الأيام، كانت منحاً خاصة، وقال العتيبي إن وزارة الشؤون البلدية لديها علم بذلك، وأضاف لدينا في الأمانة 12 الف منحة خاصة لها شروطها ولها نظام خاص يختلف عن المنح البلدية التي يبلغ عددها 180 ألف منحة، مشيراً إلى أن المنح الخاصة يتم تطبيقها إذا توفرت اراض لدى الأمانة وبكيفية معينة، بينما للمنح البلدية نظام مختلف. وأكد العتيبي أن الأمانة لا تملك أراضي سكنية في الوقت الحالي للانتهاء من ملف المنح، والأراضي التي حصلت عليها من أرامكو السعودية عبارة عن أراض صناعية لا يمكن تحويلها إلى اراض سكنية، وأضاف أن تخطيط المدن يبنى على أصول متفق عليها، فهناك أراض مخصصة للسكن تختلف عن تلك المخصصة للترفيه أو للمنشآت الصناعية.

واتهم العتيبي مثيري هذه القضية بأنهم يبحثون عن الإثارة فقط ويذهبون بعيداً عن دور المجلس، لأنهم يعرفون أن المواقع التي يتحدثون عنها جرت مناقشات سابقة حولها ووضحت الأمانة نوعية الأراضي التي بحوزتها، وأضاف إن أرض العزيزية، أرض مخصصة لمواقع ترفيهية ولا يمكن تحويلها إلى أراض سكنية.