الماركات العالمية تغزو أسواق الحرم المكي

رواد الأسواق الشعبية يزورونها لـ«الفرجة»

TT

شهدت الأسواق المحيطة بالحرم المكي الشريف قفزة تطويرية مواكبة للنهضة العمرانية للفنادق المحيطة بالحرم المكي الشريف، وتحول المنظر تماما في العديد من الأسواق الشعبية بعد إزالتها، فاختفت أسواق عتيدة مثل سوق الليل والسوق الصغير، وستتبعها في مراحل قادمة أسواق الشامية والجودرية، وهي أشهر الأسواق حول الحرم، لتحل مكانها مراكز التسويق الجديدة (المول) والتي تتميز بوجود بعرض الماركات العالمية.

واحدثت تلك التحولات انطباعات متضاربة لدى قاصدي البيت الحرام من المعتمرين أو الحجاج فضلا عن قاطني مدينة مكة المكرمة، حيث أعتبر البعض التغييرات امر حتمي ودفعة قوية نحو دخول الماركات العالمية لتعطي للمتسوق خيارات اوسع في المعروضات ولتزاحم الماركات العالمية للأقمشة الهندية والاندونيسية التي ظلت تنفرد تقريبا بتلك الاسواق، الى جانب الخردوات والتي تعتبر مطلبا اساسيا للحجاج والمعتمرين على اعتبار أنها تمثل هدايا رمزية لدى عودتهم لديارهم تقدم عادة للأهل والأصدقاء.

ويعتبر سعيد الخلف وهو من سكان مكة المكرمة ان المحك الان في مدى تقبل زوار بيت الله الحرام للشكل الجديد للمعراض والبضائع التي تعرض.

وحول رغبات زوار هذه البقعة الطاهرة يقول احمد سلطان الخزرجي وهو صاحب مكتب حج وعمرة من دولة الإمارات «بطبيعة الحال تظل الأسواق الشعبية هدفا اساسيا للحجاج والمعتمرين للتسوق، وبحكم عملي أعايش مثل هذه المواقف بحيث نجد دائماً السؤال عن أماكن الأسواق الشعبية، وبالتالي أرى ان طمس هويتها أمر غير مرغوب فيه، على الرغم من اننى اتواجد دائما في (المول) لاننى أجد فيه راحتي واطمئن على اغراضي الخاصة على العكس من الاسواق الشعبية التي لا يوجد فيها رقابة امنية، الى جانب الزحام الشديد والبيع العشوائي وغيرها من السلبيات التي قد تضر بالحاج والمعتمر».

ويواصل الخزرجي بقوله إن «النظافة وترتيب جميع الأمور في الاسواق المول تدعو للارتياح النفسي، وهذا الأمر يجعلني اقترح على الملاك والمستثمرين بأن يخصصوا مواقع استثمارية لأصحاب الخردوات والأقمشة الشعبية التي تروج بضائعها المميزة، كونها اقل في التكلفة المادية، حيث أن القيمة الشرائية للهدايا لعدد عشرة أشخاص من سوق شعبي لا تزيد عن خمسمائة ريال، بينما هذه القيمة لا تفي لشخص واحد في شراء هدية من المول لارتفاع قيمة الأسعار للماركات العالمية او حتى العادية».

وأبدى احمد محمد السيد من مدينة ابوظبي، إعجابه الشديد بالتطور الكبير الذي شهدته الأسواق القائمة حالياً في محيط ساحات الحرم، بما تضمه من معارض عالمية تحمل ماركات، وقال «ربما لا أجد بعضها حتى في مدينة أبوظبي، لكن في المقابل لا بد أن أعطي الأسواق حقها في المكانة المحببة في نفوسنا، لأننا ـ بكل صراحة ـ نجد متعة التسوق فيها، فهي واجهه مضيئة للبلد ولا بد أن تكون كذلك، ولا أتمنى اندثارها مهما احتاج الأمر لاننى أريد أن أرى هذه الميزة موجودة في مكة المكرمة والمدينة المنورة بالذات بحيث تأخذ بعض الأسواق النمط الشعبي المعروف عن أسواق الحرم المكي الشريف». المعتمر، احمد العمرتي، وهو من المغرب، يرى ان وجود العديد من الماركات العالمية في المول حول الحرم لا تخلو من أن بعضها مقلد، يقول «توجد العديد من الماركات العالمية في هذا المول الذي يعتبره نموذجا رائعا للتطور العمراني، لكن ما توقفت عنده واثار دهشتى أن الخامات لبعض الماركات هنا اقل جودة لما هو موجود في دول أوروبا، فأنا تجولت في العديد من تلك البلدان واطلعت على مثل هذه الماركات العالمية حيث البعض منها اقل جودة بالرغم من أنها تحمل نفس المسمى».

في المقابل يرى العديد من اصحاب المعارض داخل المول أن الزوار عادة يأتون للفرجة فقط، ويوضح أحمد شكري وهو مدير في معرض بمول (أبراج البيت) قبالة الحرم بقوله «على الرغم من أن حجم المبيعات لم تصل للحد المتوقع، لاعتبارات كثيرة الا أن اغلب الحجاج والمعتمرين يأتون لمثل هذه المعارض من أجل الفرجة». واوضح ان نسبة الشراء تكون من الدول التي تلقى هذه الماركات لديها رواجاً كبيرا، وبأسعار اقل جداً مما عندهم، ولمح الى ان أكبر نسبة من المشترين من دول الخليج ومصر، مضيفا انهم بحاجة أكثر لزبائن من قاطني مكة المكرمة، حتى يزداد حجم المبيعات، موضحاً أن أسباب عدم إقبالهم على الشراء يعود الى عدم وجود مواقف للسيارات حيث يصعب أن ياتي أحد من أهل مكة ويجد موقفا لسيارته.

وأعرب منير محمد عسيري الذي يدير احد المعارض، عن امنيته بأن يحدث تحول كبير في نوعية الأسواق حول الحرم المكي الشريف، بحيث تصبح جميعها على نظام المول، موضحاً أن رغبته عائده إلى الخدمة التسويقية الراقية إلى تقدمها مثل هذه المراكز للمعتمرين والحجاج من عدة نواح لا تستطيع الأسواق الشعبية توفيرها. واعترف العسيري بأن قيمة شراء الماركات صعب على بعض الحجاج والمعتمرين كون الطبقة الأقل دخلا لا تستطيع الشراء، بينما نجد ان هناك إقبالا معقولا من الطبقة المتوسطة والعالية على الشراء خاصة من بعض الدول التي توجد فيها مثل هذه الماركات، وقال إن أكثر أوقات زيادة المبيعات تكمن في مواسم الحج والعمرة، وبقية العام تشهد كسادا كبيرا.