نجران: تحويل قصر الإمارة التاريخي إلى موقع دائم للحرف والصناعات اليدوية

يخضع لإجراء عمليات ترميم لكافة أجزائه

قصر نجران يختزن بين جدرانه قصصا من تاريخ السعودية (الشرق الأوسط)
TT

تعمل الهيئة العامة للسياحة والآثار منذ 3 أشهر على تهيئة بعض ساحات وملحقات قصر الإمارة التاريخي «ابن ماضي» بمنطقة نجران، ليكون موقعاً ملائماً لمزاولة وعرض الحرف والصناعات اليدوية، ومعلما تراثيا يساهم في جذب المزيد من السياح للمنطقة. وقال صالح آل مريح مدير إدارة الآثار بمنطقة نجران، ان أعمال الترميم تجرى باستخدام الخامات الأولية، كالطين والأحجار، لإزالة التشققات والتهتكات التي طالت جدران القصر، إضافة إلى ردم الأرضيات بالأحجار الطبيعية وترميم الأسقف بالأخشاب وجريد النخل، وذلك للمحافظة على النمط التراثي الأصيل للقصر، فيما توقع الانتهاء من كافة أعمال الترميم والصيانة قريباً.

وقال المهندس سعيد القحطاني مدير المشروع الوطني لتنمية وتطوير الحرف والصناعات اليدوية (بارع) بالهيئة العامة للسياحة والآثار، ان الهيئة تسعى جاهدة لترميم وتأهيل عدد من المباني التراثية وتحويلها إلى مجمعات للحرفيين، لتشجيعهم على مزاولة أنشطتهم الحرفية أمام الزوار، وبالتالي المساهمة في تحريك الاقتصاد المحلي، وإيجاد فرص العمل للراغبين في اكتساب الخبرات المهنية بمزاولة الحرف والصناعات اليدوية.

وأضاف: «هناك تكامل بين الحرف والصناعات اليدوية ومواقع التراث العمراني، فقد لجأ العديد من الدول كإسبانيا، وتونس، والمغرب، واليونان إلى تحويل المراكز الأثرية والتراثية خصوصاً تلك التي تقع في أواسط المدن، إلى أسواق لبيع ومزاولة الصناعات الحرفية مما شجع على زيادة الإنتاج والعرض والبيع وجذب السياح». وأشار القحطاني إلى زيادة الاهتمام بالسياحة الثقافية، حيث أخذت تظهر في كثير من الدول قرى كاملة للنشاط الحرفي، تنفذ مستقلة أو في إطار المشاريع السياحية الكبرى، وتمارس فيها أعمال الإنتاج الحرفي والعرض والبيع، واصفاً هذه المواقع بأنها متاحف حية ومفتوحة للتراث، تتيح للسائح مشاهدة الحرفيين أثناء مزاولة حرفهم. ويقدر المشروع الوطني لتنمية وتطوير الحرف والصناعات اليدوية (بارع) عدد العاملين في الحرف والصناعات اليدوية في نجران بـ 750 حرفيا وحرفية يجيدون مزاولة العديد من الحرف اليدوية من أهمها: صناعة الخناجر والسيوف، تلبيس الخناجر والسيوف، الصناعات الحديدية التقليدية، النجارة التقليدية، الصناعات الليفية وفتل الحبال، الغزل والسدو، خياطة الأزياء الشعبية، الخرازة، صناعة الطبول وآلات الفنون الشعبية، صناعة الفخار، صناعة وصيانة البنادق التقليدية، الصياغة التقليدية، الصفارة ورب الدلال، الصناعات الخوصية، صناعة العطور والبخور التقليدية، التطريز، الدباغة، الرسم والنقش، الطحن بالرحى.

وأثبتت الدراسة التي أجريت في مسح لبعض الحرف والصناعات اليدوية بمنطقة نجران أن 80.56 في المائة من مفردات الدراسة يعملون في الحرفة لغرض طلب الرزق، و8.33 في المائة يعملون بالحرف للتجارة، و5.56 في المائة يعملون بالحرفة كهواية، و2.78 في المائة يعملون بالحرفة كفرص العمل. وقد وافق 80.56 في المائة من مفردات الدراسة على إمكانية تطوير منتجات أخرى من الحرفة سواء كان ذلك في الشكل أو الحجم أو اللون، كما أن 89 في المائة من المشترين للمنتجات الحرفية من أهالي المنطقة، و25 في المائة من أصحاب المحلات التجارية، أما 28 في المائة كان المشترون لمنتجاتهم من خارج المنطقة، و17 في المائة المشترون لمنتجاتهم الحرفية من الأجانب، و8 في المائة كانوا آخرين من زوار المحلات و6 في المائة من أصحاب المحلات التجارية (أفراد).

ويعتبر قصر الإمارة التاريخي المقر الثالث للدولة السعودية بعد قصري البديع والحكومة، وقد بدأ تشييده عام 1942، بطلب من أمير نجران آنذاك تركي بن محمد الماضي، رفعه إلى نائب جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، الأمير سعود بن عبد العزيز. والقصر عبارة عن حصن متكامل يضم مكتب الأمير والمحكمة والاتصالات وسكن عائلة الأمير ومكاتب إدارية وسكنا آخر للوكيل ومسجدا، ويضم كذلك بئراً تاريخية تعود إلى فترة ما قبل الإسلام، ويحيط بالقصر سور مرتفع تتربع في أركانه أربعة أبراج. وقد تم ترميم القصر مرتين خلال عامي 1986 و2002.