13 أكاديميا سعوديا يبحثون مستقبل الاستثمار «العلمي» لـ 12 مليون رأس من الإبل

مدير مركز أبحاث الجمال لـ«الشرق الأوسط»: العرب يمتلكون 75% من تعداد الإبل في العالم

التغيرات الاجتماعية تبعد المربين عن تربية الجمال مما تسبب في إضعاف تنميتها
TT

يبحث 13 أكاديميا سعوديا مستقبل الاستثمار العلمي لنحو 12 مليون رأس من الإبل، لمعرفة معوقات تنميتها واستثمارها محلياً وعربياً، وذلك في الملتقى العلمي الأول الذي يحمل عنوان «مستقبل البحث العلمي في الإبل»، وينظمه مركز أبحاث الجمال التابع لجامعة الملك فيصل في الأحساء بالتعاون مع الجمعية السعودية لعلوم الحياة، صباح يوم الأربعاء المقبل.

وأوضح الدكتور عادل آل الشيخ مبارك، مدير مركز أبحاث الجمال، لـ «الشرق الأوسط» أن العالم العربي يتميز عن مناطق العالم الأخرى بثروة ضخمة من الإبل يقارب تعدادها 12 مليون رأس، وتمثل حوالي 75 في المائة من جملة تعداد الإبل في العالم. وأضاف أن أحدث الاحصائيات تبين أن مستوى استغلال هذه الثروة منخفض للغاية مقارنة بأعدادها وحجم كتلتها الحيوية بالنسبة إلى الثروات الحيوانية الأخرى.

وكشف الدكتور مبارك أن الكتلة الحيوية للإبل تشكل 17 في المائة من جملة الكتلة الحيوية للثروات الحيوانية الأخرى، إلا أنه تابع قائلاً «ان إسهامها في إنتاج اللحوم الحمراء والألبان لا يتجاوز 4.6 في المائة من جملة إنتاج العالم العربي».

وحول أهم معوقات التنمية التي تواجه الإبل حالياً، أوضح مبارك أنها تشمل تغير الظروف الاجتماعية، كعزوف نسبة كبيرة من المربين عن تربية هذه الثروة بسبب الهجرة إلى المدن وقلة المراعي الطبيعية، بالإضافة إلى المعوقات الاقتصادية، حيث أفاد بأن نظام تربية الإبل يتسم حالياً بالتقليدية وعدم مواكبة التقنيات الحديثة في التربية والرعاية والإنتاج والتسويق، مؤكداً بأنه لا يزال النظام المستخدم منذ مئات السنين هو السائد حتى الآن، وأرجع ذلك لقلة الأبحاث والتقنيات الحديثة، التي وإن توفرت فهي لا تحقق الضمان الكافي للمستثمرين، مما أدى إلى عدم الاستثمار المناسب في تطوير وتنمية هذه الثروة.

وأشار مبارك إلى كون الإبل تعتبر من أقل الحيوانات تعرضاً للأمراض الوبائية والمعدية ومن أقل الحيوانات نقلاً للأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، وأوضح أن أهم الأمراض الشائعة التي تواجه الإبل هي الأمراض الفيروسية والبكتيرية والتي تتسبب في نفوق نسبة كبيرة من صغار الإبل وبعض الإصابات الأخرى كالتهابات الضرع والالتهابات الرئوية والإسهالات والخراجات المختلفة، وتابع قائلاً «تصاب الإبل بالعديد من الطفيليات الداخلية والخارجية مثل التريبانوسوما والجرب والقراد، بالإضافة إلى حدوث إصابات الكسور مثل كسور الفك، خاصة في مواسم التزاوج».

وفي ذات السياق، تتضمن جلسات الملتقى العلمي مجموعة من الموضوعات، أهمها: أمراض الإبل الشائعة في السعودية ومسبباتها، وواقع إنتاج الإبل ومعوقات تنميتها، وإنتاج وصناعة الألبان، والتقنيات الحديثة في تشخيص أمراض الإبل، ومستقبل اقتصاديات أعلاف الإبل، والمشاكل الدوائية في الإبل والنظرة المستقبلية. فيما أفصح الدكتور مبارك أن هذا الملتقى يهدف إلى وضع نظرة مستقبلية للبحث العلمي في هذا المجال، ويوضح أولويات البحوث الواجب اتباعها لنهوض وتنمية هذه الثروة، وذلك انطلاقا من الواقع الحالي ومواكبةً للنهضة العلمية الحديثة التي تشهدها المؤسسات العلمية.

وحول الأنشطة العلمية التي يجريها مركز أبحاث الجمال حالياً، أوضح مبارك أنه جارٍ العمل على الأبحاث والدراسات التي تقع ضمن الأهداف العامة للمركز، ومن أهمها التحسين الوراثي وتحسين الأداء الإنتاجي والتناسلي، ودراسة المشاكل التي تواجه هذا القطاع حالياً مثل دراسة مشكلة نفوق الإبل، وعمل الأبحاث اللازمة على المواد المتهمة بتسببها في هذه المشكلة، وهي مواد الأفلاتوكسين والسلنمايسين والألمونيوم.

تجدر الإشارة إلى أن الدراسات الحديثة بينت أن حليب الإبل يُعد من أقرب الأغذية لنموذج الغذاء الكامل، حيث يماثل تقريباً لبن الأم المرضعة لاحتوائه على جميع المكونات الضرورية للتغذية من البروتينات والدهون والسكريات والفيتامينات والمعادن وبنسب متلائمة ووافية لاحتياجات الجسم. أمّا بالنسبة للحومها فتظهر الدراسات الحديثة أيضاً أن نسب الدهون والكولسترول منخفضة بها مقارنةً مع لحوم الأبقار والأغنام والدجاج إلى أكثر من 5 مرات.