خالد الفيصل: مشروع لمعالجة الأحياء العشوائية وتطويرها

أعلن موافقة خادم الحرمين على دعوة شركات عالمية لوضع مخطط شامل لمكة المكرمة خلال السنوات الـ10 المقبلة

الأمير خالد الفيصل لدى زيارته إلى جامعة أم القرى في مكة المكرمة أمس (تصوير: ثامر الفرج)
TT

أعلن الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة عن موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على اقتراح الهيئة العليا لتطوير مكة والمدينة والمشاعر المقدسة بدعوة الشركات العالمية لوضع مخطط شامل لمدينة مكة المكرمة.

وأوضح أمير منطقة مكة المكرمة انه صدرت الموافقة أيضا على مشروع معالجة الأحياء العشوائية وتطويرها في كل من مكة وجدة والطائف، كاشفا عن تشكيل لجنة وزارية خاصة بذلك برئاسة الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية، وعضوية الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية، والأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة بالإضافة إلى وزير المالية.

جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقده الأمير خالد الفيصل أمس في جامعة ام القرى بمكة المكرمة بحضور نحو 10 آلاف شخص من أبناء منطقة مكة المكرمة، وتم خلاله تسليط الضوء على استراتيجية المنطقة والخطة العشرية لبنائها وما تم انجازه من مشاريع خلال العام المنصرم في ضوء رؤية منطقة مكة المكرمة نحو العالم الاول.

وأفاد أمير مكة المكرمة بأن مشروع معالجة الأحياء العشوائية هو مشروع تقدمت به إمارة منطقة مكة المكرمة لخادم الحرمين الشريفين لاعتماده، واضاف «وطلب مني الملك عبد الله بالكتابة عن الأحياء العشوائية ووافيته بذلك، وأمر بتشكيل لجنة وزارية اجتمعت وشكلت لجنة من جميع الإدارات الحكومية التي بدأت اجتماعاتها المتواصلة خلال الأشهر الماضية ورفعت مرئياتها للجنة الوزارية التي ستجتمع خلال الأسبوعين المقبلين ومن ثم سيتم الرفع لخادم الحرمين الشريفين لاعتمادها، وسنبدأ فور اعتمادها في التطوير ومعالجة العشوائيات، وإذا تم تطوير العشوائيات فسوف نتمكن من حل 50 في المائة من مشاكل المدن». وشدد الفيصل على أن هذه الخطة لا يمكن أن تنفذ إلا بالعمل المشترك بين القطاعين العام والخاص ولا بد أن يكون هناك توازن بين المدن والقرى، حيث عمل على إعداد الخطة أكثر من 100 رجل وامرأة في مجموعة الأغر، لوضع برنامج عمل للخطة العشرية لمنطقة مكة المكرمة بمشاركة عدد من المسؤولين والأكاديميين وطلاب وطالبات الجامعة ورجال الأعمال والخبراء والمهتمين بالتنمية في المنطقة استمرت لمدة 3 أيام، وركزت الخطة على مواكبة المرحلة الانتقالية من العالم الثالث إلى العالم الأول.

وأبان الأمير خالد الفيصل أن موضوع أزمة المياه التي تعتبر قضية الأسبوع سوف تحل تدريجيا، حيث تم تشغيل بارجة جدة منذ بداية هذا الأسبوع لضخ المياه وسيتم تشغيل بارجة ثانية بعد شهر من الآن، حيث ستصل قريبا، وبعد الحج ستتم تغطية منطقة مكة المكرمة بعد تشغيل مشروع الشعيبة رقم 3 الذي سيضخ أكثر من 800 ألف متر.

ووجه الأمير خالد انتقاداً لاذعاً لمن يطالب بالنظام ويرتكب الأخطاء، مستشهداً بما شاهده على ارض الواقع أثناء زيارته لمطار الملك عبد العزيز ومشاهدته لمدخن ظل واقفاً أمام لوحة إرشادية تلفت النظر إلى منع التدخين في ذلك المرفق إلا أنه لم يأبه بها، وتحدث عن ضابط يتجاوز المركبات من الجهة اليمنى للمسار ويعتلي الأرصفة بسبب النجوم التي حملها على كتفيه.

وطالب بأن يكون في جامعة أم القرى تخصص لخدمة الحاج والمعتمر وألا يعمل أي فرد في هذه المهنة إلا بعد أن يتخرج في الجامعة ويتلقى الدورات التدريبية اللازمة.

ونفى أمير مكة أن تكون محدودية الصلاحيات، المخولة لمديري الإدارات وفي إمارته، السبب في تأخر عجلة التنمية، مشدداً على كل مسؤول باستخدام الصلاحيات المخولة لديه، مستشهداً بما يحدث من التغاضي في بعض الإدارات وتمرير بعض المعاملات والإجراءات المخالفة للأنظمة، ولأنها تأتي على هوى ومزاج مدير تلك الإدارة.

وأوضح الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة أن السعودية في الوقت الحاضر تمر بمرحلة انتقالية نوعية جديدة، من حالة حضارية إلى حالة حضارية أفضل ومن حركة اقتصادية إلى حركة اقتصادية أعلى في المجالين الاقتصادي والتجاري، وأن السعودية تتبوأ مكانة عالية في العالم من الناحية الاقتصادية والسياسية والثقافية، وان هذه المرحلة تهيأت فيها فرص كبيرة وثمينة يجب أن لا تمر من دون أن يتم استثمارها بأقصى درجات الاستثمار، فالسعودية لديها قيادة حكيمة تتطلع للأفضل ولها طموح كبير ورؤى وآمال، ولديها استقرار سياسي واقتصادي وأمني، بالإضافة إلى أنها تتمتع بوجود وفرة مالية كبيرة، وهبها الله سبحانه وتعالى إياها، لافتاً إلى أننا لا نزال في العالم الثالث، ولا بد علينا أن نتحول لنأخذ نصيبا مع العالم الأول، وأننا لا نطمح ولا نريد البقاء تحت هيمنة القوى الكبرى، ولا نريد أن نطور جيوشا كبيرة ولا أن نكون قوة عسكرية كبيرة، لكننا نريد أن نكون قوة ثقافية كبيرة.

واضاف «الدين والعقيدة الإسلامية هما الركيزتان اللتان قامت عليهما البلاد السعودية، ويعد التمسك بالثوابت الدينية القاعدة التي قام عليها هذا الكيان العظيم، وأننا نملك كل المقومات للمضي قدما لنحتل المكانة اللائقة بالسعودية»، وإن منطقة مكة المكرمة ميزها الله سبحانه وتعالى، حيث ضمن لأهلها الأمن كما ورد في كتابه الكريم، ولم يحظ بها أحد في العالم إلا أهل مكة.