أمانة جدة تمتص غضب مستثمري سوق الأنعام بنفي إعادة السوق القديم

المجلس البلدي يوقف تحركه للدفاع عن العاملين في هذا المجال

صورة أرشيفية لسوق الأنعام شرق جدة الذي تم إغلاقه منذ عام («الشرق الأوسط»)
TT

امتصت أمس أمانة جدة غضب ملاك ومستثمري سوق الأنعام الجديد، وذلك على اثر إعلان الأمانة عن إنشاء سوق للأغنام في نفس الموقع القديم الذي أخلت منه الملاك بالقوة الجبرية منذ عام على أساس أنها ستسلمه لمالك الأرض بناء على طلبه بعد انتهاء عقده مع الامانة.

ونفت أمانة جدة ما تناقلته وسائل إعلام عن إنشاء سوق للأغنام جديد بمقره القديم شرق الخط السريع، وهو الموقع الذي نقل منه السوق قبل نحو عام وشهد العديد من الأحداث الساخنة بين ملاك الحظائر المعترضين على قرار نقله، وأمانة جدة التي أصرت على القرار وأنشأت سوقا مخصصا في جنوب المدينة.

وأوضح الدكتور ناصر الجار الله، مدير إدارة الأسواق بمحافظة جدة، لـ«الشرق الأوسط»، أن المقصود هو إعادة تأهيل مسلخ جدة الشمالي الذي يعتبر المسلخ الرسمي لمحافظة جدة، والذي تبلغ مساحته 5 آلاف متر مربع والذي لا يزال العمل مستمرا فيه ويستقبل المواطنين ولم يغلق تماماً. مشيرا إلى انه سوف يتم بالفعل الانتهاء من التصاميم النهائية خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وقد روعي فيه الاشتراطات البيئة والصحية والفنية المناسبة التي تعود بالنفع على المواطن. وأضاف «أما موقع المسلخ القديم، فهو عبارة عن أرض للقطاع الخاص وليست ملكا للأمانة، وجار العمل على تطويرها حسب المخطط المحلي لمدينة جدة والمسموح به».

وكان المجلس البلدي في جدة قد تحضر أمس لشن معركة ضد الأمانة واتخاذ موقف بعد إخراج الأمانة للمستثمرين والعاملين في السوق من اجل تسليم الأرض للمالك، ثم التلاعب بالعاملين في السوق بإعلان إنشاء السوق مرة أخرى، إلا أن بسام اخضر، عضو المجلس البلدي ورئيس الدائرة التي يتبع لها الموقع بحسب ما أوضحه لـ«الشرق الأوسط»، فإنه بعد معرفته بالأمر قال: «تحدث إليّ مباشرة مدير إدارة الأسواق بمحافظة جدة الذي أكد أن ذلك غير صحيح وان المقصود إعادة تأهيل مسلخ جدة الشمالي الذي يعتبر المسلخ الرسمي لمحافظة جدة». مبينا أن المجلس البلدي يتابع أعمال الأمانة حسب الصلاحيات المسموح بها ومثل هذا المشروع لا يتم إلا بعد الرجوع للمجلس البلدي لإقراره.

وأكد عضو المجلس البلدي «أن المجلس البلدي هو عين وصوت جدة لتحقيق خدمات بلدية متميزة من خلال المشاركة في صنع القرار ومراقبة الأداء».

وكانت أمانة جدة قد نقلت السوق من شرق الخط السريع في مارس (آذار) 2007 الماضي، وأكد حينها المهندس خالد عقيل، وكيل الأمين للخدمات أن كثيراً من السلبيات والإفرازات للموقع القديم دفعت إلى نقله إلى الموقع الجديد الذي تمت تهيئته بالصورة المناسبة. وأضاف بالقول «إن السوق القديم يعوق التوسع والتطور العمراني شرق الخط السريع ويعكس منظراً غير حضاري لقربه من طريق الحرمين الشريفين إلى جانب تدني الإصحاح البيئي بالسوق بسبب التوزيع العشوائي لمرافقه وعدم إحاطته بسور، وهو ما ساعد على انتشار العمالة السائبة والمتخلفة فضلاً عن الاختناقات المرورية».