سعوديون يستبدلون الوظائف التقليدية بامتهان «التسويق الشبكي»

تجاوز بعضهم توفير الدخل الشهري ويبحث عن فرص استثمارية جديدة

TT

يسعى العديد من الشباب السعودي لايجاد فرص لتحسين الدخل المادي وإيجاد بدائل عن الوظيفة، وتشكل فرصة (التسويق الشبكي) احدى ابرز تلك المحاولات في الوقت الحالي، إذ يعمل العديد من الشباب السعودي من الجنسين للحصول على عضوية تسويق منتجات شركات عالمية تتيح للمشتركين فيها الحصول على نسبة شراكة بعد شراء منتجات الشركة وجلب عملاء إضافيين ينضوون تحت المسوق الأول لتتسع شبكته وتكبر النسبة التي يحصل عليها المسوق كلما زاد عدد العملاء المسجلين تحت حسابه، مشكلاً هرماً من العملاء قد يمتد خارج حدود نطاق المنطقة أو الدولة التي يعمل بها المسوق.

العاملون في هذا المجال هم من الخارجين من كبوات سوق الأسهم، والساعين لمصارعة ارتفاع تكاليف الحياة والباحثين عن مصادر مادية كريمة بعد أن تعبوا من انتظار الوظيفة. كما انضم لهم الساعون للتطوير الذاتي والوظيفي. ويجد كل هؤلاء في التسويق الشبكي ضالتهم كونه ليس مجرد مشروع مالي، بل تكافلي أيضا. فكرة التسويق الشبكي اقنعت بعض العاملين فيه إلى التقاعد المبكر من وظائفهم ليتفرغوا للعمل الجديد الذي انضموا له ساعين لتكبير شبكة قاعدة العملاء، التي أسسها فردان، وتتسع ابتسامة الحظ أكثر كلما كان موقع المشترك في مقدمة الهرم الممتد، فالعمولات تزيد مع انضمام أي عميل ان كان انضمام العميل الجديد جاء مباشرة من العضو المؤسس للهرم أو من عميل آخر. ويقول بعض العاملين في مجال التسويق الشبكي، انهم استطاعوا أن يستثمروا العمولات التي جمعوها في أعمال تجارية خاصة، كما أنهم من خلال التسويق الشبكي استطاعوا أن يوسعوا علاقاتهم الاجتماعية ويكسبوا أصدقاء كثراً.

تقول فاطمة شرف الدين، خبيرة تسويق، ان المتغيرات الحياتية وتعدد وسائل الاتصال والانفتاح على العالم الخارجي ساعد على انتقال ظاهرة التسويق الشبكي من الخارج تحديدا من الامارات وقطر والبحرين وانتقالها إلى مناطق السعودية، كما أن إغراء بعض الشركات العالمية للشباب بالعمولات الخيالية والكبيرة والمتزايدة دفع العديد من الشباب للدخول في عالم التسويق الشبكي والاستمرار فيه. وعلى سبيل المثال شركة (جولد كويست) تبدأ أرباح الأعضاء فيها، حسب نشاط العميل.

وأضافت شرف الدين، ان التسويق الشبكي يعتمد على العلاقات المباشرة بين المصنع والمستهلك والاستغناء عن الوكلاء ومصاريف إيجار المتاجر ومصروفات الدعاية والإعلان وجميع المصروفات الإدارية الأخرى، مما يوفر المبالغ المالية على الشركات، بتحويل الزبون من مستهلك مستهدف الى موظف وشريك في الشركة يتقاضى راتبه وأرباحه من عمولات الزبائن الذين يجلبهم. وبينت شرف الدين، أن النظام الثنائي للشركة يعتمد على إيجاد المشترك بعد شراء منتج واحد على الأقل من منتجات الشركة التي تشتمل على العمولات والميداليات والدروع الذهبية، والمجوهرات، والهدايا التذكارية وغيرها عن طريق زبون سابق يعرِّف بالزبون الجديد، ليجلب زبونين جديدين يسجلان تحت اسمه، ليشكل شبكة تبدأ بأحدهم عن يمينه والآخر عن يساره. ويقول عبد الله حاجي وهو احد العاملين في التسويق الشبكي، ان رواتب بعض الشركات غير مجدية وظروف الحياة أصبحت صعبة، (حتى أن الراتب لا يكفي لنهاية الشهر إضافة إلى غياب الحوافز والتطوير في الشركات، وهذا ما دفعني إلى الاتجاه نحو العمل في التسويق الشبكي، مما حسن وضعي المادي كثيرا بعد سنتين من عملي في التسويق الشبكي، والآن اطمح إلى التقاعد المبكر والتوجه نحو الاستثمار في المشاريع الخاصة).

وأكدت ياسمين المحميد خريجة قسم حاسب آلي، أنها عجزت عن إيجاد وظيفة تناسب تخصصها وسبق لها أن عملت في مجال التسويق في احدى شركات بيع منتجات التجميل بعمولة منخفضة، وبعد تعرفها على التسويق الشبكي، لم تتردد في الانضمام إلى احدى الشركات العالمية، وتقول، (لي قرابة السنتين وأنا سعيدة لأني صنعت لنفسي وظيفة وبراتب مغرٍ جداً وبساعات عمل أقل من عملي السابق)، وتضيف، (أنا احضر اجتماعات وورش عمل عديدة في البحرين وفي السعودية لأطلع على كل جديد يخص الشركة، وللاطلاع على تجارب الزملاء الآخرين). يذكر أن شركة (جولد كويست)، التي تعمل بنظام التسويق الشبكي، مقرها الرئيسي في هونك كونج، ومنها تدير أعمالها في أكثر من 100 دولة، وقد بدأت الشركة نشاطها في عام 1998، بمجموعة من رجال الأعمال الآسيويين وبالاتحاد مع مجموعات استثمارية في المملكة المتحدة ودول اسكندنافية، وأسس الشركة رجل اقتصاد فلندي يدعى (أوليس جوهانا ماكيتا لو)، تقلد عدة مناصب اقتصادية في المنظمات الدولية، وكان رأس مال الشركة عند التأسيس 2 مليون دولار أميركي، وفي منتصف عام 2002 تخطت مبيعاتها نصف مليار دولار.