«بحيرة المسك».. أكبر بحيرة اصطناعية في السعودية

TT

تعد «بحيرة المسك»، أكبر بحيرة صناعية في السعودية، نجمت وتكونت على اثر تفريغ مياه الصرف الصحي الخاصة بمدينة جدة فيها على مدار 6 سنوات.

وتقع «بحيرة المسك» شرق الخط السريع بجدة، وبمحاذاة طريق هدى الشام الممتد من كوبري بريمان باتجاه مكة المكرمة في المنطقة المحددة بمسار وادي الحفنة الذي يلتقي بوادي بني مالك، وتبعد عن كوبري بريمان بنحو 17 كيلو مترا، وهي منطقه مكتظة وفقا لمصادر في المجلس البلدي بنحو 36 ألف مواطن، يقطنون في 9 احياء، ابرزها بريمان والربيع والسامر والأجواد.

ويطفو اسم «بحيرة المسك» مرة اخرى على سطح الاحداث في مدينة، فارضاً قضية تتجدد يوميا بعد ان تلفظ حمولة نحو 1200 صهريج من المخلفات السائلة في هذا المكان.. لكن الاطلالة الاخيرة تنذر هذه المرة بشر مستطير، حيث بدأت المياه أخيرا تتسرب عابرة للسد المانع لانسياب المياه، مما يهدد بكارثة بيئية ضخمة تؤكدها معطيات جغرافية واقعية تشير الى ان منطقة البحيرة تميل نحو مدينة جدة.

وظلت اصابع الاتهام تتحرك صوب البحيرة عند ظهور المشاكل البيئية او الوبائية في جدة، فكانت المتهم الاول عند ظهور حمى الضنك، بل ان خبيرا جيولوجيا ذكر انها ستسبب زلزالا يضرب المدينة الواقعة على خاصرة البحر الاحمر وتتكئ على سلسلة جبلية ساحلية شهيرة.

ويعتقد أن موسم الامطار يعتبر مهددا كبيرا، حيث يمكن ان تفيض البحيرة بالمياه نحو الغرب حيث يوجد 13 حياً سكنياً مجاوراً للبحيرة يقطنها مئات الآلاف من السكان.

وعلى الرغم من خطورة الوضع، فإن الحلول لا تخرج عن اطار الأماني الطيبة، بينما تمتد الآثار المدمرة من هذا الوجود الآسن من مشاكل صحية وآثار بيئية خطيرة، يمكن ملاحظتها من ارتفاع المياه الجوفية في عدد من الاحياء القريبة من شرق الخط السريع مثل حي بريمان والسامر والاجواد والربيع وغيرها، الى جانب موقع شركة ارامكو السعودية، والعديد من ورش وتشاليح السيارات.

ويصل عمق المياه في البحيرة في بعض مناطقها الى أكثر من 10 أمتار وتمتد البحيرة على مد البصر في بطن يجمع عدة أودية بين الجبال وبطول يمتد الى أكثر من 4 كيلو مترات وعرض أكثر من 1.7 كيلو متر، ويحاذي البحيرة سد ترابي قائم، يبلغ طوله 1300 متر طولا و18 مترا عرضا وعلى ارتفاع 10 أمتار.

ويبلغ عدد السيارات التي تفرغ حمولاتها يوميا في هذه البحيرة نحو 1200 ناقلة ما بين وايت الى تريلا على مدار 24 ساعة يوميا، ويبلغ حجم المياه اليومية المفرغة بها نحو 50 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي. ويبلغ ارتفاع البحيرة فوق سطح البحر حسب تقديرات هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بنحو 125 متراً فوق سطح البحر عام 2005.

وكانت قد قدرت في وقت سابق كمية المياه الملوثة والمحتجزة بالبحيرة حتى نهاية عام 2005م بنحو سبعة عشر مليون متر مكعب حسب تقديرات هيئة المساحة الجيولوجية السعودية ووصلت لنحو ثلاثين مليون متر مكعب حاليا.

يذكر ان أمانة جدة رصدت قبل نحو عام مبلغ 28.4 مليون ريال لتنفيذ مشروع تحويل البحيرة إلى منطقة سياحية تخدم المناطق المجاورة، بعد أن شكلت تهديدا صحيا على مدار 6 أعوام، تصدرت فيه أهم المشكلات البيئية التي تواجهها المدينة وذكرت حينها ان المشروع جاء على خلفية دراسات أجراها مكتب استشاري بالتعاون مع شركة أجنبية متخصصة في الدراسات البيئية، لدراسة الآثار المترتبة على البحيرة وكيفية معالجتها، إذ تمخضت الدراسة عن جملة من الحلول تبنت الأمانة منها إنشاء غابة لاستهلاك مياه البحيرة بالكامل.