السعودية: انتهاء 80% من تطوير صالات مطار جدة الجنوبية وتشغيلها خلال أسابيع

أمير مكة يقف على أوضاع المطار ويعلن إنشاء جهاز للتنمية في الإمارة لمتابعة المشاريع

الأمير خالد الفيصل خلال جولته في مطار الملك عبد العزيز بجدة أمس (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

بعد مرور 48 ساعة على حل أزمة تعطل نظام التذاكر الإلكترونية في مطار الملك عبد العزيز في جدة، أعلن الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة بدء العمل، خلال العام الجاري، للعرض الأخير لخطوات تصميم المطار الجديد، مضيفاً «سيتم البدء خلال العام الحالي في عدد من الأجزاء التي تقدر بـ24 جزءا، ومع بداية العام المقبل سيتم البدء مباشرة في الأساسات لمشروع التطوير الكبير للمطار وسينتهي ويبدأ التشغيل في مايو 2012».

وأكد الأمير خالد الفيصل، خلال زيارته لمطار الملك عبد العزيز للاطلاع على الأوضاع وأعمال التوسعة البارحة، أن تلك النقلة المنتظرة الأسبوع المقبل ما هي إلا مجرد خطوة أولى ضمن سلسلة خطوات كبرى سيشهدها مطار جدة الجديد. وقال أمير منطقة مكة المكرمة إنه رأى دلالات كبيرة لنقلة مميزة في الخدمات، وأعتقد بداية الأسبوع المقبل سيرى الجميع تغييرا ملحوظا في خدمات المطار وصالاته».

وأضاف «نرجو من الله أن تكون هذه البداية لتطوير شامل إلى الأفضل وأنا سعيد بهذه الخطوة، وأتوقع الخطوات التالية أكثر اتقانا وتقدما ورقيا في مجال خدمة المسافر الخارج أو الداخل إلى هذه المدينة».

وأوضح الأمير خالد الفيصل أن هناك متابعة قائمة من الجهات الحكومية المعنية للمشاريع المتعثرة في الوقت الحاضر، كاشفا عن إنشاء جهاز إدارة جديد للتنمية في إمارة منطقة مكة المكرمة بحيث يوكل إليها متابعة جميع المشاريع في المنطقة بشكل عام». وقال في ختام تصريحاته بعد جولته في المطار «هناك مخطط كبير جدا لمدينة جدة سيعلن عنه قريبا»، دون أن يوضح أي تفاصيل أخرى.

من جانبه، أوضح المهندس عبد الله رحيمي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني أن نسبة الإنجاز في أعمال التنشئة المتعلقة بالصالة الجنوبية بلغت 80 بالمائة حتى الوقت الراهن. وقال المهندس رحيمي «من المنتظر أن يتم التشغيل المرحلي في غضون الأسابيع المقبلة، ونتمنى أن تتحقق أهداف المشروع المتمثلة في تحسين ورفع مستوى الخدمات التي يقدمها المطار للمسافرين».

وعلى الرغم من أن مطار الملك عبد العزيز في جدة هو أحد المشاكل الكبرى ضمن قائمة المشاكل التي تعاني منها المدينة (الطرقات، المياه، الصرف الصحي، الاستاد الرياضي وضيق مساحته، الحواري العشوائية)، بيد أن قدره بدأ في التحول منذ إعلان التوسعة والصالات الجديدة في مايو (أيار) 2005، وهو الموعد الذي بدأت فيه أعمال التخطيط والإنشاء.

وخلال السنوات الثلاث الأخيرة، شهد المطار نموا كبيراً في أعداد المسافرين عبره، باعتباره البوابة الرئيسية للحجاج والمعتمرين القادمين إلى مكة المكرمة، حيث بلغت أعداد المسافرين نحو 14 مليون مسافر، وذلك في ظل طاقة استيعابية متوفرة لـ 7 ملايين مسافر فقط.

وتضع الرئاسة العامة للطيران مطار الملك عبد العزيز الهدف الرئيسي للمشروع في إقامة «مدينة جوية»، تنافس مطارات «ديجول – فرنسا» و«جنيف – سويسرا» و«فيينا – النمسا» و«سيدني – استراليا»، ووسط تأكيدات بأن مطار جدة الجديد سيحقق عوائد استثمارية تتوافق مع التوجهات الجديدة لمؤسسات الطيران في البلاد. ويعد مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة الذي يقع على مساحة تزيد على 100 كيلومتر مربع، أول مطار دولي حديث تم إنشاؤه في السعودية ضمن البرامج المعدة من قبل الحكومة السعودية لتطوير مطارات المملكة الدولية، وتم افتتاح المطار رسمياً في نيسان (أبريل) 1981 ميلادي.

ويقع مطار الملك عبد العزيز الدولي على بعد 19 كيلومتراً شمال مدينة جدة التي تعتبر الميناء الرئيسي للمملكة ومركزاً تجارياً مهماً، وقد شيد على السهل الممتد بين جبال الحجاز والبحر الأحمر.

ويحتل مساحة 105 كيلومترات مربعة، يوجد على أرضها مرافق المطار الرئيسية والخاصة (صالات، بوابات فقط، منطقة تجارية وفندقية محدودة)، إضافة إلى مرافق للقاعدة الجوية الملكية السعودية بالمنطقة الغربية، والمناطق التي خصصت للمستقبل، الذي بدأ منذ سنوات بالفعل، ولم تتم مواكبته إلا اخيرا.

وقال لـ«الشرق الأوسط» المهندس مازن خاشقجي المدير العام لمطار الملك عبد العزيز ان الأمير خالد الفيصل وجه بالبدء في تفعيل أعمال التوسعة بالصالة الجنوبية مطلع الأسبوع المقبل، كاشفا أن نسبة نمو زيادة أعداد المسافرين خلال السنوات المقبلة ستبلغ 15 بالمائة، أي بزيادة قدرها 15 مليون مسافر. وأوضح المهندس خاشقجي، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارة الأمير خالد الفيصل، أن الطاقة الاستيعابية المتوفرة في الوقت الحاضر تتراوح بين 3 إلى 4 ملايين مسافر، مشيرا بصراحة إلى أنهم يحاولون بشتى الطرق استيعاب النمو في حركة نمو الطيران خلال العامين الأخيرين.

يشار إلى أنه من المتوقع أن الطاقة الاستيعابية للصالات الجديدة والمرافق التابعة لها بعد انتهاء الأعمال خلال السنوات الأربع الجارية والمقبلة، ستبلغ 30 مليون مسافر سنويا كمرحلة أولى، على أن تزيد في المرحلة الثانية إلى 60 مليون مسافر، وفي المرحلة الثالثة والأخيرة إلى 80 مليون مسافر سنويا.

ويجري العمل في المشروع على 3 مراحل حيث ينتهي بشكل نهائي في عام 2011 المقبل، ويستهدف من عمليات التوسعة والإنشاء الجارية في المنطقة المحصورة بين المدرجين الشرقي والأوسط في ساحات المطار بناء مجمع صالات جديد على مساحة 400 ألف متر مربع.

وتم تخصيص مساحة 20000 متر مربع داخل الصالة للاستثمار التجاري في المرحلة الأولى و5، 6 كيلومترات مربعة، خارج مجمع صالات السفر وإقامة الأنشطة الاستثمارية المرتبطة بالمطار.

وطرح مشروع التوسعة ضمن مزاد تنافسي أمام مجموعة من الشركات الوطنية والدولية التي عرضت أمامها الفرص الاستثمارية.

واختيرت مجموعة بن لادن السعودية المتضامنة مع شركة فرنسية، باعتبار عرضها الأفضل من بين العروض، للبدء في تنفيذ المشروع وفقا لأسلوب إعادة الملكية والتشغيل وهو ما يعرف باختصار Bto، وبموجب الاتفاقية تقوم المجموعة بتشغيل المجمع على نحو استثماري لمدة 20 عاما. وتتمثل الفرص التجارية المتاحة في مطار الملك عبد العزيز بإنشاء أسواق حرة، وقرية للشحن، وتموين الطائرات، ومعاهد للطيران، وفرص تجارية متعلقة بالخدمات: فنادق ومستشفيات ومراكز صحية وأسواق تجارية ومراكز أعمال. بالإضافة إلى مشروع آخر لتطوير المدرجات يتوقع الانتهاء منه خلال 36 شهرا، وفق أحدث المعايير العالمية لاستيعاب الجيل الجديد من الطائرات العملاقة مثل «إيرباص ايه 380»، وذلك بتكلفة 1.35 مليار ريال سعودي. ويشمل التطوير إعادة البناء وتجهيز ثلاثة مدرجات بتكلفة تزيد على 900 مليون ريال، مما يؤدي إلى منع توقف العمل أمام حركة الطيران ذات النمو المتزايد والملحوظ اخيراً.

بينما تصل مساحة قرية للشحن إلى 1.8 مليون متر مربع، بمعدل شحن سنوي قدره ثلاثة ملايين طن، ومناطق للطيران الخاص تبلغ مساحتها 1.5مليون متر مربع، وكذلك مرافق متكاملة لصيانة الطائرات ترفع مساحة صالات السفر الحالية من 140 كيلومترا مربعا إلى مليون كيلومتر مربع. وبالعودة للمهندس خاشقجي فقد اعترف بأنهم يتعاملون مع مشاكل تكدست منذ سنوات كحال «التكدس» في المطار من وقت لآخر بسبب أعداد المسافرين والأمتعة، وأن أمامهم خطة عمل ترتكز على أربعة أهداف لمواجهة هذه المشاكل.

وقال مدير مطار الملك عبد العزيز «أولاً، نسعى لإنشاء نظام معلومات حديث، ومن ثم تحسين بيئة الانتظار للمسافرين في الصالات المتوفرة، وكذلك نظام «السيور» الخاصة بشحن الأمتعة، وتحسين نوعية الأطعمة والمراكز التجارية في المطار، إضافة إلى توسيع المواقف الخاصة بالسيارات والطرق المؤدية إلى المطار من خارجه».