سرطان الثدي يشكل أعلى معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية لدى السعوديات.. والشرقية الأعلى

اختصاصية: خوف المريضة من مواجهة المجتمع يؤدي إلى اكتشاف المرض لديها في مراحله المتقدمة

TT

كشفت اختصاصية في أبحاث سرطان الثدي، بمستشفى الملك فيصل التخصصي، ان من أكثر أمراض السرطان انتشارا بين صفوف النساء في السعودية هو سرطان الثدي بنسبة 20.5 في المائة، يليه في النسبة سرطان الغدة الدرقية، ثم سرطان الدم بنسبة 6 في المائة، ويحتل سرطان القولون المرتبة الرابعة ويصل عدد المصابات بالأنواع الأربعة في السعودية إلى 11.465 سيدة يتلقين العلاج في مراحل الأمراض المختلفة.

وقالت الدكتورة سعاد بنت محمد بن عامر، عالمة أبحاث في مجال سرطان الثدي في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض ونائبة رئيس مجلس إدارة جمعية زهرة لسرطان الثدي، التي تعمل على التوعية بهذا المرض كأول جمعية متخصصة بالسعودية، إن احصاءات مستشفى الملك فيصل التخصصي سجلت ارتفاعا ملحوظا في نسب الإصابة في السعودية بسرطان الثدي بين السعوديات لأعمار اقل من 40 عاما، التي سجلت مثيلاتها في أميركا انخفاضا ملحوظا في تلك الفترة العمرية، كما سجلت المنطقة الشرقية أعلى معدلات إصابة بين مناطق السعودية بنسبة 21.2 في المائة، فيما احتلت الرياض المرتبة الثانية تليها المدينة المنورة، واحتلت الباحة أدنى المعدلات في الإصابة بنسبة 3 في المائة. وزادت الدكتورة بن عامر لـ «الشرق الأوسط»، خلال افتتاح جمعية زهرة لسرطان الثدي، معرض لوازم مريضات سرطان الثدي، الذي يقدم للمريضة جميع ما تحتاجه خلال فترة العلاج لتحسين مظهرها الخارجي وحالتها النفسية خلال هذه الفترة، وهو ما يؤدي بدوره إلى استجابتهن للعلاج بشكل أفضل والشفاء من المرض، ان اغلب الحالات التي تأتي إلى المستشفى في مراحل متأخرة من العلاج، حيث يصل إلى المستشفى في مراحل مبتدئة ما نسبته 15 في المائة فقط من المصابات، فيما تسجل بأميركا عن نفس المرحلة 85 في المائة منهن، أما في المراحل المتوسطة والمتقدمة فتصل إلى المستشفى 85 في المائة منهن فيما تصل في أميركا المصابات بنفس المرحلة ما نسبته 15 في المائة فقط، مشيرة إلى أن سبب تأخر السعوديات في ذلك هو خوفهن من مواجهة المرض والخوف من المجتمع المحيط بهن والسرية في التعامل مع الإصابة التي قد تجعلها تستفحل دون أن تبادر المريضة بسرعة الكشف والعلاج وتحدثت نورة الضويان، أمينة الصندوق بالجمعية عن بادرة سيدة الأعمال فهدة الكريديس، التي تبرعت بتأمين المعرض والمستلزمات، حيث ذكرت أن سيدة الأعمال الكريديس هي أحد الأعضاء الفاعلين بالجمعية، وقد تم تأمين جميع احتياجات المصابات من الشعر المستعار وربطات الشعر وأدوات الزينة والكريمات الخالية من المواد الكيميائية، ويعتبر هذا المعرض الأول من نوعه المكتمل التجهيزات لمريضات سرطان الثدي في منطقة الشرق الأوسط. وأضافت الضويان، ان مريضات سرطان الثدي يتأثر مظهرهن بعد خضوعهن للعمليات الجراحية واستئصال جزء أو كامل الثدي بحسب الحالة، الأمر الذي يستوجب مراعاة المريضة واستعمال المجسمات الاصطناعية لإعادة الهيكلة الخارجية لشكل الثدي كما كان قبل العملية، وأيضا يتأثر بعضهن بعد الخضوع لجلسات العلاج الكيميائي والإشعاعي الذي يؤدي إلى تساقط شعر الرأس والحواجب والرموش، مشيرة إلى أن المعرض المقام في جمعية زهرة يحتوي على كافة الاحتياجات اللازمة للمساعدة في مثل تلك الحالات مع مراعاة جميع النواحي الإسلامية ورأي العلم والدين في ذلك. وذكرت (ا. س)، احدى الناجيات من الإصابة أنها عانت كثيرا أثناء مرضها من نبذ المجتمع المحيط بها وأولهم زوجها الذي أصبح يعاملها كأخته رغم أنها تعافت من المرض، وقالت إن كثيراً من أقاربها اكتفوا بمصافحتها إذا ما اجتمعوا بها في أحدى المناسبات دون تقبيلها، وأن بعضهن كن يغسلن الأكواب والأدوات التي استخدمتها بعد استعمالها لها خشية، كما يعتقدن، انتقال المرض إليهن، مما اثر عليها نفسيا إلى حد كبير. وعلقت إحدى الناجيات أيضا بأن كثيراً من المصابات بالمرض يكتفين بالصمت حين اكتشاف المرض خشية أن تفقد أفراد أسرتها حقوقهم في الاندماج بالمجتمع بعد اكتشافهم إصابة والدتهم، مثل امتناع البعض عن التقدم لخطبة البنات، أو عدم زيارة المصابة خشية الإصابة بالمرض، والتشاؤم حين رؤيتها ما ينعكس سلبا على المصابة ويجعلها أكثر انطواء على نفسها.

وامتدحت منيرة الروية، إحدى المتعافيات جماعات الدعم التي كونتها جمعية زهرة للمتعافيات، حيث دعمت المصابات بشكل كبير وقسمتهن إلى مجموعات مساهمة بالتوعية بالمرض والمساعدة في تنفيذ برامج الجمعية، التي على قائمتها توعية المجتمع بالمرض ودعم الدراسات العلمية في مجال انتشار سرطان الثدي.

وعن الخطط المستقبلية للجمعية، ذكرت الدكتورة بن عامر ان الجمعية بصدد وضع خطة لتدريب مختصات على استخدام أشعة الماموغرام، إذ ان نسبة الاختصاصيات في ذلك المجال قليلة جدا، حيث يعمل في مستشفى التخصصي والمتخصص في ذلك اختصاصية واحدة فقط تعمل على جهازين في نفس الوقت، فيما تعاني بعض المستشفيات من عدم وجود اختصاصية لجهاز الماموغرام، مشيرة إلى أن الجمعية ستقدم دورات للتجميل للمصابات بالمرض لتغطية آثار العلاج عليهن.