مشاكل مالية واجتماعية وبشرية تعترض طريق مشروع مراكز الأحياء

أحدها عجز مسؤولوه عن دفع تكلفة اللوحة التي توضع على الباب

مشاكل عدة تعترض طريق مشروع مراكز الأحياء في جدة (تصوير: غازي مهدي)
TT

اعترضت مشاكل مالية واجتماعية وبشرية طريق مشروع مركز الأحياء الذي سبق واعلن عنه منذ سنوات في منطقة مكة المكرمة، وكان يهدف الى اعادة جمع تواصل سكان الأحياء في جدة ومد الجسور الاجتماعية فيما بينهم.

وكشف المهندس حسن الزهراني، الأمين العام لجمعية مراكز الأحياء بمحافظة جدة، عن أبرز القضايا الشائكة في مراكز الأحياء، معربا في حديث لـ «الشرق الأوسط» عن اعتقاده انها تعد في مجملها السبب الرئيسي في تدهور دور المراكز، وقال «في البداية لا بد من أن أوضح بأن أي عمل تطوعي لم يبن على أسس علمية ودراسات موثقة باحصاءات وخاصة فيما يتعلق بالجانب المالي (أي الدعم المالي) فسيواجه بأكبر مشكلة وعائق وربما موته».

ويستطرد الزهراني في حديثه الذي عقب اجتماع رؤساء المراكز في الأمانة العامة لمراكز الأحياء بقوله «الدعم المالي حاز على نصيب الأسد في أنه السبب الأول في مشكلة كل مركز، تلته فكرة العمل التطوعي الاجتماعي الغائبة عن أهالي كل حي، إضافة إلى غياب أصحاب الخبرة والفكر والمتخصصين في المجالات المتعلقة بالعمل التطوعي الاجتماعي والذين لديهم القدرة على التواصل مع الشباب بقدرتهم على إقناعهم وفهم أسلوبهم وثقافتهم وهواياتهم». ويضيف «بكل مركز حي قسم لإصلاح ذات البين ويحتاج هذا القسم إلى المتخصصين وأصحاب الخبرة الطويلة في هذا المجال دون الاعتماد على أي متطوع يريد أن يتسلى بوقت فراغه فقط».

ويرى الزهراني ـ الذي يحمل في جعبته الكثير من الأفكار ـ في مصير المركز بأنه لا بد من التخلي عن الأسلوب القديم الكلاسيكي في أفكار الجمعيات الخيرية التي باتت غير مجدية، خاصة في ما يتعلق بالدعم المالي إضافة إلى الأنشطة، فمشروع مراكز الأحياء ضخم جدا أوصى به الراحل الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز، ويقول «المشروع هو اجتماعي في حد ذاته، يهتم بجميع قضايا أهالي الحي على اختلاف أعمارهم وقضاياهم وجنسياتهم، فلا بد أن تكون هناك برامج توعوية قوية توضح دور المركز، كما انه من الضروري وضوح الجانب المالي ومعرفة آلياته، إضافة إلى التحرك بأسلوب علمي معاصر ذكي كأن يكون هناك تعاون مع برامج المسؤولية الاجتماعية في كل مؤسسة وشركة موجودة في الحي على سبيل المثال، وإلا سنظل نكرر أخطاء غيرنا وهذا سيؤدي إلى إعلان إفلاسنا ونهاية حلمنا». وحول عدم ثقة أهالي الحي بدور مراكز الأحياء يقول الزهراني لائما ذاته «لا ألوم الناس على اختلاف الشرائح في كل حي، بل ألوم أنفسنا نحن في كل مركز».

في المقابل يرى خالد الجنيدي المشرف العام على مركز الحي بالروضة بأن أبناء الحي هم السبب في فشل أو نجاح المركز، ويصف الأبناء بأنهم كما يقول «بيتوتيون ويفضلون أندية ومقاهي الانترنت والبلاي ستيشن عن أي نشاط آخر، فهم يقضون ما يقارب 18 ساعة في تلك الأندية وهذا سبب الإقبال الضعيف جدا على مراكز الحي».

ويضيف الجنيدي الذي ابدى اسفا وحزنا على حال المركز لانه غير قادر على حل مشكلة اللوحة التي تحمل اسمه لأنهم ـ كما قال ـ لم يجدوا من يدعمهم ماليا بدفع 13 ألف ريال لعمل اللوحة، ويقول «ثقافة العمل التطوعي غائبة جدا، وبشكل مخيف، فقلما نجد شابا يتطوع دون مقابل مادي، إضافة إلى أن أولياء الأمور من آباء وأمهات لم يتفاعلوا معنا، ويمنعون أبناءهم من المشاركة». ويضيف قائلا «هناك فئات تعترض على مشاريعنا لأنها تعد في نظرهم غير جائزة بسبب الاختلاط مثل دورات البرامج العصبية للفتيات والتي يقدمها خبير مختص».

ويؤكد الجنيدي ما توصل إليه من خلال توزيعهم لألف ورقة استبيان في حي الروضة البالغ عدد سكانه 70 ألف نسمة تقريبا، «لم يصلنا من الاوراق التي وزعناها سوى 50 ورقة فقط، ونسبة تجاوب السيدات ضعيفة جدا لم تتجاوز الـ10 في المائة، أما أولياء الأمور فإنهم يشاركون أنشطة المركز في حفلات العشاء فقط».وعن دور المسجد في كل حي يقول الجنيدي «المسجد صار مهجورا ولم يعد يستمع إليه أبناء الأحياء كما أن أنشطة المسجد كلاسيكية قديمة محصورة في تحفيظ القرآن، وعلى الرغم من هذا فإننا نحاول مع شيوخ المساجد بمساعدتنا في جمع الأموال».

وبرفع إصبع الاتهام للمسؤولين في المركز بعدم استيعابهم لمشاكل الشباب والفتيات ومعرفة احتياجاتهم وبالتالي توجيه طاقاتهم، وعدم تعاونهم مع مستشارين متخصصين في هذا المجال يقول «حتى هؤلاء المستشارين ومن له علاقة بالشباب يبحث عن المقابل المالي، وثقافة العمل التطوعي غائبة عن جميع شرائح المجتمع من بنات وأولاد وفنانين ومثقفين وأطباء ومهندسين ومعلمين، الجميع دون استثناء».

وحول خطتهم الصيفية يقول «سنقدم برنامج (رجال الغد) برسوم 100 ريال للدورة الواحدة من 12 إلى 16 فئة الأشبال ومن 17 إلى 24 فئة الشباب، وهي دورات مختلفة كفن الإلقاء والحوار، وكن مبدعا، وفن التعامل مع الناس وحل المشاكل بطرق إبداعية وتحسين الخطوط، والفوتو شوب والفرونت بيج، واللغة الانجليزية لمدة 6 أسابيع، مع العلم بأن جميع تلك البرامج تدرس خارج مركز الحي في مراكز أخرى بثلاثة آلاف ريال، إضافة إلى دورة عن الغوص برسوم 800 ريال».