فتيات يرغبن في تحويل 70 مركزا تجاريا إلى مراكز للخدمة الاجتماعية

المشروع ترعاه جمعية مراكز الأحياء وينتظر تعاون رجال الأعمال

TT

في بادرة هي الأولى من نوعها، تعد أولى ثمار اتفاقية شراكة بين طالبات جامعيات، وجمعية مراكز الأحياء بجدة، تسعى الجمعية بالتعاون مع الطالبات، إلى إطلاق مشروع جديد يسعى إلى تعميق وجود الجمعية وتقديم خدمات اجتماعية تنافسية بأرباح زهيدة لأهالي كل حي عن طريق شراكة بين أهالي الحي والمراكز التجارية المنتشرة في جدة.

وقالت مساعدة أمين عام جمعية مراكز الأحياء بمحافظة جدة لشؤون المراكز النسائية، الدكتورة سمر السقاف، وهي المشرفة على مشروع الطالبات: «إن الفكرة كانت اقتراحا بأن تقوم الطالبات بتطبيق مشروعاتهن الدراسية لصالح مراكز الأحياء، وهو ما تم بالفعل».

وتتضمن الفكرة التي عرضتها الطالبات، ثلاثة مشروعات ضخمة تتلخص في كيفية جعل المراكز التجارية، تحتضن مراكز الأحياء عن طريق إقامة المراكز على مساحة بسيطة قد لا تتعدى الـ2000 متر ضمن المركز التجاري في كل حي، ليكون مركزاً يخدم كافة أهالي الحي ويقدم خدمات نوعية مثل مسرح الطفل، سينما الطفل، مكتبة، مكان لعقد الاجتماعات، نادي آيروبيكس، مقاه للتجمعات النسائية، وينظم الرحلات والبرامج الثقافية، وورش العمل، والتجمعات الأهلية، وحفلات الأطفال والطلاب وغيرها من الخدمات التي تقدم بأسعار رمزية جداً ليست بهدف الربح، لكن بهدف تشغيل الخدمات التي ستدار بأيدي المتطوعات.

ويهدف مشروع الطالبات، إلى ربط حوالي 70 مركزاً تجارياً ضخماً تحظى بإقبال كبير من قِبل أهالي مدينة جدة بمراكز الأحياء في محاولة إلى تنشيط دورها وضمان مشاركة وتفاعل أكبر معها، وأبدت الطالبات رجاءهن في أن يلقى مشروعهن قبول ودعم أصحاب «المولات» التجارية للاستفادة من الإقبال الإضافي الذي سيجلبه المشروع.

من جهة أخرى، أكدت السقاف، بأن مشروعاً آخر تقوم الآن الجمعية بدراسته استعداداً للبدء في تنفيذه مع بداية عطلة الصيف تحت مسمى «مواهب وطن»، يحاول الكشف عن المواهب الشابة الموجودة في كل حي وصقلها وتنميتها، للاستفادة منها من أجل الصالح العام، وقالت «إن الموارد البشرية متوفرة، ولدينا مشاريع ممتازة للطلاب وللطالبات، وهناك أفكار قيّمة من هؤلاء المتطوعين، إلا أن مشكلتنا تكمن فقط في التمويل».

وأكدت السقاف أن مراكز الأحياء تعتمد بشكل أساسي على جهود أهالي كل حي والمتطوعين فيه، وأشادت بالمبادرات الفردية للمواطنين، التي تهدف إلى تحسين أوضاع الحياة في كل حي وتقديم خدمات استثنائية لأهله، وأضافت: «نحاول أن ندفعهم ونشجعهم ونجلب لهم التمويل عن طريق جمع التبرعات والتسهيلات التي نستطيعها، لكن نجاح أي جمعية هو رهن بوجود أهالي الحي فيها ونشاطهم».

وكشفت السقاف التي تشرف على 4 مراكز نسائية فقط في جدة هي: أحياء البساتين، المحمدية، الصفا، ومشروع الأمير فواز، وسينضم إليها آخر قريباً سيتم افتتاحه بحي الشرفية، بالإضافة إلى اللجان النسائية التابعة للمراكز الأخرى، عن إن مراكز الأحياء النسائية تحاول الوصول لأهدافها والنجاح بتحقيقها، لكن ينقصها الدعم المادي، مضيفة وعلى الرغم من ذلك إلا أنها استطاعت أن تحصل على المراكز الأول والثاني والرابع ضمن مهرجان التجارب التطوعية الناجحة الذي أقيم أخيراً وشاركت فيه أكثر من 22 جمعية خيرية وتطوعية في جدة.

وتابعت «دائماً نهتم ببناء الإنسان من جهة واحدة فقط، هناك جمعيات تهتم به من ناحية التعنيف الأسري، وأخرى تركز على تحسين وضعه المادي، وسد فاقته، لكن ليست هناك جمعية تهتم به كإنسان وباحتياجاته ضمن منظومة كاملة تحتوي على البرامج الثقافية والترفيهية والوطنية والتوعوية وغيرها، وهذا دورنا في مراكز الأحياء، إضافة إلى ذلك أن كل الجمعيات لديها مقر واحد، وتكمن مزيتنا التنافسية في أننا نصل إلى الناس ونهتم بكل نواحي الإنسان بعقله وصحته ودينه وثقافته».

أما حول مقياس النجاح، لعمل الجمعية ومدى فعالية برامجها، فأكدت السقاف أن مقاييس النجاح تختلف من حي لآخر، فهناك أحياء مراكزها ناجحة بسبب كثرة عدد الأعضاء فيها مثل حي البساتين الذي يتفوق بكثرة أعضائه المسجلين، وميزانيتهم تعتمد بشكل أساسي وكبير على ما يدفعه الأعضاء، وهذا مقياس للنجاح، في حين أنه في مراكز أخرى يكون عدد الرواد، الكبير، الذين يحضرون فعاليات المركز هو الذي يعكس النجاح مثل مركز حي الأمير فواز، أما بالنسبة لمراكز مثل المحمدية فالنجاح يقاس بنوعية الأنشطة الثقافية والصحية ونقاشات الكوفي شوب للفتيات، أما في حي الصفا فميزته ونجاحه يكمنان في برنامج المركز الصيفي المقام فيه».