حفل تخرج الطالبات بين حلم لبس العباءة وكابوس التعليمات

يحظر عليهن التصوير وبعض الجامعات تمنعهن من رفع تحية الجمهور

TT

يمثل ارتداء عباءة التخرج الجامعية حلم كل طالبة تتوج مشوارها الدراسي، وفيما ينشغل الجميع بتفاصيل مشهد التخرج كأنه حفل زفاف، فإن القليل يتوقف أمام طراز وقيمة المشلح الخاص بالتخرج، الذي بدأ يأخذ أشكالاً متباينة، تدخلت جهات عديدة لضبطها، كما أن مسوقين غالوا كثيراً في أسعاره حتى مثّل ضغطاً على الأسر. بيد أن طالبات تخرجن للتو من جامعات في شرقي السعودية، تحدثن لـ«الشرق الأوسط»، عما يسمينه معاناة حفل التخرج.

فبسبب بعض القيود، تحرص أنظمة الجامعات على الإشراف المباشر على حفلات التخرج، ومنع كل المظاهر التي قد يساء فهمها أو التعبير عنها، من ذلك، منع الطالبات من حمل كاميرات التصوير والتقاط صور لذكرى تخرجهن، أو إبداء مظاهر فرح (مبالغ فيه).

تقول الطالبة خلود الفلاج، وهي خريجة نظم معلومات إدارية وحاسب آلي في جامعة الملك فيصل بالدمام: «إن سعر العباءة ليس مناسباً فهناك جامعات للبنين تعطي طلابها المتخرجين عباءة التخرج مجانا، ونحن نضطر أن ندفع 50 ريالاً رغم أن الجامعة تأخذ قسطاً شهرياً من مكافأة الطالبة لصندوق الطالبات، وإذا لم تشتر الطالبة العباءة فلن تحصل على دعوة لوالدتها لحضور حفل التخرج، ناهيك عن التعليمات التي تعطيها الجامعة للخريجات في يوم تخرجها كعدم رفع الرأس والنظر إلى الأمام وعدم التلويح للجمهور أثناء المسيرة أو النظر يمينا أو يسارا». وتضيف الفلاج «إن الجامعة تمنع أن تلتقط الخريجة أي صورة فوتوغرافية مع والدتها أو زميلاتها، ولا نعرف سبب رفض الجامعة لذلك، فتلك اللحظات لا تتكرر في الحياة، فمن حقنا أن نحتفظ بذكريات أجمل أيام العمر».

وهناك تباين واضح في شكل وتصميم ولون ونوع العباءات والشال بين كليات الجامعات في السعودية، حيث يشير اللون الأحمر لخريجات كلية الطب، والبرتقالي للعمارة، والأخضر للعلوم الزراعية والتغذية، والأزرق للتربية، والبنفسجي للدراسات الطبية التطبيقية. ويوضع على العباءة شعار الجامعة، بينما يوضع لون الكلية التي تنتسب إليها الطالبة على الشال. وتختلف الجامعات والكليات السعودية حسب اختلاف شعار الجامعة ومكانه في عباءة الخريجة، فهناك جامعات تضع شعارها على الكتف، وهناك مَن تضعه على ظهر العباءة، كذلك حجم الشعار ولونه من جامعة إلى جامعة. ولا تقف الخريجات عند الشال الأسود «الاستان»، بل إن معظمهن يضعن أسماءهن على الشال بألوان عادة ما تكون لامعة ومطرزة.

كذلك تقول جمانة الشهري، وهي خريجة بكالوريس نظم معلومات جامعة الملك فيصل بالدمام: «يمثل ارتداء عباءة التخرج بالنسبة للخريجة شعوراً عظيماً، فعباءة التخرج تمثل شيئاً مهماً في حياتي، نشتريها من داخل الجامعة بمبلغ 50 ريالاً مع الشال حسب لون الكلية المطلوب من إدارة الجامعة، ومعها دعوه من الجامعة لولي الأمر لحضور حفل التخرج». وحول تصميم العباءة تشير أمل الفارس، وهي خريجة مختبرات طبية بجامعة الملك فيصل بالدمام، بالقول: «إن كل سنة تخرج لديها تصميم معين يطلب من الخريجة إعداده، فهذه السنة كان تصميم العباءة على شكل «سمكة»، والسنة الماضية كانت عباءة كلاسيكية، والتي قبلها كانت عباءة الفراشة». في حين قالت هاجر الكثيري، خريجة حاسب آلي جامعة الأمير سلطان بالرياض «إن سعر العباءة مبالغ فيه، حيث انه يصل إلى أكثر من ثلاثمائة ريال خارج الجامعة إذا لم تجد الطالبة عباءة داخل أروقة الجامعة، ودائما ما يحدث هذا الأمر لتأخر بعض الطالبات في شراء العباءة من داخل أروقة الجامعة، فمعظم الجامعات السعودية للبنين تعطي طلابها «بشت» التخرج مجانا ولا تبيعه مثلما تفعل الجامعات المخصصة للبنات».

ولا تزال نورة الجهني إحدى المتخرجات في جامعة الملك سعود، قبل أكثر من 12 عاما، تحتفظ بعباءة التخرج، مؤكدة «ان عباءة التخرج هي الشيء الوحيد الذي ما زلت احتفظ به، لأنها تحمل أجمل فرحة عشتها في حياتي، وأتذكر أنني قمت بشرائها وقتها بـ20 ريالاً، والعباءة لم تختلف كثيراً عن عباءة الخريجات الآن، إلا أن السعر اختلف».