لجنة لحصر الاستراحات العشوائية بهدف ضبطها وفق آلية محددة

الأحساء: 500 استراحة ريفية تتنوع في تصاميمها الهندسية

TT

بدأ في الآونة الأخيرة في محافظة الأحساء، انتشار الاستراحات الريفية في مختلف المدن والقرى والهجر، الأمر الذي سبب عشوائية كبيرة في عملية حصرها وضبطها وفق آلية محددة، إضافة إلى أن غالبيتها يفتقد إلى مقومات الأمن والسلامة، إضافة إلى هدر كميات كبيرة من المياه الجوفية داخل هذه الاستراحات.

وأوضح المهندس أحمد الجغيمان، مدير عام هيئة الري والصرف في محافظة الأحساء لـ «الشرق الأوسط» أمس، إنه تم تكوين لجنة من عدة دوائر حكومية، بهدف وضع آلية وضوابط وشروط في عملية إنشاء الاستراحات الريفية، والترخيص لها، مضيفا أن هناك عددا كبيرا من الاستراحات يفتقد للضوابط، من ناحية المرافق والخدمات المقدمة فيها، وأيضا الجودة في بنائها، كذلك عدم ترشيد المياه المستخرجة من خلال العيون الموجودة فيها، إضافة إلى المخلفات الناتجة منها.

وأضاف الجغيمان، أن اللجنة تعكف حاليا، على وضع عدد من الشروط والضوابط لهذه الاستراحات، وسوف تعطى تراخيص وفق هذه الشروط قبل مزاولة الترفيه داخلها واستئجارها، الذي سوف يطبق على جميع الاستراحات الموجودة في الواحة، مبينا أن هذه الشروط تهدف إلى التحكم في المياه المستخدمة من قِبل الملاك أو المستأجرين، وأيضا تدوير المياه باستخدام أجهزة تقنية للحفاظ عليها، مع التأكد بوجود وسائل الأمن والسلامة في داخل هذه الاستراحات.

ويقدر مستثمرون في هذا المجال، أن عدد الاستراحات الموجودة داخل واحة الأحساء بأكثر من 500 استراحة منتشرة بشكل عشوائي، ومتنوعة من حيث الخدمات والمرافق التي تحتويها. يقول سليم بوجبارة، صاحب استراحة، إن عددا كبيرا من ملاك الأراضي الزراعية حولوها إلى استراحات، وذلك من خلال إنشاء البنايات فيها، وعمل قاعات كبيرة للمناسبات وصالات للأفراح، وإضافة مرافق أخرى من أماكن لألعاب الأطفال وبرك للسباحة. ويرجع بوجبارة توجه ملاك المزارع لعمل الاستراحات، لما تدره عليهم من مردود اقتصادي، وربح وفير، عند مقارنتها بدخل المنتج الزراعي، حيث يتراوح سعر الاستراحة بين 500 إلى 25000 ريال لليوم الواحد. هذه الوفرة في الدخل المادي جعلت بعض الاستراحات تخصص موقعا لها على الانترنت، وبأسماء أكثر رومانسية، بهدف جذب المصطافين لها، ووضع صور جميلة لمرافق الاستراحة وإبراز الخدمات المقدمة فيها، إضافة إلى وضع أيقونات في نفس الموقع توضح أهمية اختيار هذه الاستراحة ونوع الزراعة والثمار الموجودة فيها، كذلك إيجاد أيقونة خاصة للأطفال. يقول المدير التنفيذي لجهاز الهيئة العليا للسياحة في الأحساء، علي الحاجي، إن الهيئة تتجه لعمل استراحات ضمن ضوابط وشروط معينة، وهذه الشروط تخضع لعدد من الضوابط والآليات المتفق عليها بين مالك الاستراحة والهيئة، وعدد من الدوائر الحكومية، مبينا أن هذه الاستراحات سوف تخدم عددا كبيرا من مرتادي الاستراحات في المنطقة.

وحول نوع الاستراحات وأشكالها وتصاميمها، يقول المهندس المعماري عبد الله الشايب، إن انتشار الوعي الترفيهي أدى إلى وجود عدد كبير من الاستراحات في الأحساء، وهو نوع من الحِراك الاقتصادي، والاستراحات المنتشرة، هي استراحات خاصة، واستراحات للتأجير اليومي، واستراحات العزاب، واستراحات الصالات والأفراح، وهي تختلف في أسعارها، التي تصل إلى أكثر من 25 ألف ريال.

ويرى الشايب، أن استراحات الشباب التي تأخذ طابع الديوانيات والمجالس، تتكون من مجلس كبير ودورة مياه ومطبخ، حيث يكون البناء عاديا، في حين تكون استراحات العائلات من مجلس ومطبخ وصالة مع وجود بركة سباحة، حيث يكون الموقع منسقا من خلال الزراعة الموجودة فيه، أما استراحات صالات الأفراح، فهي تتكون من صالة واحدة كبيرة، ومرافق كثيرة من غرف ومطبخ ودورات مياه ومداخل خاصة، وصالة للطعام كبيرة، مبينا أن بعض هذه الاستراحات يأخذ طابع التراث القديم والفانتازيا والبانوراما الطبيعية.