الإعلان عن إنشاء شركة للتطوير العمراني في مكة المكرمة خلال شهر

تمتلكها أمانة العاصمة المقدسة

TT

كشف لـ«الشرق الأوسط»، مصدر مطلع، أن أمانة العاصمة المقدسة في مكة المكرمة، بصدد الإعلان عن شركة متخصصة بالتطوير العمراني تنشئها الأمانة أوائل شهر سبتمبر (أيلول) المقبل. وذكر المصدر، الذي آثر عدم إعلان اسمه، إن فريقاً مكوناً لإعداد دراسة كاملة ومستوفية عن الشركة المزمع إنشاؤها، أنهى تقريراً موسعاً ودراسة مستفيضة حول الأمر، ورفعها إلى وزارة التجارة وهو بانتظار موافقتها وردها النهائي الذي من المتوقع أن يعلن عنه في غضون شهرين.

ومن المتوقع أن تسير الشركة المزمع إنشاؤها على نفس نظام شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني وأخريين تم الإعلان عنهما في الرياض والمنطقة الشرقية تابعتين لأمانتي المنطقتين. وستعمل الشركة الجديدة على تطوير أراضي الأمانة في مكة المكرمة والمناطق العشوائية بما يحقق الاستمرارية الذاتية للمشاريع، وذلك من خلال مشاركة القطاع الخاص وتشجيعه وتسهيل مهمته لإنشاء مشاريع التطوير بالمناطق التي تمتلكها الشركة وتطوير مخططاتها العمرانية والاقتصادية والتعليمية والثقافية والترفيهية.

من جانبه، رحب الدكتور فيصل الشريف، نائب رئيس المجلس البلدي بمكة المكرمة، بالشركة المزمع إنشاؤها، مؤكداً في الوقت نفسه بأن وقوف جهة مثل أمانة مكة المكرمة ودعمها من قِبل جهات حكومية مختصة أخرى سيمنحها القوة وإمكانية الحصول على أراض لبناء المجمعات السكنية بالتعاون مع القطاع الخاص، وذلك لتوفير حلول سريعة لأن الاحتياج الآن كبير وهو أزمة ملحة لا يمكن السكوت عنها. وقال الشريف «هناك أزمة إسكان كبيرة جداً أدت إلى ارتفاع أسعار الإيجارات والأراضي والمساكن، وهذا يتطلب إيجاد حلول سريعة، ومنظمة للتعاون بين الأطراف في القطاع الحكومي والخاص لحل هذه المشكلة سريعاً حتى لا تتفاقم كثيراً، ولدينا طرح بأن يتم بناء مجمعات سكنية لحل أزمة سكنية تعاني منها مكة حالياً بعد مشروعات التوسعة التي تمت بمنطقة الشامية من خلال ورقة عمل سيناقشها المجلس في جلسته المقبلة في 25 أغسطس (آب)» المقبل.

وأضاف «الطلب على المساكن كبير جداً والمعروض في السوق قليل، وقد تم هدم أكثر من 1000 منزل في منطقة الشامية فقط، وهذه الوحدات كانت تستوعب أعداداً كبيرة جداً من السكان والحجاج والمعتمرين، وجميعهم لا بد من إحلالهم الآن في أماكن أخرى».

وأشار الشريف إلى أن تعدد الشركات العاملة في مجال التطوير العقاري والعمراني بمكة سيساهم بحل المشكلة سريعاً، لافتاً في الوقت نفسه إلى خلل في توجه هذه الشركات جعلها غير ذات جدوى، حيث إن جهدها كان منصباً فقط على حل مشكلة إسكان الحاج والمعتمر، وبالتالي ركزت نشاطها في المنطقة المركزية، وهذا تعارض مع التوجه الحكومي لأن تكون منطقة ما حول الحرم فسيحة وتحتوي على مرافق كبيرة لتحقيق الأهداف الدينية للحاج والمعتمر، وبالتالي كان اختيارهم غير موفق، كما يقول.

واختتم الشريف حديثه مشدداً على أن التوجه الآن يجب أن يكون للضواحي لحل إشكالية عدم وجود مساكن كافية لأهالي مكة، فتبنى مجمعات سكنية متكاملة بمرافقها، كذلك يجب أن يرتكز إسكان الحجاج على استراتيجية نقل مناسبة للقضاء على الازدحام والتكدس في المنطقة المركزية.