«بطاقة العائلة» أو «عقد النكاح» شرط «جديد» لتناول وجبة سمك في استراحات جدة

يُكتفى برؤية الأطفال عند وجودهم ويُبرر ذلك بالحفاظ على «السمعة الحسنة»

محلات السمك على طريق المدينة المنورة تشهد إقبالا كبيرا من سكان جدة («الشرق الأوسط»)
TT

فرض عدد من مطاعم السمك في جدة والمنتشرة على بوابة جدة باتجاه طريق المدينة المنورة، إجراءات على مرتادي تلك الاستراحات والمطاعم بضرورة إحضار بطاقة العائلة في حالة وجود امرأة ورغبتهم في الحصول على غرفة خاصة داخل المطاعم.

واشترطت بعض من إدارات تلك المطاعم الجلوس في مكان مكشوف ليتسنى لهم البقاء وتناول وجبة عشاء سمك، باعتبارها تفتح في وقت العشاء، مستثنية من ذلك مَن يكون بصحبته أطفال يؤكدون زوجية الرجل وامرأته، معتبرين أن هذه الإجراءات اتخذت للحفاظ على «السمعة الحسنة» لهذه المطاعم والاستراحات. ويبدو انه لا مفر للراغبين في تناول وجبة سمك شهية في مطاعم السمك المنتشرة على طريق المدينة، إلا اصطحاب بطاقة العائلة أو عقد النكاح، خاصة أولئك الذين حرمهم الله من نعمة الأطفال.

يقول عبد الخالق علي، مسؤول باستراحة القلزم، لـ«الشرق الأوسط»: «إنه قرار اجتهادي شخصي»، والسبب كما يؤكد «منعا للمشاكل التي تحدث نتيجة ذلك، فسمعة المكان مهمة جدا».

وحول شرط اصطحاب الأطفال مع الزوجين، يقول «الأفضل صحبة الأطفال في حالة استئجار الزوجين غرفة مغلقة من غرف الاستراحة أو عليهما الجلوس في مكان مكشوف».

أما أنور، وهو مسؤول باستراحة العنبرية، فيرى هو الآخر من الضروري على الزوج إثبات أن مَن يصطحبها زوجته أو عليه الجلوس في أحد الأماكن المفتوحة والمكشوفة بدل الغرف المغلقة والمكيفة، ويقول «يسمح للعوائل بالدخول إلى الاستراحة من دون السؤال عن هويتهم، إلا في حالة كانا زوجين، أي رجلا وامرأة».

ويؤيد بشدة المهندس عبد الله خليفة، صاحب استراحة السلطانة في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، الفكرة، على الرغم من أنها اجتهادية وليست قرارا رسميا، ويقول «من حق موظفينا التأكد من الوضع الاجتماعي لزوار الاستراحة، خاصة في ما يتعلق برجل يصطحب امرأة معه فالأفضل إثبات انه زوجها، وعادة، موظفو الاستراحة يعتذرون بلباقة وبأدب للزائر والمرأة التي معه بحجة انه لا مكان لهما بسبب الزحمة».

وحول إن كان لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دور في مثل هذا القرار، يقول خليفة «لا، إنما هو اجتهاد شخصي، فرجال الحِسبة متعاونون معنا، وأحيانا يزورون استراحات السمك ليطمئنوا على خلوها من بعض الشبهات ونحن متعاونون جدا معهم».

وبسؤال إمارة منطقة مكة المكرمة يقول ياسر المداح، مدير المراسم والعلاقات العامة، حول قرار استراحات السمك ورأيهم في ذلك، قال مستغربا «لا علم لنا عن القرار».

وفي وقت حاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بمسؤول في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جدة، إلا انه تعذر أكثر من مرة بانشغاله عن الرد عن هذا الموضوع، مرجئا الأمر الى وقت آخر!.