هيئة المدن الصناعية: إجراءات جديدة للحد من «النفايات الخطرة»

خبير بيئي يطالب عبر «الشرق الأوسط» بعمل «قواعد بيانات» لإدارتها

مخاوف بيئية من الآثار المستقبلية للنفايات الصناعية («الشرق الأوسط»)
TT

كشف مصدر رفيع في الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية لـ «الشرق الأوسط» أن الهيئة تعمل حالياً على وضع اجراءات جديدة للحد من النفايات الصناعية، ودراسة طرح مشروع للتخلص من النفايات الصلبة والخطرة، وذلك في الوقت الذي أبدى فيه عدد من خبراء البيئة تخوفهم من الآثار المستقبلية للنفايات التي تخلفها المدن الصناعية على المستويين البيئي والصحي.

وقال الدكتور توفيق الربيعة، مدير عام الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية، في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأنه «يتم حالياً التنسيق مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة التي تطبق الأنظمة التي تحافظ على البيئة بخصوص التخلص من النفايات الخطرة والصلبة التي تخلفها المصانع داخل المدن الصناعية واستخدام الطرق المثلى في التخلص منها».

وأكد الربيعة على أن هذا الأمر يعد ضمن أولويات عمل الهيئة، في حين كشف أنه ستوقع قريباً مذكرة تفاهم مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بهذا الخصوص، وأضاف قائلاً «هناك دراسة طرح مشروع للتخلص من النفايات والاطلاع على مرئيات الشركات المتخصصة في هذا المجال للاستفادة منها، وتطبيق آخر ما توصلت إليه الدراسات في هذا المجال».

ويأتي ذلك بعد تحذيرات أطلقها خبراء البيئة من آثار مخلفات التصنيع والأبخرة والغازات والنفايات التي تتسبب بها المدن الصناعية وتشكل أزمة عالمية تعاني منها الكثير من الدول المتقدمة، مع مطالبات بضرورة التوجه لبناء مدن صناعية صديقة للبيئة، كما يوضح الدكتور فهد تركستاني، أستاذ الكيمياء المشارك بجامعة أم القرى والمحكم البيئي الدولي.

وحذر تركستاني في حديثه لـ «الشرق الأوسط»، من خطورة النفايات الصناعية التي تشتمل على النفايات غير الخطرة والخطرة (الصلبة، السائلة، الصناعية) التي تخلفها المدن الصناعية، قائلاً «إن معظم المدن الصناعية تفتقر إلى إدارة حماية البيئة داخلها»، وطالب بضرورة استثمار هذه النفايات «في إطار استراتيجية للإدارة المتكاملة للنفايات».

وأشار تركستاني إلى أهمية قيام هيئة المدن بإبراز فوائد ومزايا الإستراتيجية البيئية على القطاع الصناعي ودورها في المردود الاقتصادي والبيئي، إلى جانب تشجيع المصانع بشتى شرائحها على تبني هذه الاستراتيجية عن طريق تقديم حوافز مغرية، وأفاد بأهمية البدء الفعلي بعمل «قواعد بيانات إدارة النفايات»، مرجعاً ذلك لسهولة اتخاذ القرار المناسب من أصحاب الصلاحيات ومعرفة حجم النفايات من كل مصنع، وفتح باب الاستثمار داخل المدن الصناعية في إعادة تدوير النفايات الصناعية. واستشهد تركستاني للدلالة على سهولة تطبيق ذلك بتجربة نظام وضعته ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية قبل 10 سنوات مكنها هذا العام من جمع وإعادة تصنيع حوالي 50 في المائة من النفايات التي تقدر بملايين الأطنان، وأكد على ضرورة أن تقوم جميع المدن الصناعية السعودية بتبني هذا التوجه مستدلاً بفوائده الكبيرة على المستويات البيئية والصحية والاقتصادية.

وأفصح الخبير البيئي عن أن بعض المخلفات الصناعية تحتوي على المعادن الثقيلة مثل الزئبق والنحاس والكادميوم والكروم والزرنيخ والزنك، مؤكداً أنها عناصر شديدة السمية للكائنات الحية وعلى رأسها الإنسان، مرجعاً ذلك لقدرتها على التراكم في الأنسجة الحية، فيما تقوم الأسماك بتخزين الزئبق في أجسامها على هيئة مركب عضوي يعرف باسم «ثنائي فينيل الزئبق» أو ميثيل الزئبق فتصبح غير صالحة للاستهلاك الآدمي، بحسب قوله.

ومن الجدير ذكره أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كان قد شدد على ضرورة التزام المدن الصناعية والمصانع التي تشتمل عليها بالحفاظ على البيئة المحيطة بها، وذلك خلال استقباله رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة وأعضاء مجلس الإدارة أواخر الشهر الماضي.