«الشورى» يقر مشروعا وطنيا لرعاية ذوي اضطراب الحركة وتشتت الانتباه

5 وزارات تتصدى للمرض ونسبة الإصابة بلغت 15% تمثل 3 أضعاف النسبة العالمية

TT

أقر مجلس الشورى، المشروع الوطني لرعاية ذوي اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، والذي سبق أن رفعته مجموعة دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بعد مؤتمرها الأول عام 2004 للحصول على موافقة مجلس الوزراء عليه وإقرار مسؤولية الوزارات المعنية في ما يخص نشر الوعي وتدريب المتخصصين والاهتمام بهذه الفئة. وأوضحت الدكتورة سعاد يماني، استشارية مخ وأعصاب ورئيسة المجموعة لـ«الشرق الأوسط» أن الآلية التي وضعت لتنفيذ المشروع تقوم على مشاركة خمس وزارات هي الصحة، والتربية والتعليم، والتعليم العالي، والإعلام، والشؤون الاجتماعية، بحيث تعمل كل وزارة منها في الجانب الذي يخصها.

وأشارت إلى أن دور وزارة الصحة، كونها الجهة الطبية للمشروع، هو فتح عيادات متخصصة في جميع المستشفيات المحلية وتوفير المتخصصين في نفس المجال، فيما تقوم وزارة التربية والتعليم بالتأكيد على دور المدرس في المدرسة على مساعدة الطلاب الذين يعانون من فرط الحركة، ومعاملتهم معاملة خاصة تتناسب مع نوع إصابتهم من حيث التشجيع والاهتمام.

وحددت الدكتورة يماني مسؤولية وزارة التعليم العالي خلال المشروع الوطني في توفير الكفاءات التعليمية عبر فتح مسارات للكليات خاصة بالاضطرابات السلوكية عبر وضع مناهج عن فكرة التعامل مع هذه الفئة، وفي الوقت نفسه تقع على وزارة الإعلام مسؤولية التوعية وتقديم البرامج التوعوية للجمهور، وتشجيع المؤلفين على تأليف المطبوعات المختلفة.

وأضافت أن دور وزارة الشؤون الاجتماعية يكمن في دعم الإبداع لدى هذه الفئة، حيث يتميز أغلبهم بأنهم ذوو تفكير عبقري ومبدع، مشيرة إلى أنه بعد مصادقة مجلس الوزراء على المشروع سيبدأ العمل الفعلي فيه مع الجهات المختلفة المعنية.

وأبانت الدكتورة يماني أن متوسط الإصابة بتشتت الانتباه وفرط الحركة بين الأطفال بالسعودية بلغ 15.5 بالمائة، وهي تمثل ثلاثة أضعاف نسبة الإصابة العالمية، لافتة إلى أن الدول المتقدمة سبقتنا كثيرا في وضع برامج للمعالجة والاهتمام بهذه الفئة. وحول خطط المجموعة المستقبلية قالت الدكتورة يماني إن المجموعة بصدد تدريب التربويين حتى يتولوا هم بالتالي تدريب العاملين معهم على كيفية التعامل مع هذه الفئة، وستنطلق أولى الدورات في شهر أكتوبر المقبل بإشراف متخصصين وخبراء من أميركا في هذا المجال، إلى جانب مشروع آخر لتدريب الأهالي ليقوموا بتدريب الآخرين من الأهالي، ويكمن المشروع الثالث في تدريب المتخصصين على عملية التشخيص والعلاج، مشيرة إلى أن هناك خطة إعلامية تسعى المجموعة إلى إقرارها لنشر الوعي بين فئات المجتمع للتعامل مع هذه الفئة.

وشددت الدكتورة يماني على ضرورة أن تتكاتف جهود المجتمع للعناية بهذه الفئة، حيث إن مرضى تشتت الانتباه وفرط الحركة إذا لم يجدوا أي عناية في مرحلة ما قبل المدرسة عبر تعديل السلوك، فإنهم يحتاجون عند الكبر إلى علاج طبي وتربوي وسلوكي، ما يعني تضاعف الجهود والإمكانات المسخرة لرعايتهم.