الملحقية الثقافية في كندا: لا صحة لإغلاق الأندية الطلابية.. وتوجه لدعمها مالياً ومعنوياً

وجهت بنقل مقارها إلى الجامعات لانفتاحها على المجتمعات الطلابية

جانب من محاضرة تعريفية عن كندا للطلاب السعوديين المبتعثين في نادي الطلاب («الشرق الأوسط»)
TT

أكدت الملحقية الثقافية السعودية في كندا أنه لا صحة لإغلاق الأندية الطلابية، مفيدة أن ما يتردد حول هذا الموضوع لا صحة له، وإنما الأمر هو تنظيم جديد يسهم في انفتاحها على المجتمعات الطلابية بالجامعات التي يدرس بها الطلاب وعدم الانغلاق في أنشطتهم وبرامجهم الاجتماعية والإعلامية والثقافية.

وأكد الدكتور فيصل محمد أبا الخيل، الملحق الثقافي السعودي في كندا، أن الملحقية وبناءً على توجيهات الدكتور خالد العنقري، وزير التعليم العالي، مستمرة في تقديم الدعم المادي والمعنوي لجميع الأندية الطلابية والمراكز التعليمية، مشيرا إلى أن الملحقية تلقت معظم خطط الأندية للفترة المقبلة، وستناقش إقرارها في الاجتماع المقبل المزمع عقده قريباً.

وشدد أبا الخليل على أن الأندية تعد واجهة مهمة للتعبير عن ثقافة المملكة وتقوية الأواصر مع البلد المضيف، والتواصل مع المجتمعات الصديقة التي تحتضن المبتعثين السعوديين، قائلا «نفخر بما حققته الأندية الطلابية في كندا خلال الفترة الماضية، وما نالته من جوائز في المهرجانات المحلية والعالمية المقامة هنا». وأوضح أن الملحقية وجهت الدعوة لكل مسؤولي الأندية لرفع خططهم لهذا العام الدراسي 2008 ـ 2009، للعمل على تحقيقها وتوفير الدعم المادي والمعنوي لها. وتفاعلت الأندية مع طلب الملحقية ورفعت خططاً وبرامج متنوعة تشمل احتفالات الأعياد وتنظيم أنشطة داخل الجامعات الكندية خلال اليوم الوطني السعودي، يعكس أبرز تاريخ البلاد قديماً وحديثاً، وتعريف المجتمع الكندي بالمنجزات السعودية سواء على المستوى الرسمي أو الاجتماعي.

وتنوعت البرامج ما بين علمية واجتماعية وتثقيفية؛ بعضها موجه للمبتعثين وأسرهم، وجزء منها موجه للمجتمع الكندي، وخصوصا الجامعات وما تضمه من أساتذة وطلاب من مختلف دول العالم. وبدأت بعض الأندية في تنفيذ أنشطتها الاجتماعية والترفيهية الموجهة إلى الجالية السعودية كل بحسب منطقتها. فيما نظمت أندية أخرى مشاركات فاعلية في المناسبات الكندية، إذ كانت مشاركة المبتعثين السعوديين إلى جامعة تومسون ريفرز في اليوم الوطني الكندي مؤثرة جدا، ولاقت إعجاب الكنديين وثناءهم على الحضور السعودي، معتبرينها مشاركة تصب في تقارب الشعبين وتقوية الأواصر فيما بينهم.

وكانت وزارة التعليم العالي قد وجهت الملحقيات الثقافية إلى تنظيم أنشطة طلابية في كل دولة للاحتفال باليوم الوطني السعودي المقبل الموافق 23 من شهر رمضان المبارك المقبل، وتقديم التعريف اللازم بالسعودية وما تحققه من تقدم معرفي وتنموي مع توزيع النشرات الإعلامية المخصصة لمثل هذه المناسبات. وطلبت الملحقية الثقافية السعودية في كندا، من وزارة الإعلام تزويدها بأفلام ونشرات إعلامية عن المملكة، إلى جانب الأعلام والملصقات الوطنية المخصصة لمثل هذه المناسبة وباللغتين العربية والإنجليزية.

من جهة أخرى، يحضر المحلق الثقافي السعودي المعرض الإسلامي السنوي الذي يقام في مدينة فانكوفر خلال يومي 23 و24 رجب الحالي، ويطلع على الجناح السعودي الذي يشاركه به النادي الطلابي هناك للسنة الرابعة على التوالي. من جانبه، أفاد الدكتور محمد أبو عيش، نائب رئيس نادي فانكوفر الطلابي وعضو اللجنة المنظمة، أن المشاركة السعودية عبارة عن ثلاث خيام؛ خصصت الأولى للمحاضرات التعريفية عن المملكة على مدار ساعات المعرض، فيما خصصت الخيمة الثانية لتصوير الزوار بالزي السعودي مع تراث وطني، أما الخيمة الثالثة فتقدم فيها الهدايا إلى جانب كتابة أسماء الزوار بالعربية وتقديمها كهدايا لهم. يذكر أن الأندية الطلابية السعودية في كندا، تبذل جهودا تطويعية لمساعدة الطلاب الجدد الذين يصلون حديثا للمدن التي تقع فيها الأندية، وبعضها يشكل لجان عمل خلال مواسم بدء الدراسة أثناء فترات وصول الطلاب المستجدين.

ويسهم المتطوعون في مساعدة الطالب الجديد في إيجاد السكن المناسب له وفتح حسابه البنكي وتسجيله في جامعته أو الكلية التي أتي للدراسة فيها، إلى جانب فتح خط هاتفي له حتى يتمكن من التواصل مع أسرته في السعودية ويكون متفاعلاً مع زملائه عند حاجته لذلك.

وأوضح المبتعث من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الدكتور سعيد القرني، رئيس لجنة الاستقبال التي شكلها نادي أوتاوا الطلابي، أن اللجنة صممت نموذجاً على موقع النادي الإلكتروني حتى يمكن لكل طالب قادم للمدينة من تسجيل بياناته وموعد وصوله حتى يتم توجيه أحد المتطوعين البالغ عددهم نحو 20 مبتعثا لاستقبال الطالب المستجد ومساعدته في إنهاء إجراءات الوصول والانتقال للسكن المعد مسبقاً بحيث يتناسب مع إمكانات الطالب.

وأضاف أن المتطوع يأخذ زميله المستجد إلى مقر الملحقية الثقافية السعودية في أوتاوا، لإنهاء إجراءات فتح ملفه الطلابي وبدء الصرف عليه، ومساعدته في بقية احتياجاته حتى يبدأ الاعتماد على نفسه وترتيب أموره عن دراية. كما تقدم الأندية في المقاطعات الأخرى خدمات مماثلة تختلف من منطقة إلى أخرى بحسب إمكانات كل نادٍ. وتمثل الأندية للمستجدين مصدراً مهماً ومؤثراً بالنسبة لمعرفة كل المعلومات التي يحتاجونها. وتقدم بعض الأندية التي لديها مقار فرصة السكن فيها لمن ظروفهم صعبة لمدة يوم أو يومين حتى يتحصل المبتعث على سكن مناسب.