تحلية المياه تدشن وحدة تقطير جديدة ستخفض الأسعار 50%

المهندس صالح الفوزان لـ «الشرق الأوسط» : نجاحها سيسهم في توفير كميات كبيرة من المياه

TT

أطلق المهندس فهيد بن فهد الشريف محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، الوحدة التجريبية العاملة بطريقة التقطير متعدد التأثير البارحة في الجبيل، وهي تعد الأولى من نوعها في العالم من حيث درجة الحرارة المعتمدة للتقطير بواقع 25 درجة مئوية، وذلك بحضور عدد من المسؤولين من المؤسسة ومن شركة المياه والتنمية والطاقة (اكوابور) وشركة ساساكورا اليابانية.

وقال المهندس صالح الفوزان المدير العام لمعهد الأبحاث التابع لتحلية المياه لـ «الشرق الأوسط» ان انعكاسات نجاح فكرة التقطير بدرجة حرارة تصل إلى 125 في المائة ستكون في المقام الأول على المواطنين، كاشفاً أن أحد تلك الانعكاسات متمثل في انخفاض أسعار تكلفة المياه بنحو 50 في المائة.

وأضاف الفوزان «في الوقت الحاضر نحن تجاوزنا مرحلة قابلية نجاح الفكرة من عدمها، وبدأنا في مرحلة عملية تحديد المحدودات التي يمكن تنفيذ الوحدة فيها، ومن ثم تليها مرحلة ظروف التشغيل للوحدة، وأخيرا مرحلة التطبيق».

وأكد مدير معهد الأبحاث أن نجاح تطبيق هذه الوحدة يسهم في توفير كميات كبيرة من المياه، إضافة إلى التقليل من استخدام الطاقة في عملية التحلية للمياه.

من جانبه، أوضح المهندس أحمد سليمان العريفي مدير عام الإدارة العامة للأبحاث وتقنية التحلية أن هذه الوحدة، الأولى من نوعها على المستوى العالمي، تصل درجة الحرارة فيها إلى 125 درجة مئوية من دون أي مشاكل ترسبات، مضيفاً «أن الوحدة يقوم على تشغيلها وصيانتها طاقم سعودي بالكامل وهو إنجاز جديد تحققه المؤسسة في صناعة وتقنية المياه المحلاة على مستوى العالم وأن المؤسسة تملك أكبر محطة إنتاج مياه محلاة بالعالم».

وقال العريفي إن تكلفة الوحدة التجريبية العاملة بطريقة التقطير متعدد التأثير تبلغ حوالي تسعة ملايين ريال، مبينا قيام الشركة اليابانية «ساساكورا» بتنفيذها، وتمثل هذه الشراكة نواة اتفاقية بحثية ثلاثية بين المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة ومركز إعادة استخدام المياه الياباني وشركة «ساساكورا».

وأفاد مدير عام الإدارة العامة للأبحاث وتقنية التحلية أن المشروع البحثي المزمع قيامه يهدف إلى تشغيل وحدة التقطير متعدد التأثير على درجة حرارة 125 درجة مئوية، مؤكداً أن جميع الوحدات العاملة على المستوى العالمي تعمل عند درجات حرارة 65 درجة مئوية وتوجد في كثير منها ترسبات.

وكشف العريفي أن الترسبات الملحية التي تنتج عن مثل هذه العملية وتأتي نتيجة رفع درجة حرارة المقطرة، هي العائق الرئيس في رفع درجات الحرارة إلى مستويات أعلى، موضحاً أن المؤسسة استطاعت من خلال معهد أبحاثها المتطور تكثيف الدراسات والبحوث العلمية لحل هذه المشكلة بالتعاون مع المركز الياباني مما نتج عنه هذا الإنجاز الفريد. وأشار إلى أنه تم ابتكار منظومة تجمع الأغشية متناهية الدقة (النانو) ووحدات التقطير متعدد التأثير كمنظومة ثنائية أو بإضافة أغشية التناضح العكسي كمنظمة ثلاثية، مضيفاً «لقد تم تسجيل براءتي اختراع في اليابان ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ودول مجلس التعاون الخليجي لهذا الاكتشاف».