مطالب بطمس الصور النسائية من العبوات الدوائية في الأسواق السعودية

غرفة الشرقية خاطبت وزارة الصحة استنادا إلى فتوى من هيئة الأمر بالمعروف

منتوجات عالمية في سوق الأدوية بالسعودية («الشرق الأوسط»)
TT

طالبت غرفة الشرقية وزارة الصحة السعودية بضرورة طمس صور الفتيات من عبوات الادوية المتداولة في الاسواق السعودية، استنادا الى أمر صادر عن هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، باعتبار ان المرأة «عورة» بحسب فتوى الهيئة. وأفضى الخطاب الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، والصادر عن عبد الله مسفر القحطاني مساعد الأمين العام للشؤون الاقتصادية في غرفة الشرقية وموجه إلى وزير الصحة السعودي، بضرورة وضع «لصقات» على الصور الفاضحة في عبوات الادوية.

وأرجعت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للغرف السعودية قرارها بعد ملاحظتها تفشي ظاهرة استخدام صور الفتيات على العبوات الدوائية بشكل يمتهن صورة المرأة ويحط من كرامتها، موضحةً أن هذا الأمر يعد مخالفاً لما نص عليه بيان اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء السعودية في الفقرة السادسة من نظام اللجنة الشرعية للضوابط.

وأضافت الهيئة في بيانها «لا يجب أن يشتمل الإعلان على شيء من ذوات الأرواح ويحرم تصوير المرأة أو شيء من جسدها في الإعلان لأن المرأة عورة وفي هذا الأسلوب إهانةُ لها».

وأوضح عبد الله الغشمري المتحدث الرسمي لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الطائف لـ«الشرق الأوسط»، عن وجود تعليمات في هذا الخصوص تفضي بوجوب وضع (لصقات) على الصور الفاضحة، مضيفاً أنه «ينبغي علاج هذه الظاهرة من المنبع من نفس الشركة التي تضع هذه الصور، وتم فعلياً علاج هذه الظاهرة في جزء من المنتجات عن طريق طمسها أو تغطيتها».

وقال الغشمري: ان وزارة التجارة والصناعة هي الجهة المخولة في هذا الشأن ولديها تعليمات بطمس تلك الصور حتى لا يتم إتلاف المنتجات الدوائية، مؤكداً أن رجال الهيئة في الميدان ليس بأيديهم وحدهم علاج المشكلة بل يجب على الشركات المصدرة الاضطلاع بدورها في هذا الشأن.

ويقول «ان عرض صور النساء شبه عاريات في شكل ملصقات دوائية هو امتهان للمرأة، ناهيك عن كونها محرمة فهي ذات كرامة، وتشارك الرجل في المعيشة فلماذا تجعل سلعة رخيصة تتم المتاجرة بها تمتهن وترمى بهذا الشكل، فالشرع والعرف يتسقان مع مطالباتنا المتكررة باحترام مشاعر الناس وطمس الصور المخلة بالآداب والدين».

ودفعت إعلانات كبريات الشركات الدوائية العالمية حفيظة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي دعت وبشكلٍ ملح إلى أخذ الاحتياطات اللازمة، وتشديد الرقابة على المنتجات الطبية التي تعرض صور الفتيات شبه عاريات بشكلٍ يخدش الحياء والآداب العامة.

من جانبه، قال سامي العبيدي، مدير لإحدى الشركات العاملة في مجال الدعاية والإعلان، ان شركات الدواء العالمية تختار بعناية الحسناوات من جميع أركان الأرض، مرجعا الأمر إلى إيمان الشركات بأن المشاركة الجميلة في السلعة يقترن فكرياً بجودة وجمال المنتج.

وأوضح العبيدي أن مشاهير العالم تتهافت عليهم شركات الدواء العالمية نتيجة رؤية ثاقبة لجماهيرية هذا النجم والأمور المادية التي تعود بالريح الوفير جراء تسويق حسناء أو لاعب كرة قدم من خلال المنتج الطبي، مضيفاً «أعتقد أن قرار الغرفة التجارية الذي تم توجيهه لوزارة الصحة هو عين الصواب والسبب يكمن في ضرورة احترام مكانة المرأة في السعودية».

من جانبه أكد الدكتور عبد المجيد خان مستشار وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط»، تأييده لتلك الضوابط الشرعية التي تطالب فيها الهيئة باعتبار أن لكل مجتمعٍ خصوصيته، مضيفاً «ونرى بعض الشركات العالمية في بعض المجتمعات تقوم بتغيير خلفيتها الدوائية بناءً على طلبات المجتمع، فالأمر في هذا الصدد لا يقع على عاتق وزارة الصحة، بل على الوكلاء الذين يقومون باستيراد الدواء وتقوم عملية الشراء عن طريقه».

ودعا الدكتور خان الى ضرورة مراعاة الشركات خصوصية المجتمعات الإسلامية المنضبطة بالقواعد الشرعية، وقال «هناك عملية جهل ويترتب علينا مناصحتهم، أما وزارة الصحة فيقتصر دورها على إعطاء التصاريح على المواد الموجودة في الدواء، والمادة العلمية، والمواد الأخرى المضافة مع الدواء، بناءً على تحاليل تقوم بها وزارة الصحة».

وأبان مستشار وكيل وزارة الصحة أنه ربما يكون هناك دور للهيئة السعودية للغذاء والدواء، وهي واحدة من الهيئات المسؤولة عن الاستثمارات الخاصة للشركات الدوائية المهتمة بالغذاء والأدوية التي تؤثر في البيئة الخاصة بالإنسان.