«لنبلغ آية».. مشروع 6 سعوديات لإرسال الكتب «الدعوية» إلى اليمن وبلدان أفريقيا

بدأت قبل شهر.. بالتعاون مع 5 جهات خيرية في الرياض

فكرة تدوير الكتب المستعملة تلقى رواجا بين الناشطين بالأعمال الخيرية («الشرق الأسط»)
TT

أطلقت 6 فتيات سعوديات من الرياض حملة تطوعية دعوية تحمل اسم «لنبلغ آية»، تهدف الى جمع المصاحف وكتب التوحيد والعقيدة الإسلامية، ومن ثم إرسالها إلى اليمن وبعض بلدان أفريقيا ومجموعة من الدول الإسلامية، وقد دُشنت الحملة قبل شهر من الآن، بالتعاون مع خمس جهات خيرية، بعد أن تبنت نشرها والتعريف بها مجموعة من المواقع الالكترونية.

وتصف أسماء البشري، المسؤولة على تنظيم الحملة، لـ«الشرق الأوسط»، الفكرة بأنها جاءت لنشر كتب الدعوة والعقيدة خارج البلاد، وأضافت قائلة «لم أكن أعلم عن جهات بإمكانها أن تقوم بعمل كهذا، حتى وجدت إعلاناً في أحد المواقع عن طريق أحد المندوبين الذين تعاملت معهم لنرسل مجموعة كتب إلى اليمن، فوجدت تجاوباً كبيراً منهم، بعدها جاءت فكرة التعاون مع مركز العناية بالصحف المستعملة بالخرج لتتجمع جهودنا، ومن هنا بدأنا».

وحول الجهات التي تم التنسيق معها، أوضحت البشري أن البداية كانت بالبحث عن منافذ يسهل الوصول إليها في منطقة الرياض، فكانت المفاجأة بصعوبة إيجاد تلك المنافذ، حسب قولها، وأرجعت ذلك لعدم تعاون جهات كانوا يتوقعون تجاوبهم مع الحملة، حتى تمكنوا من الاتصال والتنسيق لاحقاً مع: جميع فروع مؤسسة مكة المكرمة الخيرية، إدارة المساجد والمشاريع الخيرية فرع العريجاء، المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بحي النظيم، ومسجد لطيفة بحي الخليج في الرياض.

وفي ما يتعلق بالمواقع التي سترسل لها الكتب التي تم جمعها، قالت مسؤولة الحملة «الوجهة الأولى هي اليمن، كذلك بعض البلدان الأفريقية التي تتحدث العربية». لكنها تحفظت عن ذكر الأسباب التي دعتهم لاختيار هذه الوجهات تحديداً دون غيرها، وامتنعت أيضاً عن ذكر أبرز موضوعات الكتب الدينية التي تم جمعها.

وأرجع القائمون على الحملة حصر عدد الكتب التي تم جمعها إلى حين الانتهاء من الحملة، في حين وصفت البشري حجم إقبال المتطوعين على المشاركة في الحملة التي دشنها نادي الرياض التطوعي، بالقول «بدلاً من أن تصل الكتب بكراتين كانت تأتي سيارات كبيرة محملة لآخرها بالكتب، حتى ضاق المستودع بها، وهذا في منفذ واحد فقط، فكيف هو الحال في بقية المنافذ»؟! وأبدت البشري تعجبها من انتشار الحملة خارج حدود الوطن، حيث أفادت بأنها تلقت ردوداً من احدى الفتيات في المغرب وطلبات من ليبيا بأن تتسع الحملة لتشمل الموجودين خارج السعودية أيضاً. وأضافت قائلة:«هناك جهود تطوعية من مجموعة كبيرة من الفتيات لنشر الحملة عبر المواقع الالكترونية ورسائل الجوال النصية».

من جانبه، أوضح محمد مناور الحربي، المشرف على مركز العناية بالمصاحف المستعملة بالخرج، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، ان المركز قام فقط بتقديم الإذن للحملة، أما تفعيلها ونشرها فكان من قبل أصحاب الفكرة من الأعضاء القائمين على الحملة، إلا أنه تحفظ على الإجابة عن هدف المركز من تقديم الإذن وعدد المصاحف التي تم جمعها عن طريق الحملة، معللاً ذلك بضرورة الرجوع لمجلس الجمعية التي يقع المركز تحت مظلتها.

بينما قال أحد المندوبين المسؤولين عن جمع كتب الحملة، الذي فضل عدم ذكر اسمه مرجعاً ذلك لرغبته في احتساب الأجر ان مساهمته بالحملة جاءت بهدف الرغبة في «نشر الدعوة إلى الله في البلدان التي قد لا يتمكن أفرادها من الحصول على هذه الكتب»، وأشار إلى أنه لا توجد احصائية حتى الآن تبين حجم الكتب التي جمعتها الحملة، إلا أنه أردف بأن الكمية كبيرة جداً، وأضاف بأنه تم توزيعها عن طريق الجهات الرسمية.

الجدير ذكره أن هذه الحملة، تأتي ضمن مجموعة من حملات عالم التطوع الالكتروني، الذي أصبح يجذب الكثير من الشباب والفتيات في السعودية في الفترة الأخيرة، ويلقى رواجاً كبيراً لدى رواد شبكة الانترنت، سواء عبر المنتديات والمواقع الحوارية أو المدونات الالكترونية أو شبكة «الفيس بوك» التي تحرص فئة كبيرة من أفرادها على نشر ثقافة المزاوجة بين التطوع والعمل الدعوي.