مطالب بتمديد ساعات عمل المولات التجارية إلى ما بعد منتصف الليل

للاستفادة من حالة الرواج وموسم الصيف

أحد المراكز التجارية المكتظة في مدينة جدة («الشرق الأوسط»)
TT

على الرغم من ازدحام شوارع مدينة جدة حتى ساعات متأخرة من الليل بأهالي المدينة وزوارها ممن تستهويهم أجواء السهر فيها والاستمتاع ببرنامجها الصيفي المتجدد كل عام، إلا أن أصحاب المولات والمراكز التجارية، والبالغ عددها نحو 73 مركزا في مدينة جدة فقط، تكاد تنقطع الحركة عنها خاصة في ساعات الليل، حيث تواجه أوقاتاً عصيبة، كما يقول مسؤوليها، بسبب اقتصار وقت السماح لهم بمزاولة نشاطهم التجاري حتى الساعة الـ 11 مساءً وهو وقت مبكر لا يمكنهم من الاستفادة من حالة الرواج التجاري التي تعيشها المدينة نتيجة لتوافد الزوار والمصطافين عليها، الأمر الذي دفعهم إلى المطالبة بزيادة هذا الحد حتى منتصف الليل على الأقل، وبشكل رسمي.

مصطفى صبري، أمين عام غرفة التجارة والصناعة بجدة، وبحكم اطلاعه على الوضع التجاري والاقتصادي ومشاكل التجار والباعة في مدينة جدة، وصف مطالبة التجار وأصحاب المحال التجارية بتمديد ساعات عملهم في المساء إلى ما بعد الثانية عشرة بعد منتصف الليل بـ «العادلة والمنطقية نوعا ما».

وقال صبري: «طبيعة جدة برأيي تستدعي ذلك، لا سيما أن المدينة تشهد حركة تجارية كبرى نتيجة توافد الزوار والمعتمرين عليها في هذا الوقت من العام، والمحال التجارية والمولات الكثيرة في جدة قطعاً تعاني من الركود في الفترة الصباحية خلال عطلة الصيف نتيجة عوامل كثيرة منها ميل الناس للسهر، وحرارة الجو الشديدة، والرطوبة الخانقة، وما إلى ذلك، لهذا يلجأ معظم الزوار للبدء في الخروج للتنزه والتسوق بعد الخامسة عصراً، حين تنكسر حدة الشمس، ونظراً لتزامن هذا التوقيت مع صلاتي المغرب والعشاء، فيضيق الوقت ولا يبقى أمام المتسوقين إلا فترة ما بعد التاسعة مساءً ونظراً للحركة المرورية الخانقة في جدة فإن الوقت يضيق جدا أمام المتسوقين والباعة، ونرى أن فترة التمديد سيستفيد منها حتماً المتسوقون وأصحاب المحال التجارية».

وأضاف «أعتقد أنه لو تم التمديد حتى الواحدة بعد منتصف الليل للمراكز التجارية الكبرى فقط كونها أماكن تجمع، وليس للمحال الفردية، بسبب الظروف المناخية والحركة المرورية فإن هذا الأمر سيعزز موسم الصيف السياحي بجدة كثيراً».

وكانت مصادر في محافظة جدة أكدت بأن وزارة الداخلية هي التي تضع مواعيد محددة للعمل، والمحافظة في نهاية الأمر هي جهة تنفيذية تلتزم بالقرارات كما هي، مضيفة بأن هناك نوعا من التعاطف مع المولات بسبب الإقبال الكبير عليها من المواطنين والمصطافين وبالتالي فإن موعد إغلاقها قد يتأجل إلى الساعة الثانية عشرة.

قصي الفلالي مدير مكتب العمل بمحافظة جدة بدوره شدد على أن نظام العمل والعمال في السعودية يحدد ساعات العمل اليومية بـ 8 ساعات، أو 48 ساعة عمل أسبوعياً بالمجمل، وهناك وظائف لا تتحدد بزمن مثل الحلاقين على سبيل المثال فيمكن أن تكون ساعات عملهم اليومية 9 ساعات شريطة ألا تزيد على ذلك إلا بموجب نظام العمل الإضافي الذي يتقاضى عليه العامل أجراً زائداً على راتبه الشهري. مضيفا أن الوزارة تحرص عادة على ألا يتم تشغيل أي عامل لأكثر من هذه الساعات من دون تعويض أو أجر لعمله الإضافي.

وتابع «أما بالنسبة لتمديد ساعات العمل في المحال التجارية بسبب ضغط موسم الصيف والسياحة في جدة، فهو أمر يختص بأكثر من جهة مثل الشرطة، والإمارة، ووزارة التجارة، والبلديات».

وأضاف «ما يهمنا هو ألا يضغط أصحاب المحال التجارية على موظفيهم مدفوعين بالمكاسب التي يسببها الضغط والإقبال الكبيرين على المولات والمحال التجارية، وحالة الرواج التي تحصل في فترة الصيف والسيولة المصاحبة لها، ولذلك فإن لدينا مفتشين يقومون بجولات دائمة على المحال يسألون العمال عن تقاضيهم بدلاً لعملهم الإضافي، إلى جانب اطلاعهم على مسيرات الرواتب، وكذلك نتلقى الشكاوى من قبل العمال حتى وإن لم تكن عن طريق قناة رسمية نتأكد منها لنكون على ثقة من عدم استغلال أي عامل».

من جانبه، قال أنس الصيرفي، صاحب مركز الصيرفي ميجا مول بأن أصحاب المراكز التجارية يؤيدون دون شك مطلب تمديد ساعات العمل في المولات التجارية إلى ما بعد الواحدة صباحاً، وهو ليس مطلب التجار فقط لكنه مطلب رواد هذه المراكز سواءً كانوا من المصطافين من خارج جدة أو من أهلها معتبراً أن المراكز التجارية تمثل المتنفس الوحيد لأهالي المدينة نظراً لطبيعة المناخ فيها والتي تحد من الأماكن التي يمكن أن تقصدها العائلة.

وأضاف «حالياً هناك تجاوز عن حد الساعة الحادية عشرة، ويسمح لنا بفتح المراكز حتى الواحدة خاصة المراكز الترفيهية داخل المولات، وصالات الطعام والمطاعم، أما بالنسبة للمحال التجارية فأعتقد أنهم يلتزمون بالتوقيت طواعية، والخوف الذي يخشاه كل العاملين في القطاع هو الأنباء عن موافقة مجلس الشورى وتأييده لإغلاق المراكز التجارية في أوقات مبكرة كالساعة التاسعة والعاشرة بحد أعلى، أعتقد أن هذا القرار سيؤثر كثيراً في أداء المولات التجارية وفي حركة التجارة فيها ولن يكون في الصالح العام».

مطالبة التجار هذه المرة يدعمها رواد المولات التجارية كثيرة، لافتين إلى أن زحمة المرور وضيق ساعات النهار وظروف أخرى تحول بينهم وبين التسوق بعيد صلاة العشاء أي التاسعة مساء وبالتالي فإن ساعتين فقط للتسوق أمر غير كافٍ كما تقول تهاني عواد، التي لا تجد غضاضة في اصطحاب أطفالها إلى المول والبقاء فيه إلى ما بعد منتصف الليل ليستمتع أبناؤها الصغار باللعب في المركز الترفيهي الملحق بالمول، فلا أحد ملزما بالذهاب إلى السرير مبكراً في إجازة الصيف، خاصة في جدة التي تصر تهاني على أن تصفها بـ «جدة غير».