جامعيون سعوديون يقتحمون الإنتاج السينمائي بفيلم «ثري ديز» البدوي

قالوا إن تجربتهم الأولى خليط من الأكشن والكوميديا للبحث عن سينما محافظة

لقطة من فيلم (ثري ديز) الذي انتجه طلاب جامعيون سعوديون («الشرق الأوسط»)
TT

ثلاثة أيام من المطاردة على نمط أفلام الأكشن الأميركية، تضمنها فيلم سعودي تم تصويره وسط بيئة صحراوية تعيد المسلسلات البدوية في قالب يمزج بين الواقعية والخيال والرمزية، أنتجه مجموعة من طلاب جامعة سعودية في الظهران ويحمل اسم (ثري ديز) يقولون انه يسعى لإرساء تجربة سينمائية محلية تعتمد على ثوابت المجتمع المحافظ.

في هذا الفيلم، الذي قدمه فريق من طلاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران، ينطلق بطل الفيلم «ذعار» لأداء الأمانة التي أوصاه بها والده قبل وفاته، وفي طريقه تتهمه إحدى القبائل بقتل أحد أفرادها وتحكم عليه بالقصاص. غير أنه يطلب من قاضي القبيلة أن يمهله ثلاثة أيام حتى يؤدي أمانته قبل تنفيذ الحكم، وفي طريقه لأداء الأمانة تواجهه العديد من المواقف التي يتغلب عليها لكنه ينجح في أداء أمانته ويعود ليفاجأ بظهور براءته وسقوط الحكم عنه. وقد جرى تصوير الفيلم في منطقة شاطئ نصف القمر شرق السعودية وسط إمكانات محدودة في معدات التصوير والمونتاج التي تم توفيرها بجهد تطوعي من فريق الفيلم، وبدعم من الجامعة، وافتقار القائمين على الفيلم إلى عوامل الخبرة، خصوصا وأن معظمهم يخوضون العمل السينمائي لأول مرة بينما اقتصرت مشاركة البقية على الأفلام القصيرة. وتبلغ مدة الفيلم ساعة واحدة ويغلب على مشاهده الطابع الدرامي مع مزيج من مشاهد الأكشن والكوميديا. يشار إلى أن فيلم «ثري ديز» يشكل باكورة الإنتاج لمجموعة من هواة السينما الذين يطمحون إلى صناعة ما اصطلحوا على تسميته بـ «السينما المحافظة». وشارك في تمثيله عدد من طلاب الجامعة. ويصف مخرج الفيلم محمد الوادعي والذي يستعد هذه الأيام للبدء في إنتاج أعمال جديدة على غرار تجربة (ثري ديز) هذه التجربة بأنها تأتي في إطار مشروع يهدف من خلاله إلى المساهمة مع رفاقه من فريق (ثري ديز) إلى صناعة سينما محلية وهادفة بمواصفات عالمية لتقدم البديل للأفلام الأجنبية التي يرى بأنها (لا تراعي خصوصية المجتمع السعودي وتركز في غالبيتها على مشاهد العنف والإثارة).

وأضاف، بأن المشهد الثقافي السعودي بحاجة إلى وجود صناعة سينمائية في ظل وجود شغف كبير من الناس على متابعة الإنتاج السينمائي العالمي. واستغرب الوادعي الإصرار (على الوقوف ضد وجود دور عرض سينمائية، ورفض المحاولات التي يقوم بها هواة الفن السابع من أجل صناعة هذا الفن محلياً). وناشد وزارة الثقافة والإعلام بالتحرك في سبيل إيجاد صناعة سينمائية، خصوصا مع ازدياد الوعي في أوساط المجتمع بأهمية هذا الفن ودوره الفعال في التأثير على المشاهد.

وحول العوائق التي واجهت إنتاج (ثري ديز) قال المشرف على الفيلم عبد الرحمن بادحدح، (إن العوائق التي تواجه إنتاج أي عمل محلي هي عدم وجود صناعة سينمائية ابتداء من كتابة السيناريو حيث تفتقر النصوص إلى وجود سيناريست محترف يجيد صياغة الأفكار إلى لحظة العرض حيث لا توجد دور عرض لتقديم هذه الأعمال). وأضاف أن من بين العوائق كذلك (عدم وجود خبرات في هذا المجال تدعم جهود المبتدئين وهواة السينما). واعتبر (أن المشكلة الأهم التي تشكل هاجسا لأي منتج هو وجود داعم يتبنى هذه الأعمال ويتكفل بمصاريف الإنتاج)، وخلص بادحدح إلى أن مرحلة الترويج للفيلم بعد إنتاجه تشكل عبئا كبيرا على فريق العمل في ظل عدم وجود دور سينمائية والتقليل من شأن هذه الأعمال مقارنة بالإنتاج العالمي في هذا المجال. مشيراً إلى أن معظم هواة السينما السعوديين هم من غير المتفرغين لهذا المجال ولديهم ارتباطات أخرى سواء في مجال العمل أو الدراسة مما يجعل معظم الأعمال المحلية تخرج بصورة باهتة وغير مكتملة.

من جانبه قال بطل الفيلم محمد عسيري بأن ردة الفعل كانت إيجابية ومشجعة ولاقت استحسانا كبيرا ممن أتيح لهم فرصة مشاهدة الفيلم وأنها جاءت على غير المتوقع. وأفاد بأن العمل عرض في الظهران والدمام ومكة المكرمة والمدينة المنورة وأبها وجدة في عدد من المهرجانات الكشفية والثقافية وفي كل مرة يعرض فيها كان الجمهور يبدي انبهاره بفكرة العمل والصورة التي خرج بها مقارنة بالإمكانات والخبرات التي شاركت في أدائه، وقال تلقينا اسئلة عن عملنا المقبل، ويذكر عسيري بأن هناك عددا من الأعمال التي يتشوق هو وزملاؤه إلى تقديمها وأن الأمر يتوقف على وجود داعم يساهم في إظهار هذه التجارب إلى النور.