المدن السعودية تستقبل «السيارات المبرقعة» وسط ارتفاع كومات الغبار

رياح البحر الأحمر وسيبيريا أبرز التيارات المؤثرة في المناخ

TT

شكلت الظروف المناخية المتقلبة في الأجواء السعودية تعكيراً لأحوال الطقس في المدن السياحية، مما أدى إلى انتشار ظاهرة السيارات «المبرقعة»، وهي عبارة عن أغطية لمقدمة أو كامل السيارة ويصل سعرها إلى 200 ريال سعودي، بغية حماية المركبة من غبار لا يرحم. وفي وقتٍ غطت أكوام الغبار كبريات المدن السعودية خاصةً الصيفية منها لتتلبد أجواء السعودية، بموجة رياح قادمة من البحر الأحمر وسيبيريا، في ظل تقلبات مناخية، عمت البلاد ظاهرة احتباس غبار ضمن سلسلة أحوال مناخية متقلبة بدأت منذ ثلاثة أعوام، شابت منها ليالي صيفية، وعكرت أمزجة السائحين.

ويوضح الدكتور محمد قاري رئيس الجهاز السياحي في الطائف أن لترسبات الغبار الحادثة إسقاطات على عملية نمو الأشجار وانتشارها واتساع رقعتها، فهو يعيق تنفسها خاصةً في الأماكن الجغرافية المعروفة بكثافة غاباتها.

ويضيف قاري كما أن للغبار تأثيرات مباشرة في سيكولوجية السائح فهي تغير من نمطيته وتجعله أقل إقبالاً على البرامج السياحية، نظراً لاقتران تفكيره بأن يومه الاعتيادي السياحي لن يبلغ مرامه، وسيتعين عليه المكوث في المنزل حتى لا يصدم بالغبار.

وبين رئيس الجهاز السياحي في الطائف أن أجواء المدن السعودية معتدلة، خاصةً مدن المصيف منها، معتبرا أن تعكر الأجواء بأكوام الغبار محصور في أوقات عابرة لا تمثل الجو العام السائد.

وقال قاري: ان غياب الأمطار، خلال العام الحالي، شكل تحدياً في ظل ازدياد طول النهار وارتفاع درجات الحرارة، التي تؤدي بالنتيجة إلى تيارات حمل شديدة، خاصةً في ظل وجود كثبان رملية متدفقة تؤثر في التربة وتؤدي إلى تفككها.

من جانبه، قال حسين القحطاني المتحدث الرسمي باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة لـ «الشرق الأوسط»: ان في مثل هذه الأيام عادة ما تصل رياح قادمة من الشمال ومن البحر الأحمر تؤثر سلبا في أجواء المملكة بإثارة الأتربة، مضيفاً: ففي المنطقة الجنوبية، وبالتحديد جيزان، هناك موسم اسمه موسم الغبرة، يتأثر برياح قادمة من البحر الأحمر، وهناك تيارات معينة تثير الأتربة بشكل دائم وتستمر لفترات طويلة، وتؤثر سلباً في المرتفعات الجبلية في عسير ولكنها بشكل أقل.

أما بالنسبة لما يحصل في الرياض أو في المنطقة الشرقية والشمال الشرقي في السعودية، يقول القحطاني: هذا ناتج عن ما يسمى رياح الشمال التي تأتي من العراق مما يؤثر في الأجواء لتصبح متربة، وكون هذا العام كانت الظروف الجوية من ناحية الأمطار ضعيفة، فالتربة غير متماسكة وضعيفة وسهلة في عملية نقلها مع الهواء، مشيراً إلى أن الرياح التي تأتي من الشمال من جهة العراق يصعب إيقافها، حتى وإن كانت تجربة الاحساء للمصدات الهوائية مجدية إلى حدٍ ما في تقليل الغبار لكنها لا تنهي الظواهر الجوية بالضرورة، حسب قوله.

وأضاف: ليس من شأن الأرصاد الجوية التقليل من الأتربة والغبار، بل عملها هو رصد وتحري الظواهر الجوية، فالتيارات المحمولة بالغبار القادمة من سيبيريا تؤثر في أجواء البلاد، ومن الصعب إيقافها ولكن المهم هو النجاح في التعامل معها.

ويفيد خالد مبارك، وهو صاحب أحد المحلات الخاصة بزينة السيارات، أن الأسابيع الماضية كانت بمثابة «ربيع» لأصحاب محلات الزينة كونها دفعت المواطنين إلى استخدام بعض المواد التي تحتوي على غبار وتحفظ لهم سياراتهم من الحصى والأتربة التي تؤثر عادة في طلاء السيارة.

ويقول: هناك عدة طرق لـ (التغبير) منها، القديمة التي تطلى بالشحم والصابون ومادة شفافة على الواجهة الأمامية، إضافة إلى الخلطة السرية التي منعتها وزارة التجارة وهي خليط من الرمل والمواد اللاصقة.