مؤشر سوق «الدواجن» في رمضان المقبل: 15 يوما أخضر.. و15 أحمر

عبد الله قاضي لـ «الشرق الأوسط»: ستصل الأسعار لمستويات معقولة

قرب دخول شهر رمضان المبارك يشعل حركة سوق الدواجن السعودي («الشرق الأوسط»)
TT

على طريقة تحركات مؤشر سوق الأسهم، جاءت توقعات خبراء سوق الدواجن السعودي بأن تشهد حركة أسعار وتداولات قطاعي الدجاج والبيض تذبذباً عالياً في شهر رمضان المبارك الذي تبقى على دخوله نحو ثلاثة أسابيع، بحيث يفتتح النصف الأول من الشهر بارتفاع ملحوظ، يلي ذلك هبوط في حجم التداول وانخفاض تدريجي في مستوى أسعار السوق خلال الـ15 يوماً الأخيرة من الشهر المبارك.

وأوضح عبد الله بن بكر قاضي، رئيس مجلس إدارة جمعية منتجي الدواجن وعضو مجلس إدارة البنك الزراعي السعودي، لـ«الشرق الأوسط»، أن استهلاك لحوم الدواجن غالباً ما يتزايد في الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك، وتابع قائلاً: «من المتوقع أن يصحب ذلك زيادة في الطلب بسبب زيادة حركة السوق»، لكنه أفاد بأنه في النصف الثاني من الشهر يتناقص طلب المستهلكين للدواجن بصفة عامة، مما يؤدي الى انخفاض أسعار الدجاج والبيض إلى مستويات معقولة.

وأكد قاضي على عودة واستعداد مزارع الدواجن لمباشرة إنتاجها وزيادة الطاقات الإنتاجية لمواجهة زيادة الطلب في رمضان، في حين أشار إلى أن منسوبي الجمعية التعاونية لمنتجي الدواجن التي يرأس مجلس إدارتها، أصبحوا يسيطرون على حوالي 90 في المائة من إجمالي الإنتاج المحلي في السوق السعودي، و100 في المائة من الإنتاج المحلي من بيض المائدة.

من جانبه، توقع الدكتور باسم الراوي، مستشار فني في شركة القصيم الزراعية، في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط»، أن يصحب شهر رمضان المقبل انخفاض في حجم الاستهلاك السعودي من الدجاج والبيض. إلا أن عبد الدافع، مسؤول في شركة حائل للتنمية الزراعية «هادكو»، يختلف معه في الرأي، حيث أفاد بأنه لوحظ ان هناك زيادة في معدلات استهلاك السعوديين في شهر رمضان تُسجل سنة بعد أخرى. ووفقاً لمعلومات تحصلت عليها «الشرق الأوسط»، فإن استهلاك الفرد السعودي من الدواجن ما زال مرتفعاً مقارنة باستهلاك باقي الدول، حيث يحتل المرتبة الثالثة في العالم بمتوسط 37 كيلوغراما للفرد الواحد من لحم الدجاج خلال العام، وهو ما يتطلب زيادة معدلات الإنتاج لتغطية احتياج المستهلك بشكل مستمر.

في حين يعود قاضي ليؤكد أن الكميات المتوفرة في الأسواق قادرة على مواجهة حجم الطلب، وأوضح أن هذه الكميات تأتي من مصدرين: الأول الإنتاج المحلي الذي يمثل 65 في المائة (يزيد على 450 مليون كيلوغرام) من حاجة السوق، و35 في المائة الباقية يتم استيرادها من الخارج بتسهيلات جمركية ومن خلال مصادر مختلفة، بداية من أول العام.

وفي ذات السياق، يرى عاملون في سوق الدواجن السعودي أن حاجة المستهلك من الدجاج والبيض تتضاعف في شهر رمضان الذي يُعرف بأنه يشهد ارتفاعاً قياسياً في استهلاك المواد الغذائية، لكونها منتجات تعد من المواد الأولية الداخلة في تحضير غالبية الأطعمة والمأكولات، خاصة بيض المائدة، الذي يتوقع بعض البائعين في محلات التجزئة أن يعاود ارتفاعه بشكل ملحوظ خلال الأيام القليلة المقبلة، تزامناً مع ارتفاع حجم الطلب.

من الجدير ذكره، أن الإنتاج السعودي من بيض المائدة يبلغ أكثر من 3.2 مليار بيضة سنوياً، وهو ما يعادل 8.8 مليون كرتونة، في حين أن نسبة الفائض عن حاجة السوق تقدر بنحو 10 في المائة. ويعني ذلك تحقيق اكتفاء ذاتي محلي بنسبة 110 في المائة بحسب ما تفيد الإحصاءات الحديثة، علماً أن المزارع السعودية تغطي أكثر من 95 في المائة من حاجة السوق المحلي من بيض المائدة.