سعودي ينجح في علاج الحروق وإعادة الجلد إلى حالته الطبيعية

بلغت نسبة الشفاء 95% ويفتح بارقة أمل لذوي الحروق الشديدة

TT

سجل طبيب سعودي إنجازاً طبياً ولأول مرة باستخدام تقنية طبية جديدة في علاج الحروق وإعادة الجلد إلى حالته الطبيعية بنسبة 95 في المائة.

وطبق الدكتور ممدوح عبد العزيز عشي، الحاصل على الدكتوراه في التجميل والحروق والجراحات الدقيقة من جامعة توبنجي الألمانية وعضو الجمعية الألمانية والأوروبية لجراحي التجميل، التقنية الجديدة لأول مرة في السعودية على أكثر من 25 حالة تعاني من حروق شديدة في الجلد. وحقق العلاج نجاحات متواصلة وأملاً جديداً لمرضى الحروق الذين يعانون من حالات نفسية سيئة بسبب التشوهات التي تتركها الحروق.

وأبان الدكتور عشي أن الكبسولات تتكون من مادة الهيدروجل المجففة والمعقمة، ويتم وضعها عن طريق فتحات صغيرة تحت الجلد، مشيراً إلى أن استخدام الكبسولات ذاتية التمدد يعد أحدث تقنية طبية جديدة لعلاج الحروق، حيث ظهرت للمرة الأولى في المؤتمر السنوي التابع للجمعية الألمانية لجراحي التجميل، وتم خلال هذا المؤتمر عرض وشرح كل ما يتعلق بالاكتشاف الجديد الذي أحدث ثورة طبية في عالم علاج الحروق.

وتناول الدكتور عشي طريقة استخدام هذه الكبسولات، مبيناً أنها توضع تحت الجلد للمرضى المصابين بالحروق، وفي المناطق المجاورة حيث تقوم هذه الكبسولات بامتصاص السوائل من الجسم وتؤدي إلى التمدد، وانتفاخها يؤدي إلى وجود ضغط في الطبقة السفلى من الجلد، مما يؤدي ذلك إلى توليد ما يسمى انقسام الخلايا.

وأشار إلى أن انقسام الخلايا يؤدي إلى تمدد الجلد. وتصبح نسبة الجلد السليم أكثر من الجلد المحروق. وهنا يكون بالإمكان نقل الجلد السليم إلى المناطق المحروقة واستئصال المناطق المحروقة، ليعود الجلد المحروق إلى وضعه الطبيعي.

وأفاد أن السعودية تعد الدولة الثالثة في العالم التي استخدمت هذه الكبسولات، وأنه يمكن علاج أي درجة من درجات الحروق بهذه الكبسولات، مشيراً إلى أن درجة التحسن تصل إلى 95 في المائة بعد زراعة هذه الكبسولات.

وقال استشاري التجميل وعلاج الحروق «إن المرضى المصابين بالحروق بنسبة 100 في المائة يحتاجون إلى عملية زراعة الجلد، وهي عبارة عن استئصال جلد سليم من منطقة اليدين أوالرجلين أو فروة الرأس وزراعته في المختبرات بطريقة بيولوجية معينة مثل زراعة أي نبتة»، مبينا أن السنتيمتر الواحد ينتج ما يقدر بنحو متر مكعب، ومشدداً على أن زراعة الجلد تعد من العمليات المعقدة ولكنها تسجل نتائج جيدة.

وأفاد أن المملكة تعد من أولى الدول التي استخدمت هذه التقنية في العلاج بالكبسولات وسجلت نتائج جيدة حيث أجريت عملية لمريضة سعودية كانت تعاني حروقا شديدة في الساق أدت إلى صعوبة في الحركة وتقلصات في منطقة الركبة. وبعد زرع الكبسولات عادت السيدة السعودية إلى حياتها الطبيعية. كما تم استخدم هذه الكبسولات مع طفلة سعودية كانت تعاني من حروق شديدة جداً في منطقة الرأس أدت إلى فقد ما يقدر بنحو 80 في المائة من فروة الرأس والشعر. وتم وضع هذه الكبسولات في المناطق السليمة. وسجلت العملية بعد الزراعة نتائج متقدمة، إضافة إلى تطبيق العلاج على مريض سعودي كان يعاني من حروق شديدة في منطقة اليد أدت إلى التصاق الأصابع بصورة شبه كاملة.

وأنه بفضل من الله تم استخدام هذه الكبسولات، مما أدى إلى تحسن وضع المريض وانفصال الأصابع واستخدام الجلد السليم المتمدد لتغطية المناطق المحروقة.

وأكد الدكتور عشي أنه يمكن استخدام هذه الكبسولات أيضا في إزالة الندبات والتشوهات الخلقية مثل الشفة الأرنبية وانشقاق سقف الحلق، وكذلك في الإصابات الناتجة عن حوادث السيارات.