متسولون يتنافسون على شراء المواقع الحيوية في الشرقية في مزاد عقاري

القبض على 12156 متسولا في السعودية قبل أيام من شهر رمضان

يتصاعد عدد المتسولين في السعودية خلال أشهر معينة من العام وخاصة في شهر رمضان («الشرق الأوسط»)
TT

دخل متسولون في مزاد شبيه بالمزادات العقارية السعودية الكبرى، ويقوم المزاد بين المتسولين على شراء مواقع حيوية ورئيسية داخل المنطقة الشرقية، بهدف السيطرة عليها، والتفرد فيها، من دون أن يحق لجماعة أخرى الوجود في الموقع نفسه، حسبما ذكر لـ«الشرق الأوسط» مصدر في الشرطة.

ويرتفع نشاط المتسولين خلال الأيام المقبلة بصورة لافتة، تزامنا مع قرب شهر رمضان الكريم، حيث يتنافس المتسولون على اختيار المواقع ذات الكثافة السكانية والحيوية العالية، وهو ما دعا بعض جماعات التسول إلى أخذ الحيطة والحذر، من قيام جماعات أخرى قادمة من خارج المنطقة بالسيطرة عليها، الأمر الذي أدخلهم في تنافس لحجز المواقع، حيث بلغت قيمة بعض المواقع أكثر من 6 آلاف ريال.

وبحسب وزارة الشؤون الاجتماعية، فان أعداد المتسولين الذين تم القبض عليهم خلال العام الجاري، في أنحاء السعودية بلغت 1631 متسولا سعوديا، فيما بلغ عدد المتسولين الأجانب، نحو 10522 متسولا، فيما وصل المجموع إلى 12153 متسولا.

وقال الناطق الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية بالإنابة، العقيد عبد العزيز السليمان، لـ«الشرق الأوسط» أمس: ان هناك خطة متكاملة من قبل دوريات الأمن، في المنطقة بالانتشار والوجود في جميع التقاطعات المرورية والمجمعات التجارية والمساجد وجميع القطاعات الحيوية في المنطقة، للقبض على المتسولين، مضيفا أن هناك أوامر مستدامة، لملاحقة جميع المتسولين ذكورا وإناثا، والقبض عليهم، وتسليمهم إلى الجهات المختصة.

وتختلف المدن السعودية من واحدة لأخرى، من حيث أعداد المتسولين فيها، وتأتي الأرقام متغيرة مع كل عام جديد، بسبب هروب المتسولين من أعين الجهات المسؤولة للقبض عليهم، بعد كشفهم وتسليط الأضواء عليهم في أماكن محددة، وحصرهم فيها، من قبل إدارة مكافحة التسول، والجهات الأمنية، التي يضطرون بعدها للاتجاه إلى مناطق أكثر بُعداً عن أعين الجهات المسؤولة، وتشتهر المدن السعودية منها، المدينة المنورة، الطائف، محافظة الأحساء، مكة المكرمة، القصيم، جدة، الرياض، الدمام وأبها، بزيادة في أعداد المتسولين، خصوصا في شهر رمضان، الذي يعتبر موسما سنويا. وعن أبرز هذه المواقع، التي يسعى المتسولون إلى السيطرة عليها، هي التي تشهد تزايدا في الحركة المرورية، كذلك التي تنشط فيها الكثافة السكانية، يأتي في مقدمتها الإشارات المرورية. ففي المنطقة الشرقية، توجد مجموعة متسولة عند إشارات المرور، وبالتحديد عند تقاطع شارع الملك فهد مع شارع الأمير محمد بن فهد، وتقاطع شارع الملك سعود مع شارع الأمير نايف بن عبد العزيز، كذلك عند دوارات الكورنيش، إضافة إلى المجمعات التجارية الكبيرة، والمساجد والأسواق الشعبية.

وقد بلغ عدد المتسولين الذين تم القبض عليهم في المنطقة الشرقية خلال العام الجاري نحو 187 متسولا سعوديا، في حين بلغ عدد الأجانب 95 متسولا، وتشير الأرقام إلى أن غالبية المتسولين من النساء.

ويشترط المتسولون في اتفاق شبه معلن في ما بينهم، في حال قدوم جماعة من المتسولين إلى نفس الموقع الذي تم شراؤه، عليهم ترك المكان بإخلائه والذهاب لجهة أخرى، وقد تتعرض الجماعة للضرب في حال رفضهم ترك المكان.

وتشهد الحركة الشرائية للمواقع العامة بين جماعات المتسولين، ارتفاعا في الأسعار، خلال هذه الأيام، وهو أشبه بمزاد عقاري، مع حلول رمضان، على أن تكون الأحقية في السيطرة على الموقع لمن سبق أولا، حيث يحق للجماعة المسيطرة على المكان عرضه للبيع، وهو اتفاق شبه معلن بين المتسولين، والذي يلزم من خلاله الجميع. وكانت قد أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية، العام الماضي، أن أعداد المتسولين في السعودية تزداد بصورة مكثفة في رمضان، بنسبة تصل إلى نحو 55% مقارنة ببقية الأشهر الأخرى من السنة.