الشاعر والباحث العوامي يجمع شتات أبي البحر الخطي أبرز شعراء القطيف

ألقى محاضرة بعد بحث وتدقيق ومراجعة دامت 4 سنوات

TT

في محاضرة في نادي المنطقة الشرقية الأدبي، مساء امس، سعى الشاعر والمحقق عدنان العوامي في جمع شتات أبي البحر الخطي، الشاعر الذي تناثرت أعماله كما سيرته بين الشعر والحرب، والذي توفي سنة (1028هـ)، فعكف العوامي على مشروع تحقيق سيرة وشعر الخطي طيلة اربع سنوات من الجهد والمثابرة، تمكن خلالها من فك وإجلاء جانب من الومضات الغامضة، واللمحات المبهمة من مسيرة الشاعر الخطي، كذلك كشف بعض الجوانب التاريخية والسياسية في الفترة الممتدة ما بين عصر ابن المقرب والشاعر أبي البحر الخطي، ساعيا إلى توفير مادة تاريخية وأدبية في آن معا، للمؤرخين والأدباء.

ويقول العوامي، ان هدفه في البحث والدراسة ليس فقط جمع مادة الكتاب هو الديوان، وإنما إثارة الأسئلة خلال الفترة التي عايشها الخطي عبرة فترة من الزمن، وما تحويها من صراعات سياسية، مسوقا بعض الأدلة من الكتب التاريخية، والأشعار، التي تحمل دلالات أن قائلها من القطيف، من خلال الأبيات التي وردت فيها إشارات عن المكان.

وكان العوامي قد ألقى محاضرته في نادي أدبي الشرقية بعنوان «كيف جمع الشاعر العوامي شتات أبي البحر الخطي»، أمام جمع من الأدباء والباحثين، فأثارت مجموعة من النقاشات والأسئلة، قد تؤدي الى ان يواصل باحثون آخرون لملمة شتات بعض الأدباء الذين درسوا في المنطقة.

ويقول العوامي:«ان الخطي قد يكون هو الأحسن حظا بين أدباء عصره، فقد ترجم له كثير من كتاب السير، ودرسه كثير من دارسي الأدب، قدماء ومعاصرين، ويتضح ذلك من قائمة المراجع التي عرضتها في الكتاب، مبينا أنه بقيت في حياته جوانب كثيرة، بحاجة للدراسة، منها المهمل، ومنها ما شابها الوهم، ومن ذلك حياة الفقر التي كان يعيشها، كذلك قصة فراره من القطيف، هربًا من دين عجز عن وفائه».

ويشير العوامي، إلى أن مخطوطات الديوان التي اطلع عليها وجمعها، تبين أن خروجه كان في جملة من أعيان القطيف وزعمائها لأمر لم يفصح عنه، مبينا أنه مع التنقيب والبحث وجد أن ذلك الخروج حدث على إثر ثورة قام بها بنو خالد ضد الأتراك، حيث تضامن معهم أهالي القطيف، وخلصوا الأحساء، ولكنهم عجزوا عن تخليص القطيف، مما جعل زعماءها يلجأون إلى البحرين، وفي البحرين رأينا الخطي مشاركًا، أيضًا، في حركات أفضت الى إجلاء البرتغاليين منها؛ فهو، إذن، من الأعيان، وسياسي ممارس، وليس فقيرًا هاربًا من الديون كما تصوره مترجموه.

ويضيف العوامي، ان الحقبة العيونية شهدت حركة أدبية لا تزال بحاجة إلى تنقيب، فقد وجدت إيماءات توحي بتوافد شعراء من خارج المنطقة، على الأمراء العيونيين، لامتداحهم، وأخذ جوائزهم، ومن هؤلاء الحسن بن علي الرحبي، الذي تردد على المنطقة، وربما أقام فيها، فمدح فيها الأمير العيوني الحسن بن عبد الله بن علي المعروف بالزير، وهجا بعض أهل المنطقة ومنهم بنو بشار من أهل أوال، مما يوحي بطول إقامته هنا.

ويضيف العوامي أنه كما في عصر ابن المقرب، وما احتوته تلك الفترة الزمنية من سياسة وأدب؛ أيضا هو عصر الخطي، الذي زخر أيضًا بنشاط فكري وثقافي بديع، رغم أن الخطي هو المشهور بين أعلامه، مبينا أنه أثناء لملمته وجمعه شتات ذلك العصر، وجد أنه عصر خصب، بسبب ما نبت فيه من صلات ثقافية بين هذه المنطقة التي امتدت إلى الحجاز، لبنان، اليمن الهند وإيران، ويزعم العوامي، أن عصر الخطي، هو شبيه بعصر ابن المقرب، حيث قام مقام البرزخ الذي حفظ لنا رونق الإبداع الشعري من ذروة ازدهاره في العصر العباسي حتى النهضة المعاصرة، فقد شمخت فيه قامات من مثل الخطي، والصادقي، وقاضي القضاة عبد الرؤوف الحسيني الجدحفصي، وأحمد بن عبد الصمد، صاحب هذا النص الحماسي.