مطالب بإقصاء المزارع عن نطاق الأحياء السكنية في محافظة الأسياح

الزراعة: تجاوزات الشركة واضحة للعيان > البلدية: كشفنا تجاوزات بيئية خطيرة > شركة الدواجن ترفض الإجابة

جانب من النفايات المهملة التي تهدد بكارثة بيئية في محافظة الأسياح بمنطقة القصيم «الشرق الأوسط»
TT

اعترف فرع وزارة الزراعة في منطقة القصيم، بوجود مشكلة بيئية تؤرق أهالي محافظة الأسياح، بسبب مشاريع دواجن تقع في محيط النطاق العمراني للمحافظة، باتت تداعياتها آخذة في الازدياد، ومهددة لصحة الأهالي في المستقبل القريب. وبين علي الحربي مدير عام فرع وزارة الزراعه بمحافظة الاسياح أن تجاوزات الشركة موجودة وواضحة للعيان حيث تصدر روائح توثر على المخططات السكانيه ولا تبعد سوى 2.5 كلم من التجمعات السكانية، إضافة إلى بركه مكشوفه تضرر منها المواطنين، مفيداً في ذات الوقت أنه لا يوجد أي تجاوب من قبل مسئولي الشركة حول مطالبات فرع وزارة الزراعة،التي من بينها تسأولات طبيب الفرع حول صلاحية مسلخ الدواجن، حيث أكد أن عمره الافتراضي قد انتهى.

مقابل ذلك، أكد المهندس مرزوق المسهي رئيس بلدية الأسياح المكلف، لـ«الشرق الاوسط» أن المسؤولية تقع على عاتق فرع مديرية الزراعة بالأسياح، حيث أن ذلك من صلب مسؤولياتهم، مشيراً إلى أن البلدية كشفت من خلال جولاتها الدورية تجاوزات بيئية خطيرة تقوم بها شركة الدواجن، دون أن تتجاوب مع مطالبات البلدية. وطالب أهالي محافظة الأسياح بتشكيل لجان وفتح تحقيقات حول السماح لشركة دواجن تجديد رخصة العمل لها إلى 25 عاما مقبلة، في الوقت الذي يتذمر فيه المواطنون من وجود تلك المزارع وآثارها الخطيرة على الصحة العامة، حيث طالب الأهالي في أوقات سابقة بترحيل تلك المزارع إلى مناطق أخرى بعيدة عن النطاق السكاني.

وتزداد معاناة قاطني الأسياح، مع مشروعات الدواجن التي تحاصرهم على امتداد 18 كيلومتراً وعلى مسافة بضعة كيلومترات من المخططات والتجمعات السكانية كل يوم، بل ان الأهالي فوجئوا بتجديد رخصة عمل الشركة على الرغم من حجم الكارثة البيئية الخطيرة التي تهدد صحة الانسان والحيوان، حيث تعج المنطقة بتلال من النفايات تقوم شركة الدواجن برميها عشوائياً، حيث تنبعث منها أبخرة سامة ومواد احتار الكثيرون في معرفة ماهيتها مما يساعد على انتشار الأوبئة والأمراض فضلا عن تجمع الحشرات.

ودعا الاهالي إلى إيجاد حلول سريعة وعاجلة لتجاوز تلك الشركة حدود الحماية البيئية، مما ينذر بمشاكل بيئية وصحية خطيرة، موجهين إلى الجهات المعنية كامل أسفهم تجاه الأضرار الناتجة وما كان يعانيه أهالي المحافظة من بقائها إلى جوارهم.

وقال عليان بن حلسان أحد المتضررين من تلك التجاوزات لـ «الشرق الأوسط»، ان بلدة خصيبة بالمحافظة تعتبر المتضرر الاكبر بسبب مجاورتها للموقع، بالإضافة إلى مركزي التنومة والبرود، حيث لا تتجاوز المسافة بينها وبين المشروع أكثر من 2 كيلومتر.

وأوضح فالح بن سعد الريس، وهو أحد سكان المنطقة، أن الشركة تعمل حاليا على اغلاق مسافة 18 كيلومتراً من المحافظة وتسويرها لصالح موقع الشركة، على امتداد محافظة الأسياح شرقا، مشيراً إلى أن معدل الإصابة بأمراض الربو بين السكان قد تضاعف أخيراً بسبب الروائح المنبعثة من المشروع، ولجوء الشركة إلى ضخ المياه الناتجة عن مخلفات مسالخ الدجاج إلى برك ترابية مكشوفة.

وذكر علي بن عويض من أهالي محافظة الأسياح، أنه منذ سنتين قامت الشركة بغرس نحو 40 ألف نخلة في الموقع، بحجة سقياها من مياه المسالخ المعالجة، بينما أن الواقع يقول ان الشركة لجأت إلى حفر 10 آبار عميقة 1600متر، وذلك لسقيا النخيل، بينما تضخ مستنقعات الدجاج إلى برك مكشوفة مؤذية.

واعتبر الأهالي غرس النخيل الذي تهدف الشركة من خلاله الى التملك مخالفا لالتزاماتها الأساسية والمتمثلة في زراعة الأعلاف والإنتاج الحيواني لخدمة المنطقة وتوفيرها للمواطنين وهي المنتجات الرئيسية التي بموجبها أعطيت التراخيص المعطلة داخل هذه الشركة منذ أكثر من عشر سنوات، حيث لم يبالوا بالتعميم الوزاري الذي حدد المسافة بين مشاريع الدواجن والمخططات أو التجمعات السكانية بين 10- 20 كيلومتراً  واكد احمد الشملان، أن معاناة سكان مدينته الأسياح ليست وليدة اللحظة فمنذ 25 عاماً وهم يطالبون بإيقاف شركة الدواجن عن ممارسة أعمالها ونشاطاتها الضارة، لأن ذلك يندرج تحت الاستخفاف بالإنسان إلى درجة لا توصف، حيث تمت مخاطبة جميع الجهات، الا انه بلا فائدة، فهذه المنطقة قبل أن تتحول إلى مرمى للنفايات كانت متنفسا لنا والسكان يعانون منذ سنوات من التلوث البيئي الخطير.

وبين عدد من أهالي الأسياح، أنه سبق وان تقدموا بشكاوى عدة إلى رئيس بلدية محافظة الأسياح ومدير فرع الزراعة يناشدونهما فيها بالتدخل السريع لمنع كارثة بيئية وتجاوزات شركة الدواجن بالمحافظة، الا انه لم يتغير شيء ولم يكترث أي أحد بالأمر وبينوا انه في حال استمر تعنت الشركة وعدم تدخل الجهات المانحة للتراخيص فإنهم سيلجأون إلى مقاضاة الشركة، خصوصاً ان هذه المشاريع وعلى حد تعبيرهم لم تقدم لمحافظة الأسياح أي شيء غير الأذى المتمثل في اغلاق الطرق ومحاصرتهم بالروائح الكريهة وتلوث البيئة واستنزاف مخزون المياه عن طريق حفر عدد من الآبار تسقي بها النخيل الذي يعد مخالفا لأهداف الشركة الرئيسية ويهدف الى الاستيلاء على المنافذ والمراعي.

يذكر أن «الشرق الأوسط» اتصلت بمدير شركة الدواجن بالقصيم، إلا أنه رفض الاجابة على الاستفسارات وقام باغلاق هاتفه المحمول.