«التربية والتعليم» تقصر قبول كليات المعلمين على الوظائف المتاحة سنويا

نائب الوزير لـ«الشرق الأوسط»: التطبيق خلال عامين.. وملتزمون بتوظيف الخريجين

تجمع عدد من خريجي كليات المعلمين في وقت سابق أمام مقر وزارة التربية والتعليم في الرياض (تصوير: أحمد يُسري)
TT

كشف مسؤول سعودي بارز في حقل التعليم لـ «الشرق الأوسط»، عن توجه وزارة التربية والتعليم في بلاده، لقصر قبول المقبولين في الكليات التابعة للوزارة، بأعداد الوظائف المتاحة لكادرها التعليمي، والذي تتولى إصداره سنوياً، وزارة الخدمة المدنية.

وذكر الدكتور سعيد المليص نائب وزير التربية والتعليم السعودي، ان ذاك التوجه، سيبدأ تطبيقه خلال عامين، مفيدا أن وزارته استنبطته، عقب مطالبات عدة، تقدم بها آلاف من خريجي كُليات المُعلمين خلال الأيام الماضية، محتجين على عدم توظيفهم.

وبين المليص أن هؤلاء الخريجين يُشكلون هاجساً لوزارة التربية والتعليم، فيما توظيفهم مناط بوزارة أخرى. وأكد أن الإشكالية في تعيين خريجي كُليات المُعلمين، ترتكز على أن احتياج وزارة التربية والتعليم، أقل من أعداد الخريجين الذين تمتلئ بهم كليات المعلمين سنوياً. في حين أشار المليص إلى أن أعداد الخريجين ذاتهم، انخفض بشكل تدريجي منذُ أربع سنوات مضت، في خطوةٍ من الوزارة، لتخفيف الضغط عليها، من حيث توظيفهم الذي لم يتواءم مع أعداد الوظائف المُتاحة من قبل وزارة الخدمة المدنية.

وقال الدكتور سعيد المليص، ان الوزارة «تعودت أن تتولى شؤون توظيف خريجي كُليات المعلمين خلال الأعوام الماضية، إلا أن الأوضاع اختلفت خلال العام الجاري، والذي تحول توظيف الخريجين أنفسهم من ملاك وزارة التربية والتعليم، إلى وزارة الخدمة المدنية، وهي التي وفرت وظائف لا تتجاوز في عددها الـ 8 آلاف وظيفة، في حين تتجاوز أعداد الخريجين ذاك العدد بكثير. لكن المليص تعهد خلال تصريحاته لـ «الشرق الأوسط» بالتزام وزارته، بتوظيف خريجي هذا العام، إلا أنه لم يُحدد موعداً لتنفيذ تلك الوعود، والتي أكدها خلال لقاءات جمعته بالخريجين الذين تجمعوا أمام الوزارة وفروعها في عدد من المناطق في أوقاتٍ سابقة.

ولم يُخف في الوقت نفسه تعاطف وزارته مع خريجي كُليات المعلمين، وإحساسها بإحساسهم على حد تعبيره، إلا أنه أكد أن وزارة التربية والتعليم لن تقوم بتوظيف أناس لا توجد لهم وظائف في وزارته، مؤكداً في الحين ذاته، أن قضايا توظيف خريجي كليات المعلمين، تُعتبر وزارته شريكة فيها في مقابل وزارة الخدمة المدنية من حيث التفاضل في التعيين والتوظيف.

وتأتي تصريحات نائب الوزير، عقب تكرار تجمهر خريجي كُليات المُعلمين في العاصمة الرياض أكثر من مرة، وهو ما دعا الى تدخل الجهات الأمنية عدة مرات لتفريق المُتجمهرين الذين تعرض البعض منهم لحالات إغماء جراء ضربات الشمس أثناء توقفهم أمام الوزارة أثناء فترات الظهيرة. في حين تكرر الموقف ذاته الأسبوع ما قبل الماضي في المصيف السعودي الأكثر إقبالاً، الطائف (غرب البلاد)، إلى أن استقر الحال بالتجمهر ذاته من خريجي ذات الكُليات في منطقة عسير، في خطوة من الخريجين، اقتفوا فيها أثر نائب وزير التربية والتعليم الدكتور سعيد المليص، أثناء زيارة له للطائف، وتلتها زيارة أخرى لمنطقة عسير (جنوب البلاد)، الأسبوع الماضي، ليعود ذات التجمهر في العاصمة، بعد عودته من رحلة عملية شملت عدة مناطق، وهي المنطقة التي انطلقت منها فكرة تجمهر الخريجين على مدى الأعوام السابقة.

وكانت وزارة التربية والتعليم، قد أرجعت مطلع الشهر الجاري، قرارات تعيين المعلمين الجدد، لوزارة الخدمة المدنية، عقب تجمع مئات من خريجي كليات المعلمين أمام وزارة التربية والتعليم وسط العاصمة الرياض.

وقالت في ذاك الوقت، ان الوزارة رفعت في وقتٍ سابق احتياجها لتعيين أعداد من المعلمين، وهي الجهة المخولة في التعيين في أي موقع في البلاد، مشيرةً في الوقت نفسه إلى وضوح آلية نقل المعلمين عقب تعيينهم من وزارة الخدمة، وهي ضرورة إمضاء المُعلم لفترة سنة دراسية كاملة، ليُجيز النظام بعد ذلك نقل المعلم إن أمكن للمنطقة التعليمية الراغب في النقل إليها.

وكان تجمهر مئات من خريجي كليات المعلمين، أمام مقر وزارة التربية والتعليم في العاصمة الرياض، احتجاجاً على تعيين مُعلمين تخرجوا بعدهم بسنوات، قد استدعى خروج الناطق بلسان وزارة التربية والتعليم الرسمي، والذي أشار إلى استشعار وزارته الحرص الكبير الذي أظهره خريجو البكالوريوس من الراغبين في الالتحاق بالوظائف التعليمية، واتجاههم لوزارة التربية والتعليم لتحقيق أملهم بالانضمام إلى العمل التربوي والتعليمي، ومطالبتهم هذه الوزارة بإنجاز مطالبهم، مشيراً في الحين ذاته إلى إعلان وزارة التربية والتعليم عن الاحتياج وفق المتاح لها من الشواغر، سواءً من خلال استحداث وظائف جديدة، أو اعتبار الوظائف المعين عليها متعاقدون شاغرة وفق توجيه المقام السامي بذلك، في حال وجود مواطن تنطبق عليه مسوغات التعيين.

وقال الناطق بلسان وزارة التربية والتعليم، ان الوزارة أوضحت في بيانات سابقة وفي بيانات مماثلة لجهات أخرى، أنه تم وبالتنسيق مع الجهات المعنية الأخرى في الدولة، تُحدد مسوغات التعيين على الوظائف التعليمية، والتي نصت على أن شغل احتياج الوزارة من الوظائف التعليمية في المرحلة الابتدائية من المعلمين، يتم استيفاؤه من خريجي كليات المعلمين، فيما يتم شغل احتياج الوزارة في المرحلة المتوسطة والثانوية من خريجي الجامعات، مشيراً إلى أن الوزارة تُراعي في إعلان الاحتياج ما هو شاغر من الوظائف، ولا يتسنى لها إعلان احتياج يفوق ما تم إقراره من وظائف تعليمية وفق إعلان وزارة الخدمة المدنية.