السعودية: 540 دقيقة للتواصل الهاتفي بين معتقلي غوانتانامو وعائلاتهم

في إطار الدور الإنساني لـ«الهلال الأحمر».. والقائمة تشمل معتقلين من اليمن والأردن

TT

مع قرب دخول شهر رمضان المبارك، تحركت جمعية الهلال الأحمر السعودي (الذراع الإنساني) للحكومة، لتأمين الاتصالات الهاتفية بين عدد من المعتقلين السعوديين والعرب في غوانتانامو، وعائلاتهم، وذلك في إطار جولة ثالثة، كانت قد سبقتها جولتان أخريان من الاتصالات المباشرة، أجريتا خلال الأشهر القليلة الماضية.

وتأتي تلك الاتصالات المباشرة بين المعتقلين في غوانتانامو وعائلاتهم، كإحدى نتائج المباحثات التي أجراها الأمير فيصل بن عبد الله رئيس الهلال الأحمر السعودي، ومسؤولي اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي احتضنتها العاصمة جنيف أخيراً.

وأبلغ «الشرق الأوسط» الدكتور موفق البيوك مدير عام الخدمات الطبية الطارئة والعلاقات الدولية في الهلال الأحمر، أن جولة الاتصالات المباشرة التي تجري حاليا من مقر الجمعية الرئيسي في العاصمة الرياض، ستمتد حتى 27 أغسطس (آب) الجاري، وهي التي كانت قد بدأت في اليوم 17 من الشهر نفسه.

وتشمل قائمة المعتقلين الذين بدأ ترتيب الاتصالات الهاتفية مع عائلاتهم، 9 معتقلين من الجنسيات السعودية واليمنية والأردنية.

وذكر البيوك، أن المعتقلين من الجنسيات العربية «تم الترتيب لاتصالاتهم بذويهم، على أساس وجود عائلاتهم على الأراضي السعودية».

ولم يتبق في معتقل غوانتانامو، سوى 13 معتقلا سعوديا، وذلك بعد أن تمكنت الرياض من استعادة 90 في المائة من معتقليها هناك.

وتمنح كل عائلة من العائلات التي تم الترتيب لاتصالاتها بأبنائها المعتقلين في غوانتانامو، 60 دقيقة، فيما يبلغ مجموع ما تم تأمينه من الساعات في جولة الاتصالات المباشرة الحالية 9 ساعات (540 دقيقة).

وبهذا تكون السعودية قد نجحت في كسر كافة القيود التي حالت دون التواصل المباشر بين مواطنيها المحتجزين في المعتقلات الأميركية، وعائلاتهم، حيث استطاعت أن تدفع باتجاه إقناع السلطات الأميركية، وللمرة الثالثة، بفتح خط اتصال هاتفي بين تلك العائلات «القلقة»، وأبنائها المعتقلين.

وشرح موفق البيوك، طريقة الاتصالات التي يتم فتحها بين العائلات والمعتقلين، والتي قال انها تبدأ بعد تحقق الرغبة لدى المعتقل بتلقي الاتصال، ومن ثم يتم التعريف بالعائلة، على أساس الموعد الذي تم تحديده مسبقا بين الهلال الأحمر وسلطات المعتقل الأميركي.

وأوضح مدير عام الخدمات الطبية الطارئة والعلاقات الدولية في الهلال الأحمر السعودي، أن الأولوية في الاتصالات الهاتفية تمنح بحسب الوضع الإنساني المحيط بالمحتجز وذويه. وقال: «الاتصالات التي نفتحها مع السلطات الأميركية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، خاصة بنقل الأخبار الإنسانية فقط، سواء كانت إيجابية أو سلبية».

وتتحمل جمعية الهلال الأحمر السعودي، كافة النفقات الخاصة بإحضار عائلات المعتقلين إلى العاصمة الرياض، إضافة لنفقات التنقل والسكن.

وكان الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس الهلال الأحمر السعودي، قد قاد سلسلة اتصالات مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لتقوم الجمعية بممارسة دورها الدولي ضمن ما سمحت به الاتفاقيات الدولية في هذا الشأن، وحسب مواد القانون الدولي الإنساني بضرورة الاطمئنان على السجناء والمحتجزين في غوانتانامو. وذكر البيوك أن بلاده بدأت بمحاولاتها لتنفيذ هذا التواصل الإنساني بين المحتجز وعائلته هاتفيا، منذ مايو (أيار) العام الماضي. وقال: «قد نجحنا نحن واللجنة الدولية للصليب الأحمر في جعل ذلك حقيقة ممكنة كوسيلة إضافية للتواصل المعتاد من خلال الرسائل البريدية التي كان ينقلها الطرفان للمحتجزين واستغرق ذلك جهودا متواصلة لمدة 10 أشهر».

وأكد أن «جمعية الهلال الأحمر ستبذل قصارى جهدها لتواصل تحقيق الإنجازات الإنسانية انطلاقا من مكانتها ضمن مكونات الحركة الدولية للهلال والصليب الأحمر واحتراما لقيمنا الإنسانية والإسلامية كجمعية مهتمة بهذا المجال».