وزارة الصحة ترجع ارتفاع حالات الإيدز في جدة إلى تعدادها السكاني المتزايد

د. باداود لـ «الشرق الأوسط»: العيادة المتنقلة تهدف إلى توضيح الصورة المشوهة عن المرض

إحدى سيارات الكشف عن الإيدز المستخدمة في شوارع جدة («الشرق الأوسط»)
TT

أبلغ مسؤول في وزارة الصحة السعودية «الشرق الأوسط»، أن سبب احتلال مدينة جدة المركز الأول في عدد الإصابات بمرض الإيدز، يعود إلى التعداد السكاني الكبير بها، كذلك لاستقبالها العديد من الجنسيات، باعتبارها بوابة للحرمين.

وقال الدكتور سامي باداود، مدير الشؤون الصحية في منطقة مكة المكرمة: «إن جدة باعتبارها بوابة الحرمين، حيث يشكّل الوافدون نسبة كبيرة من شريحة المجتمع بها وهم الذين يشكلون أيضا النسبة الأعظم في عدد المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)».

وأوضح مدير الشؤون الصحية في منطقة مكة المكرمة، أن عيادة المشورة والفحص الطوعي للإيدز المتنقلة تعد أسلوبا توعويا، خاصة أن برامج التوعية تنتهج نهجا مرحليا، من خلال تقديم برامج التوعية في المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات، التي ما زالت مستمرة.

وبين الدكتور باداود أن العيادة المتنقلة تهدف إلى الدخول للمجتمع، وتوضيح الصورة المشوهة عن مرض الإيدز، خصوصا أن تلك العيادة ستسهم في كسر حاجز الخوف لدى الناس، مضيفاً «والتعامل مع مرض نقص المناعة المكتسبة مثل تعاملهم مع أي مرض آخر، الذي لا يقتصر انتقاله على العلاقات الجنسية المحرمة فقط»، لافتا إلى أن مركز المشورة والفحص الطوعي للإيدز استقبل خلال عشرة أيام أكثر من 400 عينة دم كانت نتائجها سليمة.

وأضاف «جاءت فكرة العيادة المتنقلة بعد إقبال المجتمع على حملات التوعية التي استهدفت بعض المراكز التجارية منذ شهرين، ما جعل المعنيين بالأمر يتخذون إجراء التحرك داخل الأحياء السكنية، وسيزيد عدد العيادات المتنقلة في ما بعد للوصول إلى المناطق المختلفة المحيطة بجدة ونشر وسائل التوعية بين سكانها».

وأفاد باداود أن تحرك العيادة يعتمد على مصدر علمي، مع إمكانية إجراء الفحوص المبدئية للتعرف على حجم المشكلة وتحديدها بصورة دقيقة، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام ستساعد على تقليص حجم تخوف الناس، من خلال نقل المعلومات الصحيحة عن المرض، وكيفية التعايش معه لسنوات طويلة، على خلاف ما يعتقده الكثيرون من حتمية وفاة المريض بعد فترة زمنية قصيرة من إصابته بالفيروس.

وذكر مدير الشؤون الصحية أنه من الممكن مرحليا إجراء مسح على المنازل والكشف عن الإصابات بالفيروس، غير أنه ينبغي أولا التحرك تدريجيا، لتفادي حدوث ردود أفعال سلبية تجاه هذه الخطوة الجريئة، مشيرا إلى أنه قد يتم استقطاب المتطوعين للقيام بحملات الفحص خلال الخطة المقبلة، في ظل وجود برامج كثيرة تلزم الفرد بضرورة الفحص الإجباري.

وأضاف «تمثل شريحة الشباب في السعودية ما نسبته 70 في المائة من أفراد المجتمع، الذين سيخضعون بشكل إجباري لفحوص الإيدز قبل الزواج، إلا أنه سيتم الوصول إلى الفحص الكامل تدريجيا».

من جانبه، أكد الدكتور غازي جمجوم، رئيس كرسي عبد الله وسعيد بن زقر لأبحاث ودراسات الإيدز، أن العلاجات الحديثة والمتوفرة حاليا أثبتت قدرتها على الحد من تكاثر الفيروس وإيقافه إلى درجة أن تصبح نتيجة الكشف عنه سلبية، غير أن ذلك لا يعد شفاء تاما.

وقال: «لم تجر حتى الآن أبحاث كافية عن إمكانية توقف علاج مرض الإيدز وعدم ظهور الفيروس مجددا، خاصة أن ذلك العلاج يستمر تلقيه مدى الحياة، غير أنه تم الوصول إلى مرحلة ممتازة تتمثل في إيقاف تكاثر الفيروس واختفائه من الدم»، مفيدا أن المريض الذي يصل إلى تلك المرحلة لا ينقل العدوى لغيره، ما يمكّنه من مواصلة حياته بشكل سليم مع أخذ بعض الاحتياطات المطلوبة.

وأضاف «كثير من المرضى كانوا أقرب إلى الوفاة، وبالعلاجات المستخدمة استعادت أجهزة المناعة لديهم مقدرتها إلى حد كبير»، مؤكدا على أن العلاج يحمي المصاب من الأمراض الجهازية المتسببة في المضاعفات والوفاة، شريطة أن يتلقاها بإشراف اختصاصيين متمرسين، إضافة إلى ضرورة توفر الأدوية اللازمة والفحوص المخبرية التي تتابع فعاليتها.

وكان الدكتور سامي باداود مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة، دشّن صباح أمس، خدمة مركز الفحص والمشورة المتنقل، الذي يعتمد في خطة سيره على جدولة أحياء مدينة جدة، حيث يستهدف أحياء الجنوب والشمال كاملة.

وستبدأ حركة العيادة في بداية شهر رمضان المبارك التي من الممكن أن تتوقف في مواقع معينة وفقا لاحتياجات سكانها.

يشار إلى أن محافظة جدة تسجل النسبة الأعلى لاكتشاف حالات مرض الإيدز بين مناطق السعودية، ووفقا لآخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة عام 2007، حيث بلغ عدد الحالات 172 حالة، يشكل السعوديون منها نسبة 48.2 في المائة منها، فيما يمثل غير السعوديين منها ما نسبته 58 في المائة.