رمضان العام الحالي:21 يوما ساخنا وعشرة متقلبة

الصيف والخريف يقتسمان ليالي الشهر الكريم

ينتظر الصائمون هذا العام يوما طويلا ودرجات حرارة مرتفعة وتغيرات جوية في الثلث الأخير من الشهر («الشرق الأوسط»)
TT

على غير الاعوام السابقة سيشهد رمضان هذا العام ارتفاعا في درجات الحرارة ستزيد على 40 درجة مئوية وفق مصادر فلكية، خصوصا في الثلثين الأولين منه، فيما سيشهد ثلثه الاخير اجواء متقلبة تتمثل في ظهور بعض السحب الركامية وزيادة في سرعة الرياح وظهور بعض العواصف والاتربة وهو ما ارجعته مصادر جوية الى انتهاء فصل الصيف في المنطقة ودخول فصل الخريف.

أوضح ذلك حسين ميرة نائب مدير إدارة التحاليل والتوقعات بالرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة السعودية الذي توقع ارتفاعا في درجات الحرارة خلال الايام الأولى من الشهر على ان تقل الارتفاعات تدريجيا مع مضي ايام الشهر الى يوم الواحد والعشرين منه، حيث يشهد هذا اليوم تعامد الشمس مع خط الاستواء وهو ما يعني دخول فصل الخريف، وتساوي الليل مع النهار.

وابان ميرة ان نهاية فترة الصيف في كل عام تشهد الكثير من التقلبات، والمتوقع حدوثها هذا العام، وتشمل هذه التقلبات زيادة في سرعة الرياح واثارة بعض العواصف والاتربة، مع زخات الضباب في ساعات الصباح الاولى، إضافة الى زيادة في نسبة الرطوبة في المناطق الساحلية، مع انتشار السحب الركامية في العديد من المناطق السعودية.

واشار نائب مدير إدارة التحاليل الى أن هذه التقلبات تبدأ في الظهور في شمال المملكة مع الاسبوع الثاني من شهر رمضان الكريم على ان تشمل كافة مناطق المملكة خلال العشرة ايام الاخيرة منه. الزيادة في درجات الحرارة خلال شهر الصيام اكدتها مصادر فلكية، وشددت على ان الزيادة في درجات الحرارة ستزداد خلال الاعوام المقبلة الى ان تبلغ اشدها في عام 2012، وهو ما اكده الدكتور خالد بن صالح الزعاق الخبير الفلكي، وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، الذي قال «ان ارتفاع درجات الحرارة في رمضان هذا العام سيزيد تدريجيا خلال شهر رمضان في الاحد عشر عاما المقبلة وسيكون رمضان عام 2012 هو الأشد حرارة لدورة رمضان الحالية وتبدأ شدة الحرارة بالانكسار عن شهر رمضان حتى عام 2018 لبداية قربه من فصل الربيع وفي عام 2019 يخلع شهر رمضان جلباب الصيف ويرتدي لباس الربيع المعتدل».

وحول ارتفاع درجة الحرارة في رمضان هذا العام قال الزعاق «بداية من هذه السنة ستبدأ دورة رمضان الصيفية بمعنى أن شهر رمضان يدخل في موسم الصيف الفعلي الحار، وستستقر الحرارة في النهار في مجال الأربعينات المئوية وسيستمر على هذه الحالة إلى مدة 11 سنة تقريبا، وفي هذه السنة سيدخل رمضان مضمار الصيف».

وارجع الزعاق السبب الى كون الشهور الهجرية تدور على فصول السنة الشمسية كل 33 سنة قمرية في حركة تقهقرية، إذ ان السنة الهجرية أقصر من السنة الميلادية التي تعتمد على دورة الأرض حول الشمس بـ 11 يوما تقريبا، وبناء على ذلك فإن الشهر الهجري يستقر في حيز الشهر الميلادي لمدة ثلاث سنوات تقريبا، فالسنة القمرية تتكون من 354 يوماً تقريبا، والسنة الميلادية 365 يوماً تقريبا، ما يؤدي أحيانا إلى أن يحتضن العام الميلادي ثلاث سنوات هجرية، كما حصل في هذه السنة الميلادية الحالية 2008م، فقد احتوت في جوفها ثلاث سنوات هجرية وهي سنة 1428هـ وسنة 1429هـ وسنة 1430هـ، فكل 32 سنة شمسية تساوي 33 سنة قمرية، لذلك فان هذا الوضع يتكرر ثلاث مرات كل 100 سنة.

وأضاف، ورمضان يطوف على فصول السنة الحارة والباردة والمعتدلة ويستقر في كل فصل إحدى عشرة سنة تقريبا، والمجموع 33 سنة قمرية، ثم تبدأ الدورة سيرتها الأولى وستنتهي هذه الدورة الحالية بعد 33 سنة أي في عام 2040.

ويدخل رمضان في شهور الحر بعد أن مر على الفصول الأربعة، والدورة الرمضانية الحارة السابقة للدورة الآنية بدأت في عام 1975 عندما بدأ شهر رمضان في 7 سبتمبر (أيلول) 1975 واستمر في نطاق الحر الشديد لمدة إحدى عشرة سنة تقريبا، وكانت سنة 1979م هي الأشد حرارة وخرج من رحم الحرارة في عام 1984م ودخل نطاق الجو المعتدل. وبالعوده الى حسين ميرة نائب مدير إدارة التحاليل والتوقعات، يشير الى ان اعلى درجة حرارة سجلتها السعودية في شهور رمضان كانت في عام 1990 في مكة المكرمة، حيث بلغت درجة الحرارة 47 مئوية.