«الأكلات الشعبية» و«التمور الفاخرة» سفراء المائدة السعودية في أميركا وأوروبا

45 امرأة يتولين فرز تمور أكبر مزرعة نخيل في العالم

TT

حينما تستنشق رائحة أكلة شعبية صرفة، كـ«المطازيز»، خلال مرورك في أحد أحياء مدينة بريدة السكنية، فقد لا يشكل لك الأمر غرابة، كونك في بلد تعتبر هذه الأكلة أحد مقوماته، لكن أن تستنشق الرائحة نفسها في حي سكني بولاية بوسطن الأميركية، فهنا تكمن القصة.

فقد تمكنت 177 امرأة من منطقة القصيم، يعملن في مشروع للأسر المنتجة، يتبع إحدى المؤسسات الوطنية الخاصة بالتمور والمنتجات الشعبية، من نقل ثقافة المأكولات السعودية، إلى نواحي أميركا والدول الأوروبية، مستهدفين من وراء ذلك، الطلاب السعوديين الدارسين هناك، في المقام الأول.

يقول لـ«الشرق الأوسط» عبد العزيز التويجري، صاحب شركة هضيم للتمور الفاخرة والمنتجات الشعبية «لقد تمكنت نساء المنطقة، بأناملهن الناعمة، أن يوصلن مأكولاتنا الشعبية إلى شتى أقطار العالم».

ويتوقع أن يصل حجم مبيعات إنتاج نساء القصيم اللائي يعملن في إطار ما يعرف بـ«الأسر المنتجة» التابع لشركة هضيم، إلى 9 ملايين ريال سعودي (2.4 مليون دولار) هذا العام، تشكل حصيلة بيع 168 منتجا، في حين لم يتجاوز حجم مبيعات المشروع ذاته حاجز الـ200 ألف ريال، في بدايات انطلاقته قبل 10 سنوات.

وتحظى نساء منطقة القصيم، وبالتحديد بريدة، بفرص عمل كبيرة، على الرغم من طابع المحافظة التي تتسم به هذه المدينة، حيث تتأهب المنطقة لتشغيل مصانع، سيكون قوامها العنصر النسائي.

وذكر عبد العزيز التويجري، أن شركته هضيم، في صدد إطلاق مركز متخصص للأسر المنتجة، يحمل اسم والدته هيلة التويجري، حيث سيدار هذا المركز بسواعد 200 امرأة سعودية، ويشتمل على 4 أقسام، أحدها سيكون مصنعا للتمور، هو الأول من نوعه الذي يدار بكوادر نسائية خالصة.

مقابل ذلك، تعمل 45 امرأة، في مشروع الباطن التابع لإدارة أوقاف صالح عبد العزيز الراجحي، على فرز تمور أكبر مزرعة للنخيل، مسجلة بموسوعة غينيس، ونزع النوى منه، وتجهيزه في إطار برنامج الـ7 تمرات، لشحنه إلى ضيوف الحرمين الشريفين.

ومع انطلاقة شهر رمضان المبارك، دفعت العاملات في هذا المشروع، بـ20 طنا من التمور إلى كل من: مكة المكرمة والمدينة المنورة، وذلك من أصل 60 طنا، هو مجموع ما تنتجه أكبر مزرعة للنخيل في العالم.

ويذكر لـ«الشرق الأوسط» المهندس سعود الفدا، وهو مدير الإدارة الزراعية في إدارة أوقاف صالح عبد العزيز الراجحي، أن رواتب النساء العاملات في مشروع الـ7 تمرات، يصل إلى 4500 ريال (1200 دولار).

وتعتبر بعض مشاريع الأسر المنتجة التي يتبناها أهالي القصيم، مشاريع موسمية، ومنها الخاص بـ«فرز ونزع النوى من التمور». فيما لم يستبعد المهندس الفدا أن يتم الاستعانة بالكوادر النسائية بشكل مستمر وثابت، مع قرب إطلاق مصانع خاصة بصناعات التمور التحويلية.