موظفو المسجد الحرام يسابقون عقارب الثواني لرفع مواد الإفطار لأداء الصلوات

مليون مصحف على 2200 خزانة في متناول الزوار

يحرص العديد من المسلمين على تناول وجبة الإفطار داخل الحرم المكي طوال أيام شهر رمضان المبارك («الشرق الأوسط»)
TT

عشر دقائق فقط، هي الفاصل بين أذان صلاة المغرب وإقامة الصلاة، لكنها ليست دقائق عادية داخل أروقة المسجد الحرام، حيث تشكل خطاً فاصلاً، تجند فيه كل الطاقات البشرية والتقنية من أجل جمع بقايا الموائد الرمضانية المنتشرة في جميع جنبات المسجد الحرام.

وتقسم الرئاسة العامة لشؤون الحرمين المسجد الحرام إلى عدة أجزاء لتقوم أعداد كبيرة من المشرفين وعمال النظافة بعد ذلك في ظرف هذا الوقت فقط بتمشيط ساحات الحرم وداخله، ولتكون الأجزاء والمواقع التي أفردت فيها الموائد الرمضانية، ساحةً لمسابقة عقارب الثواني وقرائن تحد للعاملين على خدمة ضيوف الرحمن. وتطوق الرئاسة في وقت قياسي الموائد الرمضانية بشريط حزامي في حالة استنفار بالكامل ليتسنى بعدها تنظيف أروقة المسجد الحرام والصلاة فيه وهو في كامل نظافته، خاصة عقب قرار منع دخول أي نوع من المأكولات الى المسجد الحرام عدا التمر والماء والقهوة.

وقامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بتهيئة ساحات المسجد الحرام بهدف إيجاد مناطق إضافية لأداء الصلاة بها وحرصاً على انسيابية الحركة وتبلغ المساحة الإجمالية لهذه الساحات 88 ألف متر مربع إضافة إلى الساحة الشمالية للمسجد الحرام، التي تبلغ مساحتها 300 ألف متر مربع.

وأوضح احمد بن إبراهيم شريعة مدير إدارة الساحات بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أنه تم تزويد هذه الساحات بمداخل واسعة تسهل الحركة والتنقل من وإلى المسجد الحرام كما زودت الساحات المقابلة لباب الملك عبد العزيز وباب الملك فهد بعدة مداخل ومخارج أرضية تؤدي إلى نفق السوق الصغير، وزودت هذه المداخل بسلالم ثابتة وأخرى متحركة، ويشرف على الساحات إدارة خاصة تعمل على مدار اليوم، ويعمل بها أكثر من 180 موظفاً يتم دعمهم خلال شهر رمضان المبارك بأكثر من 70 موظفاً مؤقتاً، حيث تقوم الإدارة بتوزيع موظفيها على الساحات المؤدية إلى المسجد الحرام للقيام بمنع البيع والتسول وتهيئة الساحات لأداء الصلاة بها، كذلك الإشراف على تنظيم موائد الإفطار بساحات المسجد الحرام بالتعاون مع لجنة السقاية والرفادة خلال شهر رمضان المبارك ومكافحة الظواهر السلبية ومنع التدخين ورمي النفايات في الساحات. وقامت الرئاسة بتزويد الساحات بالعديد من اللوحات الإرشادية التوعوية التي تعرض عبارات تحث زوار المسجد الحرام للمحافظة على نظافة المسجد الحرام وساحاته وعدم اللعب وإزعاج المصلين من قبل بعض الأطفال الذين يرافقون أسرهم وذلك حفاظاً على قدسية هذا المكان المبارك.

وتستخدم الرئاسة العامة ممثلة في إدارة المصاحف والكتب نحو 2200 خزانة نحاسية لاحتضان المصاحف داخل المسجد الحرام الى جانب أرفف محمولة على الأعمدة يصل عددها إلى 733 رفا. وأوضح مدير إدارة الكتب والمصاحف عبد الرحمن بن علي العقلا أن عدد المصاحف الموزعة في تلك الخزانات والأعمدة يصل إلى قرابة مليون مصحف، جميعها من طباعة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة وبمختلف الأحجام إضافة إلى المصاحف المترجمة بعدة لغات يصل عددها إلى 12 لغة فضلا عن مصاحف بلغة برايل موزعة في خزانات المصاحف في المسجد الحرام من إصدارات المجمع، وقال ان ادارته توزع يوميا نحو الفي كتاب ارشادي على الزوار.