«منزل منتصف الطريق» يساعد المتعافيات من الإدمان على الاندماج في المجتمع

أخصائي: مدمنات سعوديات يفضلن العلاج في الخارج

TT

لم تعلم امرأة سعودية (29عاما)، أن مكالمة هاتفية ستؤدي بها إلى الوقوع في إدمان المخدرات، وتقول المرأة (التي تحتفظ الجريدة باسمها)، انها تعرفت على شاب أثناء مراهقتها، عن طريق الهاتف، حيث طلب منها الخروج معه، ليقدم هدية عبارة عن علبة شوكولاته، دس في العلبة الهيروين، الأمر الذي أوقعها أسيرة له. أسرع والد الفتاة بعلاجها في احدى الدول العربية، حيث استمرت على العلاج 8 سنوات، صاحبت هذه العلاجات انتكاسات صحية ونفسية. ويقول أخصائي علم النفس، في مجمع الأمل بالدمام، جلال الناصر، إن غالبية المدمنات يفضلن العلاج خارج السعودية، خوفا من معرفة المجتمع بأنهن مدمنات، مبينا ان نسبة شفاء المدمنين مرتفعة كلما بكرنا في العلاج.

وذكر الناصر ان عددا كبيرا من المتعافيات اللاتي انهين برنامجهن العلاجي داخل المجمع، معرضات لخطر الانتكاسة حيث يجدن صعوبة بالغة في الاندماج مع أسرهن والمجتمع بعد خروجهن، لذلك يلحقن في برنامج «منزل منتصف الطريق» وهو برنامج يكون للمتعافين من الإدمان، ويعمل على تصحيح المفاهيم والسلوكيات السلبية لدى المتعافين من الرجال والنساء، والتعامل معهم بأسلوب راق، وكذلك تعليمهن مهارات التعامل مع الحياة داخل المجتمع، إضافة إلى الاستفادة من المتعافيات من النساء، وذلك بتدريبهن كمرشدات داخل المجمع، وأيضا العمل مع الفريق العلاجي، بهدف وضع الثقة لهن، وكشف قدرتهن على تحمل المسؤولية، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي.

وذكر الناصر، انه يتم علاج وتأهيل المدمنات في قسم خاص داخل المستشفى، مبينا أن برنامج العلاج يشمل عدة مراحل تتضمن علاج الأعراض الانسحابية والمضاعفات الصحية الناتجة عن التعاطي والتقييم الشامل المتعدد التخصصات لحالة المريضة ثم بناء خطة علاجية بهدف التأهيل النفسي والاجتماعي، والوقاية من الانتكاسة، حيث يسمح للمريضة بالتجول داخل أجنحة المستشفى.

وأشار الناصر، إلى ان برنامج «منزل منتصف الطريق» يعتبر بيئة محمية تمثل مجتمعا مصغرا يخضع فيه المتعافي، لأنظمة وقوانين تتماشى مع طبيعة وسلوكيات المجتمع، وهو إحدى المراحل الصعبة لدى المدمن لإشراكه في نمط الحياة، حيث يفرض على المتعافي التغيير بشكل كلي من خلال العلاج السلوكي من خلال الالتزام بالأنظمة والمواظبة على الصلاة ومسؤولية نظافة وترتيب الغرف، إضافة إلى التقيد بمواعيد أنشطة مركز الرعاية. وبين أن عدد الذين يخضعون للبرنامج نحو 120 متعافيا. ويمر المريض بمرحلتين الأولى مدتها 4 شهور يلزم فيها المريض جميع الأنشطة العلاجية، ثم المرحلة الثانية وهي مرحلة تعديل الوضع حيث يعطى المريض الفرصة لإعادة ترتيب نفسه من الجانب الوظيفي أو الأسري كي ينخرط بشكل تدريجي في المجتمع.