مصادر سياحية: عمرة «التلفريك» لم تحقق نجاحا.. و«الهدا» تضررت كثيرا من إغلاق العقبة

قالت لـ «الشرق الأوسط» إن تسويق السياحة خارج المملكة ما زال دعائيا

العمرة بالتلفريك لم تحقق النجاح الذي خطط له («الشرق الأوسط»)
TT

مع دخول العام الثالث على اغلاق عقبة الهدا، اكدت مصادر سياحية في الطائف لـ«الشرق الأوسط» تضرر منطقة الهدا السياحية بأضرار بالغة نتيجة هذا الاغلاق، مشيرة الى ان مشروع العمرة عبر التلفريك كان محدودا جدا ولم يحقق النجاح الذي كان يؤمل منه.

وكانت جهات سياحية ووزارة الطريق والنقل قد نفذت خطة لنقل المعتمرين من الطائف الى منطقة الكر عبر التلفريك ثم نقلهم الى مكة المكرمة واعادتهم مرة اخرى عن طريق باصات وسيارات خصصت لهذا الغرض، حيث بدأ العمل بالفكرة منذ اول يوم في شهر رمضان.

وفي الوقت الذي اعاد مراقبون اسباب عدم نجاح الفكرة الى عدم توفر الخدمات وكذلك المشقة المترتبة على ذلك يؤكد عبد الرحمن القريعي، المدير العام لشركة الطائف للاستثمار والسياحة لـ«الشرق الأوسط» ان مسألة الحج والعمرة عن طريق التلفريك ما زالت مقتصرة على مجموعات صغيرة.

ويؤكد ان إقفال الطريق ولمدة قاربت الثلاث سنوات سبب الكثير من الخسائر للفنادق والمنتجعات السياحية في منطقة الهدا على وجه الخصوص حيث ان الكثير من المنتجعات بمنطقة الهدا كان يعتمد ولفترة طويلة من العام على اجازة رأس الأسبوع والإجازات المدرسية لسكان مكة وجدة الذين عزف الكثير منهما عن القدوم للطائف بسبب إغلاق الطريق إلا أن فتح الطريق بعد إكماله سيعوض الكثير منهم عن تلك الخسائر إن شاء الله. ويأتي ذلك في وقت تحفظت فيه مصادر مسؤولة في ادارة الطرق والنقل في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» على الموعد النهائي لافتتاح عقبة الهدا لكنها اكدت ان العمل يسير على قدم وساق لانهاء المشروع.

وعن المشاكل التي تعسر استفادة الطائف من قربها لمكة المكرمة، أوضح عبد الرحمن القريعي ان هناك عوائق كبيرة جداً تحول دون استفادة الطائف بشكل جيد من موقعها الجغرافي، حيث ان الطائف ما زالت خارج نطاق منطقة العمرة رغم جميع المحاولات وعلى مستوى الصعد لإدخالها نطاق منطقة العمرة وبالتالي فإن الاستفادة من المعتمرين والحجاج ما زالت مقتصرة على مجموعات بسيطة حصلت بشكل مسبق على تصريح دخول للطائف والشركة لديها برامج عبارة عن تنظيم رحلات للعمرة خلال شهر رمضان المقبل من الطائف إلى مكة المكرمة بالتنسيق مع وزارة النقل. وأضاف: ان تسويق السياحة خارج المملكة ما زال في معظمه تسويقا دعائيا وذلك بسبب العوائق التي ما زالت قائمة في حصول السواح الراغبين الدخول إلى المملكة على تأشيرات دخول ويستثنى من ذلك مواطنو دول الخليج.

وأضاف مدير شركة الطائف للاستثمار والسياحة أن الشركة حاولت عدة مرات الحصول على مواقع سياحية لإقامة منتجعات مفتوحة وعناصر جذب، إلا أن مشكلة الأراضي المملوكة وخوف الشركة من ذلك حالا دون تمكن الشركة من البدء في مشاريع كانت تخطط لها وأن معظم الأراضي التي يملكها المواطنون ليست مخططة وصغيرة المساحات تفصلها عن الأراضي المجاورة طرق جبلية  يصعب إلغاؤها ولا أرى إمكانية حدوث تغير حقيقي لمنطقة الشفا إلا بإعداد مخططات كبيرة تقوم الدولة بعملها وتقوم بنزع ملكيات تلك الأراضي ثم إعادة بيعها بعد تخطيطها.

أما الأضرار التي لحقت بالشركة من جراء أعمال التفجير، فأشار الى أنها محدودة مقارنة بحجم العمل حيث يقتضي الأمر أحيانا التوقف عن العمل وإخلاء العربات إذا كان هناك تفجير قريب من الموقع إلا أن الأمر في مجمله مقبول وهناك تنسيق جيد ومستمر مع مجموعة بن لادن في هذا الخصوص.  وحول جذب رؤوس الأموال كشف أن العوائق في الطائف كثيرة والشركة ليست الجهة المسؤولة عن ذلك ومن الأفضل أن يوجه هذا السؤال إلى بلدية الطائف مبيناً أن دخول رمضان ضمن الإجازة الصيفية يعتبر فرصة وخاصة لأصحاب الفنادق والمنتجعات، ومن ضمن المشاريع التي كانت تهدف الشركة الى تنفيذها مشروع نفق مكة ـ الطائف الذي سيكون في إنجازه إحداث طفرة سياحية واقتصادية كبيرة جدا للطائف. والمنطقة مقبلة على مواسم سياحية خلال العقد المقبل ونتمنى أن نوفق لتقديم الخدمة المميزة لجميع الزوار والمصطافين.