استثمارات فندقية تشعل المنافسة في «الخيام الرمضانية»

«فوانيس الفيصلية» و«خيمة المملكة» الأكثر حركة في الرياض

ضخت بعض الفنادق في الرياض 1.3 مليون دولار لإعادة تأهيل إحدى قاعاتها خلال شهر رمضان («الشرق الأوسط»)
TT

بعد قطاعي المنتجات الاستهلاكية والقنوات الفضائية، دخلت الفنادق السعودية في سباق المنافسة لجذب الزبائن في شهر رمضان الكريم، وذلك بعد الاستثمارات التي ضختها بعض الفنادق في تطوير «الخيام الرمضانية» لتقديم موائد الفطور والسحور.

ولم يقتصر التطوير على تجهيز الوجبات الرمضانية وعلى استقدام الخبراء في تحضير الطعام، بل تجاوزه إلى تجهيز القاعات الرئيسية في تلك الفنادق بتصاميم مستوحاة من الخيام الرمضانية، التي اتت اكلها، بعد استهداف قطاعات الشركات التي وزعت رقاع دعواتها إلى تلك الخيام.

ويشير حسين حتاته نائب رئيس شركة الخزامي لقطاع الفنادق الى أن قطاع الخيام الرمضانية أصبح مطلبا للكثير من الشركات والأفراد، حيث يرغب الكثير في الخروج عن الروتين العادي وتناول وجبات الفطور والسحور في جو يوحي بروحانية الشهر الكريم، مضيفا أن الخيام الرمضانية بدأت بجذب الكثير من الزبائن نظراً لما توفره من جو اجتماعي وعائلي يتناسب مع العادات والتقاليد السعودية. وذكر حتاته أن شركته عملت على إطلاق «فوانيس الفيصلية» الخيمة الرمضانية التابعة لفندق الفيصلية، وذلك بعد تجهيز قاعة الأمير سلطان، التي تصل مساحتها إلى 49970 قدما مربعا، وتتسع لأكثر من 2800 شخص، مشيراً الى أن الشركة استثمرت ما يقارب 5 ملايين ريال (1.3 مليون دولار) لتطوير القاعة من خلال تصميم استوحى معالمه من الطراز الإسلامي، حيث تم استدعاء شركة متخصصة للتصميم الداخلي وذلك لتزيين القاعة.

وأضاف أن شركته عكفت للمرة الأولى على تطوير قاعة الأمير سلطان وذلك بعد احتياجات السوق، وازدياد الطلبات على موائد الفطور والسحور خلال الأعوام الماضية، مما دفع الشركة إلى تطويرها بشكل مبتكر وجديد، تعمل من خلاله على إضافة التصاميم الإسلامية، وبعض الأدوات التي ترتبط بشهر رمضان الكريم، حيث سعت الشركة المصممة إلى تعليق «فوانيس» التي عادة ما تزدهر مبيعاتها في شهر رمضان منذ زمن بعيد. من جهته بين طارق بخيت مدير التسويق في فندق الفورسيزونز بالعاصمة السعودية أن النجاحات المتتالية التي حققتها خيمة «فورسيزونز» الرياض منذ عام 2003 وحتى 2008 أثارت شهية الفنادق الأخرى للبدء في تطبيق نماذج مماثلة من الخيم الرمضانية، مما يعطي مؤشرات ايجابية، مشيراً إلى أن مساحة الخيمة الرمضانية في فندقه تصل إلى 4200 متر مربع. وذكر أن مستوى المنافسة يرتفع من فترة وأخرى، وان عملية المنافسة تعتبر صحية على حد تعبيره، لافتاً الى أن المنافسة في الخيام الرمضانية تعتمد بدرجة كبيرة على مستوى الخدمة، والتي تمثل محور اهتمام الفنادق وعدا عن ذلك لا يمكن اعتباره منافسة. وأضاف ان الخيام الرمضانية لم تعد مجرد حدث رمضاني عابر، إنما تقليد سنوي يجمع سكان مدينة الرياض، خلال وقت الفطور، حيث تم تجهيز خيمة فورسيزونز الرمضانية بشكل مستوحى من الأشكال والرسومات الإسلامية، كما تمت إضافة جو تقني من خلال شاشات عرض كبيرة للمساهمة في خلق جو رمضاني مميز. في حين يرى حسام سعد مسوق في شركة تسويق تجاري أنه من خلال المنافسة في الخيام الرمضانية في الفنادق السعودية، يلاحظ وجود توجه لكسر الروتين المنزلي، مع إيجاد أهم احتياجات الفرد وقت الفطور، مبيناً أن تلك الاحتياجات تتمثل في إيجاد مصليات، بالإضافة إلى إيجاد شاشات عرض تلفزيونية تنقل صلاة المغرب من الحرم المكي الشريف مباشرة، بالإضافة إلى متابعة البرامج التلفزيونية، التي تعرض بشكل مكثف خلال هذا الوقت.

وبين المسوق التجاري أن الفنادق بدأت بالتسابق حول جذب الزبائن نحو مطاعمها من خلال تصاميم قاعات موائد الفطور والسحور، بالإضافة إلى طرح عروض بأسعار مخفضة في عدد من الفنادق لمنافسة الفنادق الكبرى في جذب الزبائن، خاصة انه مع مرور أيام الشهر الفضيل يزداد عدد الأسر التي تتوجه للفنادق لتناول الفطور، خاصة في أيام نهاية الأسبوع للخروج عن الروتين المعتاد.