مسلمات يروين قصص إسلامهن على مائدة إفطار رمضاني في جدة

الهيئة لـ «الشرق الأوسط» : صحافي سب الرسول أسلم بعد أن قابلناه في الدنمارك

مجموعة من المسلمين الجدد لحظة نطقهم بالشهادة في جدة أمس («الشرق الأوسط»)
TT

لم تكن تعلم السيدة مريم ،50 عاما، بأنها ستعتنق الإسلام في غضون سنتين قضتها بالسعودية، لاسيما أنها كانت تتحاور مع إحدى صديقاتها المسلمات من الجنسية المصرية حول تعاليم الدين الإسلامي.

مريم من الجنسية الكندية وتعمل في أحد المستشفيات بجدة ترى أن اعتناقها للإسلام غيّر بداخلها أشياء كثيرة، وتقول: «بدأت أشعر بمعنى السلام الداخلي والراحة النفسية، حيث أنني أتلو القرآن الكريم باللغة الإنكليزية، غير أنني أحس بالهدوء عندما أستمع إليه باللغة العربية حتى قبل اعتناقي الإسلام».

وما جعلها تفكر جديا في تغيير عقيدتها هو ما رأته من المشاهد الرمضانية ومناسك الحج والعمرة، وتضيف: «كان خبر إسلامي مفاجأة لصديقاتي وأبنائي، إلا أنني لم أواجه أي معارضات من أحد، ولم أحاول إقناع غيري بالإسلام، خاصة أن محاولة تغيير عقائدهم تعد صعبة إلى حد ما، إضافة إلى أن ذلك يعتبر شيئا خاصا بالفرد».

وترى مريم التي انتقلت للعمل في السعودية منذ ثلاث سنوات، أن الحجاب هو الصعوبة الوحيدة التي تحاول أن تعتاد عليها، مشيرة إلى أنها تحاول الاستمتاع بالأجواء الدينية التي تتميز بها المملكة عن غيرها، في ظل وجود الهيئة العالمية للمسلمين الجدد التي مازالت تتلقى في كنفها كل ما يتعلق بالدين الإسلامي.

وعلى الرغم من اقتناعها التام بالإسلام، إلا أنها تواجه صعوبة كبيرة في تعلم اللغة العربية، وتقول: «لا أعتقد بأنني أستطيع التحدث باللغة العربية، إلا أنني تعلمت مفردات محددة مثل إلقاء تحية الإسلام والرد عليها، والسؤال عن الحال، إضافة إلى أسماء الاتجاهات التي تساعدني في التخاطب مع سائقي الأجرة أثناء تنقلي في البلد»، مفيدة بأن نظرتها تجاه المسلمين تغيرت تماما، حينما تأكدت بأن هذا الدين ليس إرهابيا.

فيما اتخذت السيدة فاطمة ،55 عاما، قرار اعتناقها الدين الإسلامي منذ أن كانت تعيش في بريطانيا بلدها الأم، وذلك بعد أن كانت ترافق إحدى الفتيات المسلمات من الجنسية الباكستانية، والتي كانت تقيم بلندن مع زوجها الذي يعمل هناك.

وتقول: «كانت صديقتي إسراء تزودني بكتب إسلامية باللغة الإنكليزية، ولم أكن أعرها أي اهتمام، غير أنني انجذبت لكتاب عن السيرة النبوية الذي قرأته مرتين، ما جعلني أقرر باقتناع تام الدخول في الإسلام».

وتضيف «غضب مني أبنائي كثيرا، إلا أنهم لم يستطيعوا تغيير نظرتي، خصوصا بعد قدومي إلى السعودية للعمل منذ 15 عاما، وكنت حريصة دائما على وضع كتب إسلامية في غرفة أبنائي، وتفاجأت بعد تركي لهم بأربعة سنوات باعتناق ابني الأكبر للإسلام من وراء تلك الكتب التي كان يقرأها في الخفاء»، لافتة بأنه لحق بها إلى المملكة ليكمل مسيرة حياته معها.

وتقول: «جاءتني زميلتي في العمل تخبرني بأن هناك شخصا يدعى محمد يريد مقابلتي، وحينما رأيه وجدت بأنه ابني الذي كان يرتدي حينها ثوبا أبيض، وعندما تحدثت معه اعترف بأنه كان مهتما جدا بالكتب التي كنت أتركها له على طاولته، غير أنه حاول عدم إظهار اهتمامه بها أمامي لرغبته في اعتناق الإسلام دون أن يكون لي تأثير عليه في ذلك». من جهتها أفادت المديرة التنفيذية في الهيئة العالمية للمسلمين الجدد سامية بامجلي بأن ملتقى الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي انعقد عام 2006 في الدنمارك كان سببا في زيادة أعداد المسلمين هناك.

وقالت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» جاءت فكرة الملتقى بالتعاون مع المصوّرة سوزان باعقيل التي أقامت معرضا لجذب الصحافيين وفتح مجال الحوار معهم، وذلك بحضور الداعيتين الدكتور طارق السويدان وعمرو خالد، لافتة بأن أحد الصحافيين الذين شنّوا الهجوم على الرسول صلى الله عليه وسلم كان من ضمن الذين أسلموا بعد هذا الملتقى.

وأشارت إلى أن المسلمين الجدد يحتاجون إلى المعاملة بالأخلاق الإسلامية الصحيحة، وأضافت: «إن حديثي العهد في الإسلام يعانون من تعامل البعض معهم بشكل غير لائق ونعتهم بالكفّار، ما يجعلهم يقارنون بين تعاليم الدين الإسلامي وأخلاق المجتمع الإسلامي».

وكان القسم النسائي للهيئة العامة للمسلمين الجدد التابعة لرابطة العالم الإسلامي نظم مساء يوم الأربعاء الماضي أمسية رمضانية بحضور 12 امرأة من المسلمات الجدد من مختلف الجنسيات، وزوجات القناصل، وسيدات المجتمع، وعضوات الهيئة مثل الدكتورة فاطمة نصيف والدكتورة فوز كردي.

وتضمنت الأمسية إفطارا خيريا ومحاضرات توعوية وحوارا مفتوحا يهدف إلى الرد على استفسارات المسلمات الجديدات حول العلوم الشرعية المختلفة، وجولة تعريفية حول مقر الهيئة، إضافة إلى توزيع مجموعة من الهدايا على المسلمات الجديدات. كما أدّت المسلمات الجدد صلاة المغرب والعشاء والتراويح جماعة، إضافة إلى دعوتهن للتعرف على بعضهن البعض وعرض قصص إسلامهن.

يشار إلى أنه دخل في الإسلام 48 رجلا وامرأة خلال شهر شعبان الماضي، وذلك ضمن جهود دعاة وداعيات المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات والذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.

وكان ذلك حصيلة الأنشطة والبرامج التي قدمها المكتب خلال الشهر الماضي، والمتمثلة في إقامة 328 درسا علميا للجاليات و16 محاضرة، وتنظيم الدعاة 18 جولة توعوية في أماكن متعددة داخل مدينة جدة، وإلقاء 80 كلمة وعظية في أماكن تجمع الجاليات بمختلف جنسياتهم.

كما تم تنظيم 33 لقاء إرشاديا وتوعويا وتوزيع 1166 مصحفا وكتابا وشريطا ومطوية، إضافة إلى ما يقوم به المكتب من أنشطة دعوية متنوعة من خلال الدعاة الذين يتحدثون بلغات مختلفة ويتولون مهمة الدعوة الميدانية في عدد من الشركات والمستشفيات وأماكن تجمع العمالة الوافدة.