السعوديون يستبدلون «المفاطيح» بالشوكولاته السويسرية

غيرت عادات أصحابها في أعيادهم منذ عقود وسط مبيعات تصل إلى 53 مليون دولار سنويا

سعوديون يلتفون حول وليمة خلال العيد («الشرق الأوسط»)
TT

تمضي عادات السعوديين التي طالما مارسوها في تقديم وجبة إفطار العيد بعد صلاة العيد، نحو تحولات ملموسة وجذرية تصل إلى استبدال الوليمة الرئيسية «المفطح» بأطباق تتمايز بأنواع فاخرة من الشوكولاته، والتي ذكر أحد المستثمرين في هذا القطاع بأن مبيعاتها تقدر بنحو 200 مليون ريال (53.3 مليون دولار) سنويا. ففي خطوة وإن كانت قد بدأت مسيرتها خلال أعوام مضت، إلا أنها باتت تتوغل في أواسط العوائل السعودية هذا العام، مغيرةً بما تتميز به من ذوق خاص وأشكال مختلفة تجذب كل من ينظر إليها، عادات لازمت السعوديين في أعيادهم، حيث حلت «الشوكولاته السويسرية» مكان الحلويات والمأكولات التقليدية مثل وليمة «المفطح والقرصان» التي يقدمها السعوديون كوجبة رئيسية صباح أول أيام العيد.

فبعد أن كان السعوديون يعدون مأكولاتهم التقليدية مثل الجريش والمرقوق وغيرهما ويقدمونها بعيد صلاة العيد، وأحيانا كثيرة قبل خروج المصلين من المساجد لا سيما في القرى والمدن الصغيرة، ابتهاجا بفرحة أول أيامه بجانب الحلويات التقليدية أيضاً، طغت أنواع الشوكولاته على الأطباق المقدمة في زياراتهم لبعضهم بعضا، وغيرت في جداول الكثير منهم موعد تقديم وجبتهم الرئيسة «المفطح» إلى بعد الظهر، إن لم تكن أغنت البعض منهم عن تقديم مثل تلك المأكولات.

وشهدت المحلات التجارية المتخصصة في بيع الشوكولاته بالسعودية، ازدحاماً كبيراً الأيام الماضية، نتيجة إقبال الكثير من المستهلكين على شراء أنواع متعددة من الشوكولاته، التي أصبحت أهم الأصناف الرئيسية التي تقدم لمختلف الضيوف والزوار، خاصة مع تبادل الزيارات بين الأسر السعودية للتهنئة بحلول العيد.

وحسب مستثمرين في قطاع الشوكولاته، فإن السوق السعودية تعتبر من اكبر الأسواق في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بحجم يصل إلى 500 مليون ريال (133.3 مليون دولار)، من أصل ملياري ريال (533.3 مليون دولار)، حجم سوق الحلويات في البلاد، وتعتبر أيام العيد وشهر رمضان الموسم الذهبي للشوكولاته والحلويات في السعودية.

وذكر عيسى العيسى المدير العام لشركة ميشيل كلوزيل الفرنسية لصناعة الشوكولاته في السعودية أن المرأة في السعودية ودول الخليج هي الأكثر إقبالا على شراء الشوكولاته، حيث بلغت نسبة الإقبال 90 في المائة. وأضاف أن هناك نسبة زيادة كبيرة هذا العام في مبيعات سوق الشوكولاته بلغت 25 في المائة، معللا ذلك بالتطور الاقتصادي الكبير الذي تشهده السعودية في مختلف المجالات وكذلك دخول الاستثمارات الأجنبية في هذا المجال حيث يستعد العديد من الشركات العالمية للدخول قريبا للسوق السعودية لأنها تلقى رواجاً كبيرا مقارنة بدول أوروبا.

وتعتبر الأشكال الجمالية التي ابتدعتها حدة التنافس بين مصنعي الشوكولاته فارقاً أساسياً جعل من أطباق الشوكولاته شكلا فاخرا من أشكال الضيافة، علاوة على ما تزخر به الشوكولاته من نكهات ومذاقات مختلفة، ما زالت تلك المصانع تتسابق على ابتكار الأجود والأفضل منها. وقال نايف الروقي، مراقب جوي بمطار الملك خالد بالعاصمة السعودية، انه يحرص على شراء أفخر أنواع الشوكولاته، خصوصاً هذه الأيام، مفيداً أن أطباق الشوكولاته اختصرت الكثير من المسافات في مسار الضيافة، حيث سهولة تقديمها ومذاقاتها الرائعة وأشكالها الجديدة التي تعبر عن الطريقة العصرية في الضيافة، إضافة إلى الطابع الخاص الذي تضفيه نكهاتها المختلفة على حلاوة اللقاء بين الأهل والأصدقاء. إلى ذلك توقع العيسى، استمرار نمو سوق الشوكولاته بنسبة كبيرة، مشيراً إلى أن العاصمة السعودية الرياض تحتوي على أكثر من 3000 محل متخصص في الحلويات التي تبيع أنواعا مختلفة من الشوكولاته. وأكد أن الكثير من المنشآت الصغيرة التي تدخل سوق الشوكولاته تخرج بسبب النوعية والجودة، التي تكون في الغالب المحك الرئيسي لعملية الاستمرار أو الخروج من السوق.

وأضاف أن النمو السكاني الذي يصل إلى 8 في المائة، كان له دور كبير في زيادة الطلب على الشوكولاته، مما دفع إلى زيادة فروع شركاتها من خلال الانتشار والتوسع في مختلف مناطق السعودية.

وأشار العيسى إلى أن سوق الشوكولاته، تتضمن خطين أساسيين هما حلوى «الشوكولاته» وهي المادة النهائية التي تستهلك مباشرة، ومادة «الكاكاو» الذي يدخل بأشكاله وأنواعه العديدة في الصناعات الغذائية. من جهته برر سعيد الدوسري، المستثمر في قطاع الشوكولاته، ارتفاع أسعار الشوكولاته بارتفاع كلفة تصنيعها محلياً ودولياً، مبيناً أن السعودية بها العديد من مصانع الشوكولاته، إلا أن 65 في المائة تستورد من دول عربية مثل سورية ولبنان، بالإضافة إلى الدول العالمية المتخصصة في صناعة الشوكولاته وهي بلجيكا وسويسرا وفرنسا.