بدأت أسعار المواشي والأغنام، بالتصاعد تدريجياً في الأسواق السعودية والخليجية، منذ أن بدأ عيد الفطر يقترب، الذي في الغالب ما يكون عاملاً مُساعداً لرفع أسعار كثير من السلع.
وتأتي الأيام التي تسبق عيد الفطر في السعودية، مُشابهة لتلك الأيام التي سبقت دخول رمضان من حيث أسعار المواشي، حيث اقتربت أسعارها قبل العيد، إلى ما يقرب من 1000 ريال، في حين بلغت للجملة أكثر من 950 ريالا. وأرجع مُستثمرون في سوق الماشية السعودي، ارتفاع أسعار المواشي والأغنام في البلاد، إلى دخول عيد الفطر، إضافةً إلى الزيادة في الطلب من حيث الصدقات والزكوات، التي يحرص السعوديون على تقديمها في رمضان تحديدا من كل عام. ففي العاصمة الرياض، وهي التي كانت الأعلى من حيث ارتفاع أسعار المواشي، والتي لم تختلف عن نظيراتها من المناطق والمحافظات السعودية، بلغت أسعار المواشي، البلدي (النعيمي) ما يتجاوز حاجز الــ1100 ريال للرأس الواحد، ورغم ذلك هناك من المستثمرين من يصف عملية الإقبال من قبل المُستهلكين بـ«الضعيفة».
وقال ناصر العتيبي وهو أحد المستثمرين في بيع المواشي في أسواق العاصمة الرياض، ان نسبة الشراء والإقبال على المواشي هذا العام، هي النسبة الأقل مقارنة بالأعوام الماضية، في الوقت الذي ربط بعض الشيء، ارتفاع الأسعار في أسواق العاصمة، بارتفاع أسعار النقل والمواصلات، إضافةً إلى عدم ثبات أسعار الأعلاف، وهي التي تصل الى 25 ريالا لكيس الشعير الواحد على سبيل المثال، وفي الأحيان الأخرى تكون قريبة من مستوى 19 ريالا للكيس الواحد. وأكد عواد العنزي، شيخ سوق المواشي بحفر الباطن (شمال شرقي السعودية) وهو السوق الأكبر على مستوى منطقة الخليج من حيث التصدير والاستيراد، أن سوق مُحافظته، اقترب من تصدير أكثر من 60 ألف رأس من الأغنام، خلال فترة ما بعد دخول شهر رمضان الكريم، إلى نهايته.
وقال العنزي لـ«الشرق الأوسط» إن عوائد مبيعات المواشي في سوق حفر الباطن، اقتربت من 54 مليون ريال (14.4 مليون دولار) خلال شهر رمضان المبارك، وهو ما يُعطي إشارات واضحة، إلى أن أسبابا عديدة وراء تصاعد وارتفاع أسعار المواشي في السعودية والخليج. وبحسب مُستثمرين فإن مبيعات المواشي والأغنام، الصادرة من أسواق المواشي في حفر الباطن، تخطت حاجز 1.2 مليار ريال، (340.5 مليون دولار ) سنوياً، وهي ارقام يراها مُستثمرو المواشي، أقل من أرقام الأعوام الماضية. ويقترب سوق مواشي حفر الباطن، من تصدير أكثر من 1.8 مليون رأس من الإنتاج البلدي (النعيمي) بشكل سنوي، مع الاقتراب من تصدير أكثر من 5000 رأس يومياً، من السوق «الأم» لعدد من الأسواق السعودية والخليجية، جراء ارتفاع كميات الطلب من منطقة الخليج، لارتباط ذلك بمناسبات عدة، من بينها، شهر رمضان المبارك خلال أيام، ومواسم الأعياد.
وكان لإيقاف توريد المواشي عن طريق البر، من عدد من الدول العربية المجاورة (سورية ـ الأردن ـ وتركيا) الدور الأكبر في تنامي وارتفاع الأسعار، وهو الذي يعتبره مُستثمرو المواشي في البلاد، في مصلحتهم، في الوقت الذي كان لعدم استقرار أسعار الأعلاف، الأثر في ارتفاع أسعار المواشي في البلاد. وكانت الإجازة الصيفية في السعودية، من أهم العوامل التي في الغالب ما تؤدي لارتفاع الأسعار، حيث بلغت ارتفاعات الأسعار في محافظة جدة (غرب السعودية) أكثر من 60 في المائة، جراء زيادة في الطلب على المواشي، خلال موسم الصيف الذي في العادة ما يكون توقيتاً لآلاف حفلات الزواج في السعودية والخليج.