«ليلة العيد الأولى».. إشارة خضراء لموجة الاستهلاك

اكتظاظ المحلات والشوارع بشكل لافت بالمتسوقين

TT

تشكّل ليلة عيد الفطر الأولى لدى السعوديين ليلة استهلاكية بامتياز تستمر حتى ساعات الصباح الأولى من يوم العيد، فإلى جانب البعدين الديني والاجتماعي لهذه المناسبة الكبرى، فرغبة الظهور بـ «أبهى حلّة» من قبل الرّجال والنساء والأطفال، تعمل على إحداث ربكة في معظم أنشطة السوق التجارية وتنعكس على حجم بعض الأسعار بفعل الاكتظاظ المتزايد خلال فترة قصيرة وتضاعف الطلب أثناء الساعات القليلة التي تسبق بزوغ شمس العيد.

وفي العاصمة السعودية الرياض، تجلّى أول من أمس مشهد لا يتكرر إلا كل عام، حيث اتجه الناس إلى المراكز والمحلات بشكل لافت، جماعاتٍ وأفراداً، نساءً ورجالاً وأطفالاً حتى اكتظت الشوارع بهم، ولم يكد مركز تجاري أو محلّ على اختلاف الأنشطة يخلو من الازدحام ابتداءً بمحال الحلويات والمواد الغذائية ومروراً بالمشاغل ومحلات الحلاقة والزينة وكي الملبوسات ومراكز غسيل السيارات ووصولاً إلى متاجر الألماس والأحجار الكريمة وورش تلميع المجوهرات.

مساء أمس الأول تحوّلت بعض الشوارع المكتظة بالمراكز التجارية ومحال التموين، إلى خلايا نحلِ، حيث دارت عمليات بيعٍ وشراء بملايين الريالات، وعلى جنبات أرصفة بعض الشوارع، ينتظر العشرات أدوارهم للظفر بمقعد في محلّ حلاقة، لا سيما أن عدداً من محلات الحلاقة شهدت ربكة بفعل الزحام، الأمر الذي أرغم العاملين على حصر خيارات الزبائن استيعاباً لكثرتهم، اصطف آخرون بسياراتهم لساعات، ليحظوا بفرصة تلميعٍ لزجاج السيارة.

وذكر أحد العاملين في محلات الحلاقة أنهم ومع تسارع الوقت واقتراب ساعات الصباح بالتزامن مع اكتظاظ الناس بشكل غير مسبوق، اضطروا إلى حصر خيارات الزبائن، بحيث يختار الزبون نوعاً واحداً من الحلاقة، كأن يحلق شعره بديلاً عن ذقنه، أو هذا الأخير بديلاً عن الأول، فيما عمدت محال غسيل الملابس إلى القفز بالأسعار، حيث تجاوز سعر كي قطعة الملابس الواحدة العادية خمسة ريالات، في حين كان لا يتجاوز 3 ريالات.

ومن بين جموع الناس المكتظة وسط المراكز التجارية، كانت تدور أحاديث هامسة حول حلول عيد هذا العام بشكل مفاجىء، لم يكمل معه شهر رمضان المبارك 30 يوماً، الأمر الذي أدى إلى اختناق الأماكن بالناس الذين كانوا يسابقون الوقت لقضاء احتياجاتهم، إلا أن الواقع مغاير لذلك، حيث يتكرر هذا المشهد في كل عام حتى في الأعوام التي شهدت اكتمال شهر رمضان المبارك 30 يوماً.

ورغم عدم خلو أي مركز تجاري أو سوق أو محل ليلة العيد الأولى من الزحام، إلا أن أسواقاً ومراكز شكّلت لدى السعوديين تقليداً مهماً لشراء احتياجات العيد منها تظل هي الأبرز في كل موسم، ولعلّ في مقدمتها شارع «الثميري»، الذي يحتضن سلسلةً من المحال المتخصصة في الملابس الرجالية السعودية، إلى جانب سوق ذهب يحتوي على سلسلة كبرى من متاجر المجوهرات والأحجار الثمينة تدار فيه عمليات بيع بعشرات الآلاف.

ورغم أن السعوديين ينظرون بإجلال بالغ تجاه العيدين، الفطر، والأضحى المبارك إلا أن الأول يظل علامةً فارقة في الاستهلاك والاحتفال وفلسفة التجديد في المظهر.