في العيد.. قيادة دراجة نارية ليوم واحد تساوي كلفة استئجار 17 سيارة

وصلت أسعار تأجيرها لـ 1200 ريال يوميا.. ومستثمر يصفها بـ «الدجاجة التي تبيض ذهبا»

شابان سعوديان على دراجة نارية في منطقة الثمامة («الشرق الأوسط»)
TT

«سعر استئجار دراجة نارية في السعودية خلال أيام العيد، يساوي استئجار 17 سيارة في يوم واحد، أو استئجار سيارة واحدة لمدة سبعة عشر يوما»، معادلة غير معقدة ويمكن حسابها إذا عُلم بأن الاستئجار اليومي لدباب من نوع سوزوكي يصل هذه الأيام إلى 1200 ريال (320 دولارا)، مقابل 70 ريالا أو أقل لسيارة كورية الصنع على سبيل المثال.

وقد يكون من أسباب ذلك، أن استئجار الدراجة النارية (الدباب)، غير محاط بالتعقيدات التي تطلبها مكاتب تأجير السيارات، والتي يقع من ضمن شروطها أن تكون رخصة المستأجر سارية المفعول، وأن يكون على رأس وظيفة ما، وهذا الشرط الأخير تحديدا يصعِب على 236 ألف سعودي هذا الأمر، وهو الرقم الرسمي لعدد العاطلين عن العمل، فضلا عن آلاف الشباب المنخرطين في الدراسة بالجامعات.

وبالرغم من الارتفاعات التي تشهدها أسواق الدراجات النارية، غير أن هذا الأمر لم يثن السعوديين الذين يعشقون ركوبها، من التسابق لاستئجارها قبل دخول فترة عيد الفطر السعيد، فيما يتوقع أن تأخذ الأسعار ارتفاعا تصاعديا، وخصوصا في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، مع دخول فصل الشتاء في السعودية.

يقول عبد العزيز الفهد، وهو أحد المهتمين بسوق الدراجات النارية، «لقد شهدت أسعار استئجار الدبابات ارتفاعا كبيرا. لقد قررنا والعائلة بدلا من أن نستأجر دراجة واحدة بـ1200 ريال، أن نستأجر سيارتي دفع رباعي (جي إكس آر) بنفس القيمة». ويعتبر سوق الدراجات النارية، من الأسواق النشطة التي قلما تتعرض للركود. وتعيش تلك السوق خلال 162 يوما في العام أوج نشاطها وهي الفترة التي تتوقف فيها المدارس عن العمل، تشكل 72 يوما منها، أيام الإجازات الأسبوعية التي يتمتع بها الطلاب السعوديون، والذين يعتبرون من أكثر الشرائح إقبالا على قيادة تلك الدراجات.

وتساعد المواسم الباردة أيضا، في الصعود بأسعار استئجار الدراجات النارية، لمستويات كبيرة جدا. وبحسب عبد الله بن إبراهيم، وهو من القريبين لهذا النشاط، فإن سعر استئجار الدراجة النارية، ولمدة ساعة واحدة فقط، وصل في شتاء العام الماضي لـ500 ريال (133 دولارا) في منطقة العاذرية، وهي منطقة صحراوية تقع شمال شرقي العاصمة الرياض. وينحصر عمل سوق الدراجات النارية، في مثل هذا الوقت من العام، على الفترة الممتدة بين الـ3 عصرا، وحتى منتصف الليل، وذلك بسبب الأجواء الحارة نسبيا التي تعيشها العاصمة السعودية في الصباح، وهو ما قد لا يشجع الأغلبية على ممارسة هواية ركوب الدراجات النارية، قبل أن تأخذ الشمس مسارها الزوالي.

ويحكي عاصم الدويرج، وهو من الذين لهم دراية بسوق الدراجات النارية، عن إقبال عدد كبير من السعوديين على الاستثمار بهذا النشاط الذي وصفه بـ «الدجاجة التي تبيض ذهبا». وقال ان هناك أحد الأشخاص اقترض مبلغا ماليا من البنك رغبة في الاستثمار بهذا المجال، حيث تمكن في فترة قصيرة من تسديد كامل المبلغ للبنك الذي اقترض منه. وتتوزع محال تأجير الدراجات النارية في السعودية، على نقاط التزود بالبترول الممتدة على الطرق البرية السريعة، والتي تعتبر من أكثر الأماكن حيوية وجاذبية بالنسبة للمستثمرين في هذا النشاط.