أهالي جدة يزحفون جماعيا نحو «أبحر» لحضور أكبر احتفال مفتوح على شاطئها

الحضور النسائي فاق الرجالي وتجاوز التوقعات

جانب من الاوبريت الذي شهده الاحتفال (تصوير: سلمان المرزوقي)
TT

يبدو ان محمد عبده عندما شدا باغنيته التاريخية «وين ابحر والمواعيد القديمة وكل ذكرى حلوة لو كانت اليمة». كان يعلم ان ابحر ستتحول قريبا الى مكان رسمي للفرح واللقاء والاحتفاء بكل المناسبات الغالية.

ولان ابحر ستكون وعلى مدار سنوات كما كانت موعدا للحب واللقاء والفرح والذكريات الجميلة، فانها كعادتها استطاعت امس ان تجبر اهالي جدة على الخروج من منازلهم افواجا لحضور اكبر احتفال مفتوح على شاطئ البحر الاحمر وذلك ضمن مهرجان العيد الذي اطلق شرارته محافظ جدة الامير مشعل بن ماجد نيابة عن الامير خالد الفيصل امير منطقة مكة المكرمة.

ومنذ ساعات المساء الاولى، اغلقت جميع مداخل ابحر او اغلبها وتم توجيه السيارات الى نقاط محددة تحسبا لتجمع متوقع رهيب، بدأت طلائعه منذ وقت مبكر.

وعلى مساحة تتجاوز الكيلومترات على شاطئ البحر افترش الاهالي الارض وجلسوا لمتابعة اوبريت «درة الشرق» والاحتفالات التي صاحبته عبر شاشات خصصت لهذا الغرض اضافة الى الالعاب النارية. ولان مساء ابحر كان مختلفا كأبحر يوم اول من امس فقد رقص الجميع على انغام المجرور والخبيتي والمزمار، وهو ما يعلق عليه عبد الله العدواني احد زوار المهرجان بقوله «من الجميل ان تتحول ابحر في موسم الاعياد الى تجمع للحب والود والفرح والاحتفال، لقد اصبحت هذه التظاهرة جزءا لا يتجزأ من العيد، بل اهم فعالية في العيد».

ويضيف «حضرت انا وعائلتي منذ المغرب لنحصل على مكان مناسب على البحر لنتابع الاحتفال والفعاليات ونستمتع بهذا التجمع». وفي داخل اروقة مسرح الحفل كان الجو مختلفا جدا، فقد كانت نحو 1200 سيدة مع أطفالهن يتقاسمن مع الحضور الرجالي مسرح ابحر. وعلى غير عادة كان الحضور النسائي كبيرا داخل المسرح، حيث اعد القائمون على التنظيم نحو 1100 كرسي للنساء، ليجدوا ان اكثر من 1200 سيدة موجودة في مدرجات الاحتفال اضافة الى اضعاف هذا العدد في الساحات المحيطة بالموقع الذين تمكنوا من مشاهدة الحدث عبر الشاشة المعدة والتي بلغ طولها نحو 500 متر.

يقول خالد هاشم ناقرو مدير شركة رناد العربية للمناسبات وهي الشركة المنفذة لحفل الافتتاح في حديث هاتفي لـ«الشرق الأوسط» ان هذه ليست المرة الاولى فقد خصصت اللجنة المنظمة مقاعد خاصة للنساء خلال حفل افتتاح مهرجان صيف جدة والتي قدم فيها اوبريت غنائي ايضا، لكنه لم يكن بمشاركة وحضور الفنانين ولكنه احتوى على رقصات فلكلورية.

وأضاف «ان الالتزام والتنظيم الجيد كان العلامة الابرز والنقطة التي فرضت نجاح التجربة». مشيرا الى عدم تسجيل أي مشكلة او مخالفة من قبل الحضور الذين شاهدوا فعاليات الحفل من الرجال والنساء وذلك ان النساء والاطفال كانت لهم مقاعدهم الخاصة اضافة الى المداخل والمخارج الخاصة بهم دون تدخل أي رجل في مواقعهم.

وبين ناقرو ان الاماكن التي خصصت للنساء بلغت نحو 1100 مقعد وعدد الحاضرات بلغ نحو 1200 سيده تقريبا في مقاعد خصصت للسيدات والاطفال فقط. مبينا ان سيدات شاركن في تنظيم دخولهن وخروجهن الى المقاعد.

وفي مكان آخر حيث خيمة السيرك كان الحضور النسائي لافتا ايضا، حيث طغى الحضور العائلي على مقاعد الخيمة، حيث حضر العرض الاول نحو 3000 شخص، 85 في المائة منهم من النساء، وسط توقعات ان يتجاوز عدد مشاهدي العروض التي يقدمها محترفون من كل من روسيا وأوكرانيا وبريطانيا والصين والمغرب وأوزبكستان نحو 30 الف مشاهد على مدار ايام العيد التي يستمر فيها المهرجان.

الى ذلك وللمرة الثانية هذا العام اعلنت اللجنة المنظمة لمهرجان ابحر السياحي 2008 «عيدنا بحري» ان المشاركة العائلية ستكون حاضرة هذا العام في العديد من الفعاليات، لعل ابرزها مسابقة صيد السمك التي اشار الامير عبد الله بن سعود الى ان عدد العوائل المشاركة فيها هذا العام قرابة 500 عائلة وسط توقعات بنجاح الفعالية التي تقضي بأن تقوم كل عائلة مشاركة فيها بالاستعداد والحضور مبكرا الى شاطئ البحر والانطلاق في رحلة صيد تنافسية مع عائلات اخرى.