جامعة الأمير محمد بن فهد تستثمر 100 مليون ريال في مجال التقنية

يفتتحها ولي العهد الأربعاء.. وتوقع اتفاقيات شراكة مع 12 جامعة عالمية

جامعة الأمير محمد بن فهد حيث يفتتحها ولي العهد الأمير سلطان الأربعاء («الشرق الأوسط») وفي الاطار د. عيسى الأنصاري
TT

يفتتح الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، الاربعاء المقبل رسمياً جامعة الأمير محمد بن فهد بالمنطقة الشرقية قبل بدء العام الدراسي الجديد، وفي حوار أجرته «الشرق الأوسط» مع مدير الجامعة الدكتور عيسى الأنصاري، قال الانصاري ان لدى الجامعة مشروعات بحثية طموحة لعل أهمها الوادي التقني الذي تنوي الجامعة إطلاقه على غرار وادي الظهران التقني ووادي الرياض التقني اللذين أطلقتهما جامعتا الملك فهد والملك سعود في أوقات سابقة. كما كشف الأنصاري عن استثمارات تقنية قامت بها الجامعة لتقدم تعليما نوعياً لطلابها، مبيناً أن ما نسبته 45% من طلاب الجامعة حصلوا على مقاعدهم الدراسية عبر عدة برامج تتعاون مع الجامعة في تقديم المنح الدراسية للطلاب المتميزين. إلى تفاصيل الحوار:

* ماذا ستضيف الجامعة إلى الرصيد الأكاديمي السعودي؟

ـ جامعة الأمير محمد بن فهد تعد من أوائل الجامعات الأهلية في المملكة، ومن المعروف أن الحكومة هي التي كانت تقيم مشاريع التعليم العالي لفترات طويلة، لنشر هذا النوع من التعليم في محافظات ومدن البلاد المختلفة، ومنذ خمس سنوات تقريباً بدأت المملكة في دعم التعليم العالي الأهلي، وذلك بالسماح للمؤسسات الخيرية أو الشركات ذات المسؤولية المحدودة، أن تقيم جامعات خاصة تساند الجامعات الحكومية الموجودة. وعادة الجامعة الأهلية ـ وأنا أتكلم هنا عن جامعة الأمير محمد بن فهد ـ بحكم النظام المرن وسرعة اتخاذ القرار وسرعة صرف الميزانيات، إضافة إلى المناهج والتقنيات وطرائق التدريس المستخدمة في الجامعة، كل ذلك يساهم في العملية التعليمية، ويضفي الجودة على نوعية التعليم والتدريب الذي يتلقاه الطالب أو الطالبة.

ونحن في جامعة الأمير محمد بن فهد نضع ضمن رسالتنا التعليمية، أن تشكل الجامعة ليس إضافة نوعية في التعليم العالي في السعودية فقط، وإنما إضافة تعليمية للتعليم العالي على مستوى الشرق الأوسط، وبدأنا في تحقيق هذه الرسالة من خلال تحقيق الأهداف التي وضعت للجامعة فخلال سنتين من عمر الجامعة فقط وقعنا 12 اتفاقية مع 12 جامعة من أعرق الجامعات في العالم، ومع شركات ومؤسسات صناعية عريقة مثل IPM، ومع مؤسسات لها التزام اجتماعي وتعليمي عريق، كما بدأنا في برنامج الماجستير التنفيذي من سنة مع كلية ماست رخت للإدارة وهي من أعرق الكليات على مستوى العالم في مجال الإدارة.

* هل نجحت الجامعة في التحول إلى جامعة عالمية قياساً على الخبرات الأكاديمية التي تم توفيرها لها؟

ـ نضع ضمن رؤيتنا لمستقبل الجامعة أن تكون جامعة سعودية بمعايير عالمية، تحافظ على القيم والعادات والتقاليد السعودية العريقة، وعالمية لتأخذ بالاتجاهات الحديثة في عمليات التعليم والتدريب والبحث العلمي، ومنذ البداية كان إطلاق الجامعة على أساس علمي مدروس مع كونسورتيوم اتحاد 32 جامعة أميركية من ولاية تكساس، هذا الكونسورتيوم عمل معنا على مدى ثلاث سنوات، قبل تأسيس الجامعة إلى أن وضعنا نظاما متكاملا للمناهج الدراسية ونظام المكتبة والنظام المالي، والنظام الإداري والنظام الأكاديمي، ولدينا اليوم 32 كتابا هي نظام الجامعة بالكامل منذ أن يبدأ الطالب التسجيل في الجامعة إلى أن يتخرج.

كما حرصت الجامعة على اختيار نخبة من أعضاء هيئة التدريس من 26 دولة 80% منهم من جنسيات أميركية وأوروبية، وما يعزز رؤيتنا أن أساتذة الجامعة بدأوا في نشر أبحاثهم العلمية تحت اسم الجامعة، في المؤتمرات والدوريات العلمية العريقة في أوروبا وأميركا، كذلك مشاركة أعضاء هيئة التدريس في المؤتمرات العلمية، وكذلك الحوارات التي تتم عن طريق الانترنت بين أساتذة الجامعة والمنتديات العلمية في الغرب، ولدينا قائمة طويلة من الزيارات متبادلة بين جامعة الأمير محمد بن فهد والجامعات الغربية.

لدينا في الجامعة طلاب من مختلف دول العالم، ولدينا بعثات دولية فعلى مستوى دول مجلس التعاون لدينا طلاب مبتعثون من البحرين ومن الإمارات العربية المتحدة، وهذه مؤشرات تدل على أننا سنقطع شوطا كبيرا من أهدافنا ورؤيتنا في زمن قصير نسبياً.

* هل لدى الجامعة اتفاقيات خاصة حول مشاركة طلابها في أبحاث علمية مشتركة أو المشاركة في فرق بحثية عالمية مع جامعات عريقة في هذا المجال؟

ـ من ضمن الاتفاقيات الـ 12 التي تم توقيعها على مدى العامين الماضيين هناك اتفاقية مع جامعة كييب الأسترالية، تم الاتفاق مع هذه الجامعة للمشاركة في البحوث الأكاديمية وتشكيل مشاريع بحثية مشتركة بين طلاب هذه الجامعة وطلاب جامعة الأمير محمد بن فهد وتبادل الخبرات الأكاديمية، وتبادل الزيارات الطلابية بين طلاب الجامعتين، وتبادل الخبرات وعقد المؤتمرات، على سبيل المثال الاتفاقية مع جامعة تكساس A&M لدينا مشروع معهم لبدء برنامج الدكتوراه.

* ما هي خطة الجامعة في البحث العلمي وتسجيل براءات الابتكار؟

ـ لدينا استراتيجية عشرية للبحث العلمي وبراءات الابتكار فعلى مدى السنتين الماضيتين نشر أعضاء هيئة التدريس بالجامعة ما يقارب 40 بحثا علميا على مستوى العالم، عدا البحوث الداخلية، وضمن برنامجنا الأكاديمي مشروع الوادي التقني. وبدأنا الآن كمرحلة أولى في هذا المشروع بما يسمى «بالساينس بارك» أو واحات المعرفة، ولدينا 4 شركات حالياً في هذا الوادي، لكننا ننوي استيعاب عدد كبير من الشركات في هذا الوادي، وهو ما سيشجع على براءات الابتكار سواء من أعضاء هيئة التدريس أو من الطلاب الباحثين، أو من أفراد المجتمع ممن لديهم مشاريع ابتكارية ويرغبون في الانضمام إلينا في الوادي التقني الجديد الذي ترعاه جامعة الأمير محمد بن فهد.

أما الجانب الآخر في تشجيع براءات الاختراع فخلال الخمس سنوات التالية سيفعّل برنامج الابتكار وبراءات الاختراع عبر الكليات، وأي زائر للجامعة يشاهد الكم الهائل من المعامل والمختبرات، والتي سيكون لها الدور الأكبر في تقديم الكثير من الابتكارات سواء من الطلاب أو من أعضاء هيئة التدريس.

* هل هناك علاقة بينكم وبين بعض المشاريع التقنية الوليدة في السعودية، على سبيل المثال وادي الظهران التقني، أو وادي الرياض التقني؟

ـ لم يتم التطرق حتى الآن إلى التعاون بين جامعة الأمير محمد بن فهد وأي جامعة محلية حتى الآن، لكن ضمن استراتيجيتنا المستقبلية إنشاء واد تقني ولدينا الموقع الذي سنقيم عليه مشروع الوادي والتحق بوادي جامعة الأمير محمد بن فهد حتى الآن 4 شركات، طبعاً هذه الشركات لا تريد الكشف عن هويتها لكي لا يتم إحراجها لأن لها علاقات مع جهات بحثية في جامعات أخرى.

ونتوقع أن يكون هناك تعاون بين مشروعنا في الوادي التقني وبين وادي الظهران التقني أو وادي الرياض التقني الذي تقيمه جامعة الملك سعود، وبالمناسبة نحن نتعاون الآن مع المنظمة العالمية لساينس بارك مقرها في هونج كونج، وجامعة الأمير محمد بن فهد عضو في هذه المنظمة الدولية.

* ما أبرز ما يميز الجامعة لكي يضعها الطالب ضمن خياراته في ظل وجود جامعات حكومية ذات سمعة كبيرة، وكذلك وجود فروع لجامعات عريقة على مرمى حجر من المنطقة الشرقية؟

ـ من أهم مميزات الجامعة أن البيئة فيها ليست بيئة تدريسية وإنما بيئة تعليمية، بمعنى أن الطالب يستطيع أن يتعلم في أي موقع في الجامعة أو حتى خارج الجامعة، وليس في الفصل الدراسي فقط، فالجامعة قائمة بالكامل على التقنية، لذلك تم استثمار أكثر من 100 مليون ريال فقط على البنية التحتية لتقنية المعلومات. فـ 80% من العلاقات التي تتم بين الطالب والأستاذ تتم عبر التقنية، وكذلك علاقة الطالب بالإدارة أو علاقة الأستاذ بالإدارة كلها تتم عبر التقنية. فبإمكان طالب الجامعة أن يحضر الدروس وأن يحاور الأستاذ عبر قناة تقنية وهو في أي موقع في العالم، ولدينا "سوفت وير" لإدارة المقرر الدراسي بالصوت والصورة بين الطالب والأستاذ، كما يمكن للطالب الذي تمنعه ظروفه من حضور عدد من الدروس أن يعود لها تقنياً، كما يمكنه أن يخزن كافة الدروس والمقررات التي تلقاها خلال مسيرته الأكاديمية على مدى سنوات الدراسة في ما يسمى بنك معلومات الطالب.

نحن في الجامعة ليس فقط ضمن مهامنا تعليم الطالب وإنما بناء شخصيته أيضاً، لدينا مقررات تدريسية عن مهارات الوظيفة في عصر العولمة، التفكير الإبداعي والعلم في إطار الجماعة، التخطيط والتعلم الذاتي، لكي نزيد من مهارات الطالب وليس فقط من معارفه.

* كانت هناك اتفاقية بين الجامعة وبين صندوق الموارد البشرية قبل عامين أي مع بداية استقبال الجامعة لأولى دفعات الطلاب المنتظمين للدراسة فيها، هل ما زالت هذه الاتفاقية معمولاً بها؟ ـ كانت الاتفاقية مع صندوق الموارد البشرية قبل بدء وزارة التعليم العالي في برنامج الابتعاث الداخلي، وكانت الاتفاقية تنص على أن الصندوق سيتوقف دوره إذا بدأ برنامج الابتعاث الداخلي، بدأ الصندوق بـ 90 طالبا، ما زالوا على أملاك الصندوق وما زالت رسومهم الدراسية تدفع من قبل الصندوق، ولكن أوقف العمل بهذه الاتفاقية منذ عام ونصف العام.

* ما هي البرامج التي تتعاون مع الجامعة في تقديم منح للطلاب المنتسبين للجامعة؟

ـ لدينا في الوقت الحالي طلاب يتبعون لصندوق الموارد البشرية، وطلاب منح الأمير محمد بن فهد الأوائل على مستوى المملكة، وطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، وهناك برنامج طلاب جامعة الأمير، وهو برنامج ممول من قبل رجال الأعمال، وتصل نسبة الطلاب المنتسبين للجامعة عبر برامج المنح الى 45% من طلاب الجامعة.

* وزارة التعليم العالي تبنت برنامج الابتعاث الداخلي فكم تصل نسبة الطلاب الذين تم استيعابهم للجامعة عبر هذا البرنامج؟

ـ الوزارة لديها معايير في مسألة الابتعاث الداخلي فهي لا تقدم منح الابتعاث للجامعة بأكثر من 30% من مجموع طلابها، لدينا في الجامعة هذا العام 1700 طالب وطالبة 30% منهم حصلوا على مقاعد دراسية في الجامعة عبر برنامج الابتعاث الداخلي أي ما يقارب 553 طالبا من طلاب الجامعة، يتبعون لوزارة التعليم العالي.

ومن مميزات برنامج الابتعاث الداخلي أن المنح تجدد فلدى الوزارة مستوى معين يحافظ عليه الطالب لكي يتمتع بالمنحة الدراسية وإلا ستسحب منه المنحة لصالح طالب آخر، وإذا عاد إلى مستواه الأول تعاد له المنحة.

* وقعت الجامعة مع عدد من الشركات السعودية عدداً من الاتفاقيات فما الهدف من هذه الاتفاقيات؟ ـ الاتفاقيات التي وقعتها الجامعة ليست اتفاقيات تفاهم بقدر ما هي اتفاقيات شراكة، فاستراتيجية الجامعة لا تتبنى العمل التقليدي، فنحن نهدف إلى التعليم والتدريب التعاوني، فالطالب عندما يدخل إلى الجامعة إلى أن يتخرج يعد وفق احتياجات هذه الشركة. كما تشارك معنا الشركة في وضع المناهج التعليمية والتدريب، وبمعنى أدق هذه الاتفاقيات تنقل القطاع الخاص إلى الفصول الدراسية في الجامعة. كما تنقل فصولنا الدراسية إلى المصانع، وليس الهدف من هذه الاتفاقيات توظيف الطلاب واستيعابهم بعد التخرج أو تدريبهم لفترات محددة، ولكن الهدف أن تشترك معنا هذه الشركات في وضع المناهج وطرائق التدريس فالصناعي يمكن أن يدرس في الجامعة كما أن أستاذ الجامعة ممكن أن يدرب العاملين في أحد المصانع.

* كم تمثل نسبة الطالبات في الجامعة، وماذا تقدم الجامعة من فرص تدريبية للطالبة السعودية؟ ـ تمثل الطالبات ما نسبته 60% من طلاب الجامعة، وجميع التخصصات التي توفرها الجامعة للطلاب تتوفر للطالبات عدا تخصص الهندسة الميكانيكية، ومن المميزات التي نراهن عليها في جامعة الأمير محمد بن فهد، هي الحرية، فالطالب أو الطالبة له صوت مسموع، لدينا مجلس طلابي يشارك فيه الطلاب والطالبات، وهو عبارة عن برلمان جامعي تتفرع عنه لجان تهتم بمراقبة كافة الإدارات في الجامعة مراقبة دقيقة، ورئيس المجلس الطلابي عضو في مجلس إدارة الجامعة الذي يعتبر أعلى سلطة في الجامعة، ويمكنه أن يشارك في صناعة القرار.