السعودية: صعوبات مالية تقلص أعداد الأطفال والعاملين في الرحلة البيئية «الإبحار إلى برشلونة»

الجهني لـ«الشرق الأوسط»: عرضنا المشروع على أكثر من 5 آلاف رجل أعمال سعودي

الأطفال الـ 6 المشاركون خلال الرحلة السعودية «الإبحار إلى برشلونة» «الشرق الأوسط»
TT

دفعت صعوبات مالية اعترضت طريق الرحلة البيئية السعودية «الابحار الى برشلونة» القائمين على العمل الى تقليص اعداد الاطفال المشاركين الى النصف والعاملين الى الثلث وذلك لعدم وجود دعم مالي ومساهمين، رغم تكفل بعض المسؤولين بدفع مبالغ مالية محددة لدعم الرحلة.

ويهدف مشروع «الإبحار إلى برشلونة» الذي تنظمه جهات سعودية الى حشد الجهود العالمية من أجل حماية البحار والسواحل والمحيطات، وإيصال الجهود المبتكرة للمحافظة على البحار إلى منصة القرارات الدولية، وزيادة الوعي حول ضرورة حماية البيئة البحرية والساحلية، إضافة إلى إتاحة الفرصة للتبادل الحضاري بين الغرب والشرق، والكشف عن التراث الحقيقي للبلدان المشاركة من خلال زيارة أبرز جزرها ومدنها الساحلية.

وأوضح اللواء الدكتور محمد الجهني المشرف العام على برنامج رحلة الأطفال العرب إلى برشلونة عدم تلقي أي دعم مادي من رجال الأعمال السعوديين للرحلة على الرغم من الرسالة السامية التي يحملها هؤلاء الأطفال في سبيل المحافظة على البيئة بكافة أنحاء العالم. وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «وجهت الدعوة لخمسة آلاف شخص من رجال الأعمال وأعضاء الغرف التجارية من أجل تقديم دعم مادي لإنجاح تلك الرحلة، إلا أننا لم نلق أي تجاوب من جهتهم»، لافتا إلى ان عدم تفاعلهم قد يكون ناتجا عن توقيت الرحلة التي جاءت متزامنة مع موسم الإجازة الصيفية وشهر رمضان المبارك.

وأفاد بأنه تم حل جزء من مشكلة نقص الدعم من خلال تكفّل الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة وممثل السعودية بجزء من تكاليف الرحلة، والجهات المنظمة التي تحملت أكثر من 200 ألف دولار.

وأضاف:«أجبرنا على تقليص عدد الأطفال العرب المشاركين بسبب نقص الإمكانات المالية، إذ بلغ عدد المشتركين 6 أطفال من أصل 12 بعد أن تم اختيار طفل واحد فقط من كل دولة عربية، وتقليص عدد الفريق الفني والتصوير للثلث ليصل عددهم إلى 12 شخصا بعد أن كان من المفترض مشاركة 80 شخصا منهم»، مشيرا إلى أنه تم الحجز في مواقع سكنية بعيدة عن المدن، وتخفيض فقرات برنامج الرحلة، إضافة إلى استثناء زيارة دولة إيطاليا رغم استعداد الفريق الإعلامي بها لاستقبال الأطفال بشكل رسمي.

وأوضح الجهني أن والد أحد الأطفال المشتركين في الرحلة أساء لهم لفظيا بعد رؤية برامج الرحلة، وتأخر تأشيرات الأطفال السعوديين المشاركين، الأمر الذي جعله يسافر بمفرده ليلتقي بعلي الغامدي السفير السعودي في اليونان، الذي ذلل لهم جميع الصعوبات، وسهّل خروج أربعة أطفال من السعودية للمشاركة في الرحلة، مؤكدا على استكمال برنامج رحلة الأطفال العرب بعد الرجوع إلى السعودية وذلك من خلال إرسال أطفال آخرين في ما بعد.

وحول مشاركة الأطفال العرب في الاحتفال بعيد الفطر المبارك بيّن المشرف العام على برنامج الرحلة أنهم كانوا في مهمة رسمية تتضمن المرور على الجزر اليونانية والمشاركة في الكثير من الفعاليات البيئية، والمتمثلة في زيارة مستشفى خاص بحماية الطيور، وعلاج إصاباتها الناتجة عن هجرتها مثل كسور الأجنحة، حيث شاهد الأطفال كيفية إعادة تأهيلها للطيران مرة أخرى، ورؤية تفقيس بيض السلاحف وانطلاق صغارها من مواقع البيض إلى البحر، إضافة إلى استقبال الكنيسة في 27 سبتمبر الماضي بإحدى الجزر اليونانية والالتقاء برئيسها الذي أشاد بدور خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في حوار الحضارات والأديان من أجل محاربة الظلم والعنف والوقوف مع السلام، والوقوف على ضرورة تكاتف الجهود والتصدي لأعداء الطبيعة.

وقال: «قام الأطفال برحلات الغوص التي مكنتهم من رؤية المناطق البحرية الموجودة في اليونان، وزيارة المتاحف ورؤية الآثار الطبيعية والتاريخية هناك إضافة إلى بعض مواقع إعادة تدوير النفايات»، منوّها إلى أنهم كانوا على اتصال دائم مع أهاليهم في العيد. وانطلق الأطفال أول من أمس (الأربعاء) من اليونان إلى برشلونة للوصول اليوم (رابع أيام العيد) المبارك، والالتقاء بالأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز على ظهر يخته الخاص، والمشاركة في المؤتمر العالمي لحماية الطبيعة المزمع إقامته من 5 إلى 14 أكتوبر الحالي.