سعوديون «ينعون» الإجازة ويستقبلون المدارس برسائل الجوال «الساخرة»

أمهات: لماذا يكتئب أبناؤنا آخر أيام العطلة؟.. واستشارية اجتماعية تنصح بالتجهيز المبكر

نصائح بتهيئة الطلاب لاستقبال أول أيام العام الدراسي («الشرق الأوسط»)
TT

فضَّل بعض السعوديين وداع الإجازة الصيفية التي تلفظ أنفاسها الأخيرة نهاية هذا الأسبوع بطريقتهم الخاصة، وذلك عبر تبادل الرسائل النصية والمرئية التي رنت بها جوالاتهم واشتملت على عبارات طريفة وأخرى تسخر من بدء العام الدراسي والعودة للدوام الذي ينطلق يوم السبت المقبل، فيما رأى مختصون أن هذا التوجه يرسخ من المشاعر السلبية التي تجتاح بعض الطلاب إزاء اليوم الدراسي الأول.

ورغم أن الإجازة الصيفية للطلاب هذا العام كانت طويلة مقارنة بسابقاتها، بعد أن استمرت لنحو أربعة أشهر، فيما تمتع موظفو الدوائر الحكومية بأطول إجازة عيد فطر امتدت 13 يوماً لتوافق اليوم الوطني مع عطلة العيد، إلا أن انتهاء الإجازة دفع البعض للمبادرة بـ«نعيها» عبر رسائل طريفة تقول إحداها (البقاء لله.. ننعي لكم فقد الغالية على قلوبنا: الإجازة)، في حين انتشرت رسالة أخرى تقول (وقع حادث أليم راحت ضحيته العطلة الصيفية بعدما اقتحمها الدوام الذي داهم أعداداً كبيرة من التلاميذ والموظفين).

وشبهت مجموعة من الرسائل المتداولة قرب العودة للدراسة بالحدث المفاجئ، مع تبادل الصور الكارتونية الساخرة للدموع والابتسامات مدوُّن أسفلها (المدرسة تنتظرك/ عدنا للدراسة/ الدوام يناديكم)، بينما فضل بعض السعوديين وصف الدوام المدرسي أو الوظيفي بالحبيبة الغائبة عبر رسائل نصية تتناول مشاعر اللهفة والاشتياق وفي أسفلها كُتب (المرسل: الدوام).

ويبدو أن رسائل الجوال أصبحت هي المتحدث الرسمي لفئة كبيرة من السعوديين لبث مشاعرهم في المواسم والمناسبات، خاصة بعد أن أعلنت إحدى شركات الاتصال في السعودية عن تبادل نحو 750 مليون رسالة نصية في الأيام الثلاثة التي سبقت دخول شهر رمضان المبارك، إلا أن رسائل موسم قرب الدراسة رافقها تخوُّف بعض الأمهات من أن تؤثر في نفسية الطلاب، كما تقول صباح الدوسري، أم لخمسة أبناء، متسائلة «لا أدري لماذا يكتئب ابنائي مع العودة للمدارس، حتى وإن كانت إجازتهم طويلة وسعيدة»!.

ومن جهتها، نوَّهت الدكتورة تغريد السمان، استشارية اجتماعية ومديرة التوعية الصحية بمستشفى قوى الأمن بالرياض، لـ«الشرق الأوسط»، بضرورة العمل على تحبيب الطلاب والطالبات بالعودة للدراسة بعد الإجازة الصيفية، وأفادت بأن البداية تكون بضبط ساعاتهم البيولوجية وتعويدهم على النوم والاستيقاظ باكراً بعد سهر الإجازة، وأردفت أن بالإمكان جذبهم لذلك بتجهيز إفطار شهي لهم في وقت مسبق، مما يغريهم على الاستيقاظ باكراً.

وأكدت السمان على أهمية استغلال آخر أسبوع في الإجازة الصيفية بمساعدة الطلاب على استرجاع بعض المعلومات الدراسية أو تصفح كتبهم السابقة إلى جانب شغل أوقاتهم بما هو مفيد مثل القراءة ودخول مواقع الانترنت التعليمية، وترى السمان أن متعة التجهيز للدراسة والذهاب للمكتبة وشراء الحقائب المدرسية يضفي جواً من البهجة على نفوس طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية تحديداً في الأسبوع الأخير من الإجازة.

وكسراً للمشاعر السلبية التي تجتاح فئة من الطلبة تجاه العودة لمقاعد الدراسة، أعلنت إدارة التربية والتعليم في محافظة وادي الدواسر للبنين أخيراً عبر موقعها الإلكتروني عن تدشين برنامجها التربوي (عدنا لمدارسنا والعود أحمد) الذي تهدف منه إلى تحبيب الطالب في مدرسته، وتعزيز انتمائه لها، واستشعار أهدافه من الدراسة وتهيئة طلاب مدارسها للاستعداد لبداية العام الدراسي الجديد من خلال تفعيل برنامج الأسبوع التمهيدي لاستقبال طلاب الصف الأول الابتدائي والتخطيط المبكر الجيد له في جميع المدارس الابتدائية.

بينما عمدت بعض إدارات المدارس السعودية للمرحلتين المتوسطة والثانوية على عمل برامج ترفيهية واحتفالات مصغرة مع أول أيام الدراسة لمساعدة الطلاب والطالبات على التأقلم مع أجواء الدراسة بسرعة، في حين تتوجه غالبية الجامعات السعودية لتخصيص يوم للاحتفاء بالطلبة المستجدين، بهدف تعريفهم بما لهم وما عليهم وكسر حاجز الخوف والرهبة الذي يرافق بعض الطلبة مع بداية العام الدراسي.