50 مدرسة ثانوية تدشن المرحلة الأولى لتطوير التعليم

ضمن مشروع خادم الحرمين الشريفين.. و«التربية» تعلن التوسع تدريجيا في تطبيق البرنامج

TT

بدأ نحو خمسين معلما و600 طالب أمس في ثانوية المدينة المنورة بالدمام رحلة تطوير التعليم الإلكتروني معتمدين على أجهزة حاسب آلي محمول لكل معلم وطالب ومناهج الكترونية بدلا من الكتب الدراسية وشبكة انترنت، إضافة للتقنيات الحديثة الأخرى وطرق تدريس مختلفة كليا عن الطرق التقليدية.

وثانوية المدينة المنورة هي إحدى المدارس الخمسين التي أعلنت وزارة التربية والتعليم عن بدء التعليم الإلكتروني بها على مستوى السعودية، ضمن مشروع برنامج كبير يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم في السعودية، بهدف الاستفادة من الشبكة العنكبوتية لخلق بيئة تعليمية متطورة تتوافق مع معطيات العصر.

أمام ذلك، كشف الدكتور نايف الرومي، مدير برنامج خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم في السعودية (تطوير) لـ «الشرق الأوسط» أن تنفيذ البرنامج الذي أطلقت مرحلته الأولى يوم أمس مع بدء العام الدراسي الجديد، سيمر بتوسع تدريجي، يضمن سلامة تنفيذ البرنامج عند إضافة مدارس جديدة يشملها البرنامج، إلى أن تنضم إليه كافة مدارس التعليم العام في السعودية.

وبين أن السياسة العامة لتنفيذ المشروع تعتمد على ثلاث استراتيجيات تقسم الخطط إلى قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، إلا أنه لم يحدد الفترة الزمنية التي ستستغرقها كل مرحلة من مراحل البرنامج. وكان يوم أمس شهد انطلاقة البرنامج في مختلف مدن ومحافظات السعودية، في 50 مدرسة للبنين والبنات، تمثل البداية لتطبيق البرنامج للعام الدراسي الحالي، بعد أن تم تزويد هذه المدارس بوسائل تقنية متقدمة شملت الاستعاضة عن الكتب الدراسية التقليدية التي يتسلمها الطلاب بأجهزة حاسب آلي محمول (لاب توب)، إضافة إلى تزويد المدرسة والفصول بخدمة الانترنت، وتقديم الدروس بطريقة الـ «داتا شو»، من خلال السبورات الالكترونية الحساسة المتوافرة في كل فصل.

وتعتمد العملية التعليمية في مدارس (تطوير) على الطريقة التفاعلية، حيث يعتبر كل درس من دروس المنهج مشروعاً بحثياً، كما أن الطريقة التعليمية صممت بحيث تمكن الطالب والمعلم من تبادل المعلومات ونقلها بين الأجهزة بطريقة سلسة عبر وسائط متعددة، ومن بينها، على سبيل المثال، أن حل الواجبات المنزلية التي يكلف بها الطالب وكذلك تصحيحها سيكون عبر البريد الإلكتروني للمعلم.

وتضم كل مدرسة من مدارس (تطوير) نادياً للنشاط المسائي يعمل لمدة ثلاثة أيام أسبوعيا، إضافة إلى فترتي نشاط يومياً قبل الطابور الصباحي وفي فترة الفسحة، وحصتي نشاط أسبوعيتين ضمن المنهج الدراسي. كما أن جميع التعاملات والتواصل يتم الكترونياً، إضافة إلى أن التعرف على الطلاب والمعلمين في عمليتي الحضور والانصراف سيكون الكترونيا وفق بطاقات ذكية تسجل تاريخ ووقت الدخول والخروج.

وينجز البرنامج في الخطة قصيرة المدى تطوير خمسين مدرسة ثانوية في عدد من مدن ومحافظات السعودية، بواقع مدرستين لكل مدينة أو محافظة، وقد تم اختيار تلك المدارس (بنين وبنات) وفق أسس ومعايير علمية تضمن سلامة الاختيار لكل مدرسة، بما يحقق نجاح البرنامج.

وتقوم فكرة مدارس (تطوير)، ـ بحسب الدكتور الرومي ـ، على إيجاد بيئة تركز على التعلم مستخدمة التقنية الحديثة التي تم دمجها في عمليات التعليم، في محاولة جادة لخلق نموذج تعليمي تربوي حديث يعتمد على طرح أفكار جديدة في القائد المدرسي، والفكرة الرئيسة تقوم على اعتبار أن قائد المدرسة هو (المشرف المقيم) الذي يعمل على الرفع من كفاءة المعلمين وإنجاح عمليات التدريس، وتم إخضاع قائد المدرسة لبرامج إعادة تأهيل خلال الإجازة الدراسية لهذا العام (1429) في عدد من المجالات التي تسهم في رفع كفاءته وتحسين تصوره عن المهام الملقاة على عاتقه، مذكراً باللقاء الذي عقد خلال الإجازة الصيفية مع عدد من المعلمين والمعلمات الأوائل لتوضيح دورهم في عمليات التعلم داخل المدرسة، والذين سيتم استكمال تدريبهم في خطة إعادة التأهيل الخاصة بهم.

ومن المهام المناطة بالمعلم الأول في مدارس تطوير رعاية النشاطات التعليمية الهادفة الوصول إلى النتائج المنشودة، أما الخبير التربوي فيتمحور دوره في تكامل أدواره مع قائد المدرسة باعتباره قائداً ومشرفاً مقيماً ومع المعلمين الأوائل، وتقوى هذه العلاقة بوجود جو من الثقة والتقدير المتبادل في إطار مهام وعلاقات مهنية واضحة لكل منهما، وتتلخص العلاقة بينهما في أن مهام الخبير التربوي تقوم على مبدأ رئيس هو الشراكة مع مدير المدرسة (القائد المدرسي).